كيف على الأهل التكلم مع أطفالهم:
بدأ الطفل في الاعتماد على عائلته منذ لحظة ولادته، ومع الوقت يصبح هذا الرابط أقوى. ولكن عندما يصبح أكثر استقلالية ويبدأ في تخطي الحدود بحثًا عن مكانه الخاص في العالم، قد يحار الآباء ولا يعرفون كيف يتواصلون مع أطفالهم البالغين فجأة. لكل عمر ميزته وصعوباته، ومن واجب الوالدين الاستفادة من كل مرحلة عمرية لتطوير طفلهم.
العلاقات القوية والسعيدة داخل الأسرة هي أساس نمو الطفل ، لذا نود مشاركتكم بعض النصائح التي ستساعد الآباء على التواصل بنجاح مع أطفالهم في أي عمر.
من عمر 0-2 : بناء علاقة عاطفية ومساعدتهم على اكتشاف العالم.
ينمو الأطفال في هذا العمر ويطورون مهارات جديدة بسرعة كبيرة، لذلك يحتاجون إلى آبائهم من أجل تعليمهم كيفية التكيّف مع العالم. هؤلاء الأطفال يوصلون احتياجاتهم بطريقة محدودة للغاية: يقول الخبراء إن الأطفال يمكنهم عادة استخدام حوالي 50 كلمة في عمر السنتين أما البكاء فهو الوسيلة الرئيسية للتواصل.
في هذا العمر يريد الأطفال بشدة الاتصال الجسدي لأنه يهدئهم ويسهل نموهم. إنهم بحاجة إلى تطوير قدراتهم الجسدية من خلال التفاعل مع الآخرين، وممارسة الألعاب، واللمس.
ماذا على الأهل أن يفعلوا؟
في هذه المرحلة من حياته، يحتاج الطفل إلى اهتمام والديه بشكل كامل، حتى يتمكن من التطور جسديًا وعاطفيًا واجتماعيًا. يجب على الآباء التحدث إلى أطفالهم قدر الإمكان كما عليهم التعليق على أفعالهم من أجل أن يحسنوا مهاراتهم اللفظية.
يقلد الأطفال سلوك من حولهم وقد يحاكون عواطف من حولهم أيضاً. . من الضروري الاستجابة للإشارات التي يرسلها طفلكم إليكم ويجب أن تكون متوافقة مع ردة فعلكم، حتى يتمكن الطفل من بناء صلة وصل ما بين أفعاله وما بين ردود أفعال الآخرين.
تذكروا أن الأطفال يمكنهم بسهولة الشعور بمزاج والديهم وتقليده. لذا من الأفضل أن تحاولوا البقاء هادئين وإيجابيين وودودين فذلك سيساعد الطفل على الشعور بالأمان ويعزز علاقتكم العاطفية به.
من 3 – 5 سنوات: شجعوا فضولهم ودعوهم يتعلمون أشياء عن أنفسهم
من الطبيعي أن يكون الأطفال في سن ما قبل المدرسة فضوليين للغاية لذا تراهم يمطرونكم بملايين الأسئلة . لقد بدأوا للتو في تعلم كيفية التواصل مع الآخرين شفهياً كما أنهم ما يزالون غير قادرين على فهم كيفية التفاعل مع الناس.
في هذا العمر يصعب عليهم التركيز على الأحداث المستقبلية ونادراً ما يفكرون في المستقبل. كما يصعب عليهم التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة وربط الأحداث المختلفة ببعضها.. وفي هذا العمر أيضًا تكون عواطفهم مشوشة ولا يعرفون حقًا كيفية إدارتها.
ماذا على الأهل أن يفعلوا؟
جدوا بعض الوقت للإجابة عن جميع الأسئلة التي قد يطرحها طفلكم عليكم واستمعوا إلى ما سيقوله. إذا كنتم مشتتين، فسيلاحظ الطفل تشتتكم، وقد يعني ذلك أنه أثناء حضوركم جسديًا تخليتم عنه عقليًا.عندما يتعلق الأمر بالمحادثة لا تتوقعوا الكثير من طفلكم ودوركم هو مساعدته في الإبحار إلى العالم. على سبيل المثال، عندما تطلبون رأي طفلكم في شيء ما، امنحوه خيارًا محدودًا حتى لا يضطر إلى التوصل إلى إجابة بمفرده.
علموا طفلكم أنه من الجيد أن يشعر بأنواع مختلفة من العواطف وأن الغضب أو الإحباط لا يجعلانه شخصًا سيئًا. لكن من المهم التمييز بين هذه المشاعر وبين تعليمه كيفية إدارتها.
يبدأ الطفل في الاعتماد على عائلته منذ لحظة ولادته ، ومع الوقت يصبح هذا الرابط أقوى. ولكن عندما يصبح الطفل أكثر استقلالية ويبدأ في تخطي الحدود بحثًا عن مكانه الخاص في العالم ، قد يحار الآباء ولا يعرفون كيف يتواصلون مع أطفالهم الذين بلغوا فجأة. لكل عمر ميزته وصعوباته، ومن واجب الوالدين الاستفادة من كل مرحلة عمرية لتطوير طفلهم.
من 6 إلى 8 سنوات: حاولوا أن تقدّروا علامات استقلالهم المبكرة واستعدوا للإجابة عن أولى أسئلة الاولاد
في هذا العمر ، يبدأ الأطفال عادة في الذهاب إلى المدرسة ، وللمرة الأولى في حياتهم ، يقضون الكثير من الوقت بدون والديهم ، ويتفاعلون مع أقرانهم. كما انهم يشعرون بالاستقلالية أكثر ويستكشفون أفكارهم وسماتهم الشخصية.
