الإنجازات والتحديات واحترام طفلك لذاته
النجاح بعمل ما أو تحقيق إنجاز ما يساعد طفلك على الشعور بالرضا عن نفسه. ولكن يمكن لطفلك أيضًا بناء احترام الذات من خلال القيام بأشياء لا يستمتع بها دائمًا أو لا ينجح فيها وفي هذه الحال اثن على جهوده وتصميمه – وذكره بأن الغلط او عدم النجاح بشيء ما، سيساعده على النجاح في مجالات أخرى ، أو سيجعله ينجح في المرة القادمة.
هناك العديد من الطرق لمساعدة طفلك على النجاح والإنجاز والتعامل بشكل جيد مع الفشل:
- عندما يعاني طفلك من مشكلة ، شجعه على التفكير بهدوء ، كما شجعه على الاستماع إلى وجهات نظر الآخرين والتوصل إلى حلول يمكن تجربتها. هذا يبني مهارات حياتية مهمة.
- ساعد طفلك على تعلم أشياء جديدة وتحقيق الأهداف. عندما يكون طفلك أصغر سنًا، سيشجعه هذا على تعلم أشياء جديدة كركوب الدراجة مثلاً. وعندما يصبح أكبر قد يدفعه، ما وضعه من اهداف، إلى ممارسة الرياضة..
- الاحتفال بالإنجازات والنجاحات الكبيرة والصغيرة. وتذكر أن تثني على جهد طفلك ، وليس على نتائج إنجازه فقط. على سبيل المثال ، “لقد جربت تركيب البازل بعدة طرق وأخيراً ركبتها بشكل جيد.. أحسنت”
- احتفظ بأشياء خاصة تذكرك بإنجازات طفلك وتقدمه حتى تتمكن من استذكارها في وقت ما مع طفلك منوهاً بالإنجاز الذي حققه سابقاً.
- علم طفلك أن الفشل جزء من التعلم. على سبيل المثال، إذا ظلت الكرة تفلت من يده كلما حاول الإمساك بها، حاول أن تشجعه قائلاً له: ” لا بأس تكاد تنجح .. في المرة القادمة ستتحسن. التقاط الكرة أمر صعب”
- علم طفلك أن يعامل نفسه بلطف عندما يفشل. يمكنك أن تكون قدوة هنا. على سبيل المثال، “اليوم جربت وصفة كايك جديدة، نعم منظر الكايك عجيب غريب ولكن رائحته لذيذة”
الأشياء التي يمكن أن تضر بتقدير الأطفال لأنفسهم
الرسائل التي ترسل رسائل سلبية عن الطفل تسيء إلى احترامه لذاته – من هذه الرسائل السلبية على سبيل المثال ، “أنت بطيء ، شقي ، متنمر ، محتال …”. عندما يفعل الأطفال شيئًا لا تحبه ، فمن الأفضل أن تخبره بما يمكنه فعله بدلاً من ذلك. على سبيل المثال ، “لم تقم بأداء واجبك. عليك أن تجلس الآن وتنهي حل مسائل الرياضيات”.
الرسائل التي تشير إلى أن الحياة كانت أفضل لو لم يكن لدي أطفال قد تضر بتقديرهم لذاتهم. من هذه الرسائل على سبيل المثال ، “لو لم يكن لدي أطفال علي الإنفاق عليهم لاستطعت شراء سيارة جديدة”.
تجاهل الأطفال وعدم الاهتمام بهم ومعاملتهم على أنهم مصدر إزعاج تسيء إلى تقدير الطفل لنفسه .من الأمثلة على ذلك القول له: “لقد سئمت منك”. كما أن العبوس في وجهه أو التنهد طوال الوقت عندما يرغب في التحدث إليك قد يكون له نفس التأثير.
المقارنات السلبية مع الأطفال الآخرين خاصة المقارنة بين الإخوة والأخوات من العوامل المؤذية للطفل .. فكل طفل في عائلتك يختلف عن غيره من حيث نقاط القوة والضعف الفردية. من الأفضل أن تتعرف على نجاحات كل طفل وإنجازاته.
يشعر جميع الآباء بالإحباط والتعب أحيانًا. ولكن إذا أرسل الآباء طوال الوقت رسالة مفادها أنهم يشعرون بالإحباط والتعب من أطفالهم فسيفهمون من ذلك أنهم مصدر إزعاج لأهلهم.
قد تؤثر التغييرات الحياتية، مثل الانتقال من المنزل أو المدرسة أو البلد أو الانفصال أو الطلاق، على تقدير طفلك لذاته. إذا كانت عائلتك تمر بتجارب كهذه، فحاول الحفاظ على الطقوس الأسرية والأنشطة الخاصة بطفلك ، بالإضافة إلى منح طفلك الكثير من الحب. سيساعد هذا طفلك على الشعور بالرضا عن نفسه وهويته حتى لو تغيرت الأمور من حوله.
اقرأ الجزء الأول من المقالة: كيف ننمي عند الطفل احترامه لذاته من عمر سنة إلى 8 سنوات(2)