شخصية الفرد، كبيراً أم صغيراً، يبنيها انطلاقاً من عناصر عديدة جمعناها في ثلاث نقاط.
- 3/1من “النظام الأساسي” : وهي العناصر الفطرية عند الولد. طبعه عند الولادة ( قلق، فرح، صبور، عصبي، الخ.)، نوع ذكائه (IQ، الذكاء العاطفي، النموذج التحليلي، النموذج الواقعي، الخ.)، طريقة التعلم المسيطرة عنده (بصري، سمعي، حركي)، خصائصه العصبية (الحساسية الشعورية، نقص الانتباه، مشاكل الصحة العقلية، الخ.). إنها مجموعة الجينات الوراثية الخاصة بالولد.
- 3/1من الأهل : طريقة تربية الطفل (القواعد، القيم، العاطفة التي يتلقاها، الصورة التي يعكسها الأهل، الخ.). هنا يجب أن نرى كيف يتفاعل الأهل مع “النظام الأساسي” للولد بحسب شخصيته. وهكذا فإن الأهل المحافظين الذين يربون ولداً ذو طبع معارض وجريء سيواجهون صعوبة معه في أن يتقبل تدخلاتهم.
في معظم الأحيان ، يرث الأطفال عن أهلهم شكل طرف أنفهم ، والمنطقة المحيطة بشفاههم ، وحجم عظام الوجنتين ، وزوايا عيونهم ، وشكل الذقن. أما المنطقة بين الحاجبين فتكون مختلفة جدًا.
تشكّل جينات الأم 50٪ من الحمض النووي للطفل ، وال 50٪ الأخرى هي من جينات الأب. ولكن جينات الذكور أكثر عدوانية من جينات الإناث ، وهذا ما يجعلها أكثر بروزًا. عادة يكون هناك 40٪ من جينات الإناث النشطة و 60٪ من جينات الذكور النشطة.
أضف إلى ذلك أن جسد المرأة الحامل يتعرف على الجنين على انه جسم غريب جزئيًا. ومن أجل إنقاذ الطفل، يجب أن يجد جسم المرأة السلام مع جينات الأب العدوانية (في بعض الأحيان، على حساب جيناتها).
- 3/1من البيئة المحيطة والأحداث : الرفاق، المدرسة، الحي، ما يشاهده على التلفزيون أو من حوله، الرياضات التي يمارسها ومع من، الخ. يؤثر المحيط بالضرورة على تطور الشخصية. الأحداث البارزة في حياة الولد (انفصال الأهل، موت قريب، فقر، رحلات، انتقال، ربح ميدالية، عندما ضحك كل الناس عليه خلال اختبار شفهي، الفخر الذي يشعر به عند تحضير الطعام مع الأهل، الخ.)
كل هذه الجوانب مرتبطة ببعضها وتؤثر الواحدة منها في الأخرى. هكذا، فإن الولد الذي يمتلك أفضل أهل في العالم قد يعاني من مشاكل سلوكية إذا كان يعيش في جوٍ مضطرب وكان محاطاً برفاق سوء. بالعكس، إذا كان طبعه قوياً ومستقلاً، لن يتأثر بنفس الطريقة مثل ولد يعاني من عدم الأمان. يجب إذن أن نحسب كل هذا في طريقتنا في التربية…
