العبارة التي تجعل أطفالنا ينفذون كل ما نطلبه منهم
كما يشرح إريك دو لا باراباز بشكل واضح جدا في كتابه “البرمجة العصبية اللغوية مع الأطفال”، من الممكن زرع السلوك الإيجابي في أطفالنا عبر جمل بسيطة جداً. “أفكارنا تحدد الصورة التي نملكها عن أنفسنا، وهي بدورها تحدد مشاعرنا وسلوكياتنا.”(..) “الأفكار مؤثرة جداً، لأن العقل الباطن لا يعرف التمييز بين الصورة الذهنية والواقع.”
ألا يجعلك ذلك تفكر؟ حاول القول لأحد الأطفال “أعرف أنكِ ستتمكن من ذلك، الأمر سهل وسوف تستطيع القيام به”. وستندهش مما سيحدث بعد ذلك. عندما ترفض ابنتي التي تبلغ خمس سنوات النوم في سريرها مساءً أقول لها: “أعرف أنكِ ستتمكنين من ذلك، الأمر سهل، وسوف تستطيعين القيام به”، عندما تقول إنها لا تستطيع أن ترتدي ملابسها بمفردها أقول لها: “أعرف أنكِ ستتمكنين من ذلك، الأمر سهل، وسوف تستطيعين القيام به”، عندما ترفض صعود الدرج عند عودتها من المدرسة أقول “أعرف أنكِ ستتمكنين من ذلك، الأمر سهل، وسوف تستطيعين القيام به”.
حسناً، أعلم أن هناك تكرار في عرض الموضوع على هذا النحو، لكن مؤلف هذا الكتاب المليء بالمعلومات يؤكد بأنه علينا أن نكرر أمراً ما 21 مرة حتى تتمكن عقولنا من تقبله بعمق. لذا، طالما أن الأمر ينفع، فلِمَ نحرم أنفسنا من لذة رؤية طفلنا يؤدي المهام التي كان يعتقد أنه يعجز عن تنفيذها؟ بالطبع، يجب إزالة كل آثار اللوم أو الإنزعاج من صوتنا، كي لا نخاطر بفقدان التأثير المطلوب تماماً. كقول “بما أنني أقول لك أن الأمر سهل، أيها الأحمق(الحمقاء) الغبي(ة)! ستتمكن(ين) من ذلك أو سأصفعك صفعتين”.
لأكون صادقةً تماماً، يجب أن أعترف أن هذه الطريقة لا تنفع دائماً. فأثناء كتابتي لهذا المنشور، نطقت الصيغة السحرية ثلاث مراتٍ متتالية “أعرف أنكِ ستتمكنين من ذلك، الأمر سهل، وسوف تستطيعين القيام به”، وما زالت ابنتي لا تنام. لو حصل العكس لكان الأمر جميلاً جداً، أليس هذا صحيحاً؟
(“أستطيعُ القيامَ بذلك، الأمر سهل، سوف أتمكن من ذلك”) هي أيضاً جملة واحدة يمكننا أن نقولها لأنفسنا قبل أي حدث يدعو للتوتر أو الخوف أو حتى الرعب، فليس هناك سن معين حتى نشعر بأننا بحالة جيدة.