لكن العلاقات داخل الأسرة تبقى هي الأهم بالنسبة للطفل في هذا العمر. ويكونون أيضاً حساسين للغاية على النقد ويشعرون بالحرج بسهولة.
ما الذي ينبغي فعله؟
شجعوا أطفالكم على استكشاف شغفهم والتركيز على إنجازاتهم ، بدلاً من انتقادهم على شيء خاطئ ارتكبوه.
اعترفوا باستقلاليتهم ولا تتصرفوا وكأنكم تفهمون كل شيء أكثر منهم. كونوا جاهزين للتسوية واعتذروا دائمًا إذا كنتم مخطئين
ناقشوا الأفكار والمفاهيم المهمة بالنسبة لطفلكم. اطرحوا عليه أسئلة مفتوحة واستمعوا لما يقوله لكم
من 9 إلى 11 عامًا: أظهروا لهم أنكم ترونهم ناضجين وعاملوهم باحترام
ما قبل سن المراهقة قد يتصرف الأطفال وكأنهم لم يعودوا بحاجة إلى مساعدة آبائهم. يبحثون عن المزيد من الخصوصية وغالبًا ما يثقون بأقرانهم أكثر من ثقتهم بأهلهم.. إنهم بحاجة إلى مساحة شخصية أكبر لذا قد يبدؤون بتجاوز الحدود.
وهنا قد تجدون أن طفلكم اللطيف الملاك الوديع قبل عام لا يشبه أبداً هذا الذي ترونه أمامكم الآن.. إذ تجدونه الآن يتذمر بعض الشيء من قواعدكم وقيودكم..
لكن الشيء المضحك هو أن الأطفال في هذا الوقت لا يزالون في أمس الحاجة إليكم، حتى لو لم يدركوا ذلك. سوف يدخلون مرحلة المراهقة في غضون عامين وسيحتاجون إلى كل حبكم ودعمكم خلال هذه الفترة المضطربة المليئة بالدراما والهرمونات المجنونة.
ماذا على الأهل أن يفعلوه؟
حاولوا أن تجدوا قاسماً مشتركاً بينكم وبينه لتساعدوا نفسكم على التواصل معه. لا تحاولوا فرض محادثة وقصف طفلكم بأسئلة عن يومه في المدرسة. اختاروا موضوعًا يهمه حقًا واستمعوا فقط إلى ما يقوله.
ابحثوا عن طريقة للقيام ببعض الأنشطة الترفيهية معًا. لا تصروا على قضاء الوقت معًا لمجرد أنكم يجب أن تفعلوا ذلك كعائلة. بدلًا من ذلك، حاولوا التواصل الفعلي مع طفلكم واقضيا وقتاً ممتعاً معًا الأمر الذي سيجلب لكما السعادة.
أظهروا له أنكم ستحبونه مهما كان الأمر. حتى لو تصرف الطفل وكأنه الأكثر استقلالية في العالم، تذكروا أنه ما زال بحاجة لأن يعرف أنكم السند له وأنكم الشخص الذي يمكنه الوثوق به والاعتماد عليه وعلى حبه غير المشروط..
من 12 إلى 18 عامًا: قدروا خصوصيتهم من خلال إظهار ثقتكم بهم والانخراط في محادثتهم باهتمام
يمكن أن تكون سنوات المراهقة واحدة من أكثر الفترات إثارة، كما أنها من الفترات المخيفة على صعيد العلاقة ما بين المراهقين والآباء. في هذا العمر يعتقدون انهم كبروا بالفعل فيتوقون إلى الاستقلال عن أهلهم. فيبدؤون باتخاذ قراراتهم بأنفسهم ولكن هذه القرارات (مقارنة بال 19 سنة الماضية) قد يكون لها تأثير حقيقي على حياتهم في المستقبل..
عادة لا يعرف المراهقون كيف يديرون عواطفهم. وهم لا يتروّون في التفكير قبل أن يقدموا على شيء كما أنهم يتخذون قرارات متهورة قد يندمون عليها. في هذا العمر لا يزال المراهقون يتعلمون أشياء جديدة عن شخصياتهم ويندفعون إلى تجاوز حدودهم والذهاب بأفعالهم بعيداً إلى حد التطرف..
ما الذي ينبغي فعله؟
اعترفوا بمشاعرهم وادعموهم، حتى إذا بدت المشكلة بسيطة بالنسبة لكم. أظهروا لكم أنكم تفهمونهم وأن التعامل مع دراما المدرسة الثانوية قد يكون صعبًا كما هو الحال مع اختبار فاشل. امدحوا أطفالكم على نجاحاتهم وأخبروهم كم تحبونهم.
لا تحاولوا التحكم في أطفالكم طوال الوقت. يمكن للأطفال أن يصبحوا بارعين بسرعة في الكذب وإخفاء المعلومات، لذلك من المحتمل أن يجدوا طريقة لكسر قواعدكم إذا أرادوا ذلك حقًا. مهمتكم هي إنشاء مساحة آمنة وإفهامهم أن القواعد موجودة ليس لأنكم “قلتم ذلك”، بل لأنها تصبّ في خانة مصلحتهم..
لا تأخذوا ما يقوله طفلكم أو يفعله بشكل شخصي. عندما يتجاهلكم طفلكم أو يثور غاضباً فهو يحاول السيطرة عليكم وإظهار من هو الرئيس الآن. لا تقعوا ضحية هذه الخدعة وابقوا أنتم الراشد في هذه الحالة من خلال التحكم بنفسكم والبحث عن طرق لإعادة الاتصال بطفلكم.
ما هي التقنيات التي تستخدمونها عندما تتواصلون مع طفلكم ؟ هل مرَرتم بمرحلة صعبة مع أطفالكم ؟ كيف تمكنتم من إصلاحها؟