طفلكم في حالة هياج وحركة:
بدءاً من مرحلة الحضانة، يصبح الطفل أكثر قدرة على التحكم بحركاته عند الحاجة نتيجة تحسين مهاراته الحركية. كما يكتسب شيئاً من النضج يساعده على ضبط نفسه بشكل أفضل، ليتمكن شيئاً فشيئاً من التعبير عن انفعالاته والحفاظ على تركيزه لفترات أطول.
ولكن الطفل، حتى لو كان في سن الالتحاق بالمدرسة، يحتاج إلى الحركة؛ والهياج المحدود يكون عادةً طبيعياً وغير مثير للقلق، بحيث يشكل، بالنسبة إلى غالبية الأطفال، وسيلة لتطوير مهاراتهم الحركية وتفريغ التوتر والانفعالات. غير أن البعض يحتاج إلى هياج وحركة بشكل مستمر أو يكون أكثر شغباً.
ما المقصود بالطفل الهائج؟
عندما يكون الطفل غير قادر على البقاء في مكان واحد أو يتحدث بشكل سريع، تُعرف هذا الحالة بالهياج الحركي. وعلى الرغم من أنها حالة تسبب الارهاق الجسدي للمحيطين به، من المهم ترك الطفل يتحرك ويعبر عن نفسه. ولكن في حال استمرار هذا السلوك لفترة زمنية طويلة أو ظهوره في أوقات غير ملائمة، يستحسن تطبيق استراتيجيات مع الطفل يمكن أن تساعده على استعادة هدوئه.
الاسباب المحتملة للهياج
تكثر الاسباب الكامنة وراء الهياج الشديد. راقبي طفلك عن كثب وانتبهي إلى ما يمر به في حال لاحظت أنه مهتاج أكثر من العادة.
- من الممكن أن يكون منزعجاً من شيء ما، ويشعر بالحزن أو بعدم الاحساس بالامان نتيجة تغيير طارئ في المدرسة، أو في المنزل أو في محيطه. فهو لا يتقن التعبير عن انزعاجه، ما يدفعه للتفريغ عن احساسه بالضيق والتوتر بهذه الطريقة.
- من الممكن أنه يواجه صعوبة في إيجاد مكانه في المدرسة أو في المنزل، ويسعى إلى لفت الانتباه.
- إذا كان الإطار الأسري والبيئي المباشر ليس مؤاتياً للاستمتاع بالهدوء، ساعدي طفلك على الاحساس بالاستقرار عبر إدخال روتين معين على نمط حياته. فالمحيط المعزز للاستقرار والثبات والبعيد عن الأمور التي لا يمكن التنبوء بها، يساعد طفلك على التخفيف من هياجه.
- من الممكن أنه لا يحظى بقسط كافٍ من النوم.
- ربما كان طفلك من حيث طبيعته، يتمتع بطاقة تفوق المعدل الطبيعي.
هل هو مفرط الحركة أو النشاط hyperactif ؟
قد يكون تصنيف الطفل الهائج ب “المفرط النشاط” مغرياً. ولكن من المهم توخي الحذر لأن هذا التشخيص يقتضي استشارة أخصائي في هذا المجال. يُنصح باستشارة طبيب إذا كان طفلك في حالة من الهياج الدائم أو في حال كان هياجه يؤثر سلباً على علاقاته وقدرته على التعلم ويجعل الحياة الأسرية صعبة.
كيف يمكن مساعدة الطفل في الحفاظ على هدوئه ؟
- احرصي على اتباع روتين ثابت يعزز النوم. فالطفل في سن الالتحاق بالمدرسة يحتاج من 10 إلى 11 ساعة من النوم ليلياً.
- تأكدي من أن طفلك يأكل كميات كافية من الأطعمة الصحية. فوجبة الفطور مهمة بشكل خاص من أجل التركيز.
- شجعي طفلك على الحركة، بحيث عليه أن يمارس يومياً ما لا يقل عن 60 دقيقة من التمارين البدنية. يمكنكما ممارسة رياضة المشي معاً، أو اللعب في المنتزه أو ممارسة العاب الكرة. وتعتبر الرياضات المعززة لضبط النفس، كالفنون القتالية، مفيدة للتركيز.
- لا تسمحي له باستخدام جهاز الكومبيوتر أو الأجهزة المحمولة (الأجهزة اللوحية أو الهواتف) ومشاهدة التلفزيون قبل النوم. فالشاشات لا تحفز الدماغ قبل النوم فحسب، ولكن سطوعها يعزز أيضاً يقظة الدماغ بدلاً من تمكينه من الاستراحة. ولا ينبغي أيضاً وضع جهاز تلفزيون في غرفة طفلك.
- علمي طفلك كيفية الاسترخاء عندما يكون بحاجة لذلك، ومارسا معاً تمارين الاسترخاء البسيطة، والتنفس البطني، أو حاولا اللهو قليلاً عبر ممارسة اليوغا أو التأمل.
- ساعدي طفلك على التعبير عن نفسه والتعرف على مشاعره. عندما تقرأين قصة له، اسأليه عن المشاعر التي خالجت الشخصيات أو اسأليه عما كان سيشعر به في حالة مماثلة.
- عززي لديه الاحساس بالطمأنينة. في حال كان يعاني من القلق بسبب تغيير أو نزاع ما، ساعديه على إيجاد حل وتجاوز تلك المرحلة من الاحساس بعدم الأمان.
- كوني حاضرة ومتيقظة أثناء تواجدك معه، واختاري فترات للعب معه ودعيه يختار النشاط الذي يرغب بممارسته. سيشعر حتماً بالسعادة والفخر لمشاركته ذلك النشاط معك.
- خلال الفترات المخصصة للفروض المنزلية، خصصي أوقاتاً منتظمة للراحة، واحرصي على أن تكون تلك الفترات مسلية عبر كتابة المفردات بالطبشور على لوح صغير أو القراءة في الحمام. فطفلك لا يحتاج إلى البقاء جالساً طوال الوقت ليتعلم. يمكنك مثلاً السماح له بأن يذرع إحدى غرف المنزل جيئة وذهاباً أثناء تسميعه المفردات أو القيام بالجمع.
- أثناء قيامه بفروضه المنزلية، شجعيه على التفكير قبل الإجابة على الأسئلة.
- هنئي طفلك عندما يتمكن من الحفاظ على هدوئه من تلقاء نفسه.