غالباً ما يقال إن الأشخاص المتنافرين ينجذبون إلى بعضهم البعض، ولكن هذا قد لا يكون صحيحاً إذا كنتم تبحثون عن علاقة زوجية تستمر على المدى الطويل. فقد برهنت عدة دراسات علمية أن وجود قواسم مشتركة مع الذين نحبهم يزيد من نجاح العلاقة.
نعرض عليكم في هذا المقال أن تكتشفوا بعض النقاط التي تقول الدراسات إن عليكم أن تأخذوها بعين الإعتبار إذا قررتم أن ترتبطوا بعلاقة ناجحة مع شخص آخر!
1. التشابه الجسدي
بحسب دراسة أسترالية، نحن نشعر في لاوعينا بالإنجذاب إلى الأشخاص الذين تكون صفاتهم الجسدية مشابهة لصفاتنا. هذا العامل مرتبط في لاوعينا بغريزة التناسل: نحن نبحث عن الصفات المألوفة لدينا والتي نحب وجودها لدينا لكي ننقلها إلى الجيل القادم.
هناك بحث آخر توصل إلى نفس النتيجة. هذه المرة، فحص فريق البحث المورثات الجينية ل 800 حالة زواج على مدى ثلاثة أجيال، واكتشفوا أن أصول العائلات لكل زوجين تتطابق بشكل كامل. إذا كان أسلاف أحد الزوجين يعود أصلهم إلى جنوب أوروبا مثلاً، فالأرجح أن يعود أصل الشريك إلى هناك أيضاً.
إذا ذهبنا أبعد، فقد نلاحظ حتى أننا لا نحب فقط ملامحنا الجسدية، ولكننا نحب أيضاً ملامح أبينا وأمنا: لهذا نميل لإختيار شركاء يذكّروننا بهم.
2. تشابه القيّم
إذا كان المظهر الجسدي المشترك يربطنا بالآخر، فإن النظرة المشتركة للعالم تجعل العلاقة الزوجية أكثر التحاماً. امتلاك مفاهيم متشابهة تجاه الدين، السياسة، تربية الأولاد، طريقة إنفاق المال ومواضيع أخرى أساسية تجعل الشجارات أقل، تحسّن الصداقة وتزيد الشعور بالإنسجام مع الشخص الذي اخترناه.
من البديهي أن العلاقة الزوجية مكوّنة من فردين وأن من المستحيل تقريباً أن يتفقا على كل النقاط، لكن القواعد الأساسية لها تأثيرها. فهي التي تحدد دورنا كبشر وتتحكم بتصرفاتنا. إذا كان الشخصان متشابهين، فمن السهل عليهما أن يبنيا سلماً من القيم المشتركة بالنسبة للزوجين.
3. عادات متقاربة
قد يبدو هذا بديهياً، لكن من الصحيح أيضاً أن امتلاك نشاطات وأساليب حياة متشابهة أمر مفيد لبناء علاقة دائمة. هذا قد يساعدنا على خلق عادات لطيفة وأيضاً على اختراع عادات أخرى، من الأفضل أن نستفيد من اللحظات التي نتشاركها مع شريكنا وأن نشجع على التواصل السليم.
مثلاً، إذا كان أحد الزوجين نشيطاً جداً ويمارس الرياضة بإنتظام، هناك احتمال قوي أن يرتبط بعلاقة وثيقة مع شخص يشاركه اهتماماته لأنهما قد يمضيان وقتاً أطول معاً. كما أن هذا قد يبرهن أنهما يتشاركان قيماً متشابهة بخصوص صحتهما ولياقتهما. الأمر الذي ينطبق أيضاً على الرياضة والبيئة وألعاب الفيديو، الخ.
لا يعني هذا أن كل اهتماماتنا يجب أن تكون متطابقة مع اهتمامات شريكنا حتى تنجح العلاقة. لكن من المهم أن نمتلك نقاط اهتمام مشتركة. ليس بمعنى أن نتخلى عن شخصيتنا ولكن أن نعطي الأفضلية للتناغم والانسجام، وأن نترك لكل منا مساحة خاصة به بدون أن يعتدي على المساحة الشخصية الخاصة بالشخص الآخر.
من جهة أخرى، تبين أن أسعد الأزواج هم الذين كانوا يتشاركون شيئاً مهماً: جدول مواعيد مشترك. فكل شخص منهما لديه جدوله الخاص به، ولكنهما ينسجمان معاً في الحياة المشتركة، لأنهما ينامان وينهضان في نفس الوقت، ويتشاركان حتى الأوقات المفضلة لممارسة الحب، وهذا مفيد للعلاقة من ناحية السعادة واللذة الجنسية.
4. التكامل بين الشخصيتين
لقد رأينا أن القيم والعادات وحتى الصفات الجسدية المشابهة تجذبنا نحو الشريك المحتمل. ماذا عن الشخصية؟ هذه الدراسة الهولندية توصلت إلى استنتاج غير متوقع: التشابه الكامل بين طباع الزوجين قد لا يكون مفيداً على المدى الطويل.
بحسب البحث، هناك طباع عندما تتم مشاركتها، تقوي العلاقة الودية بين الزوجين، مثل التعاطف والقدرة على الثقة بالآخر. الأشخاص اللطفاء والمراعون، الذين يعانون من بعض العصبية، هم عموماً رفاق جيدون.
ولكن عندما يكون الزوجان فوضويين بشكل مفرط أو شديدي الإنفتاح، مثلاً، قد تصبح العلاقة صعبة. قد يكون السيناريو المثالي هو معاشرة شخص أقل انفتاحاً أو أكثر تنظيماً مثلاً لكي يتكاملا ويتطورا.
5. الهوية المشتركة
بالإضافة إلى كل ما ذكرناه سابقاً، فإن العلاقة الزوجية الطويلة الأمد تتثبت عندما يستطيع الزوجان بناء الشعور بهوية مشتركة. هذا الانصهار في الهوية يؤدي غالباً إلى الكلام عن “نحن” بدل “أنا” وهذا يعني القدرة على التحوّل إلى فريق عمل حقيقي والثقة بالعلاقة لمواجهة كل المشاكل.
إنها ليست فقداناً للهوية الشخصية بقدر ما هي في الحقيقة توازناً سليماً يحافظ على وحدة العلاقة.
تساعدنا الهوية المشتركة على بناء أفضل تفاهم، ثقة، احترام وجو آمن حيث يمكن أن تنمو العلاقة الزوجية بكل أمان وتتقوى يوماً بعد
يوم. إذا بلغتم هذه النقطة في علاقتكم، فالاختلافات الصغيرة ستصبح ربما في الدرجة الثانية من الأهمية، أو ستجدون طريقة إيجابية ومحترمة للتحكم بها.
كل كائن فريد من نوعه، وتكامل الواحد منكما مع الآخر رغم اختلافاتكما، سوف يغنيكما. لكن، كما تؤكد بعض الدراسات، من الأفضل أن تكونا متفاهمين حول بعض النقاط لتبنيا علاقة زوجية مزدهرة.
وأنتم، ما الذي تفكرون به؟ هل تزوجتم من شخص يشبهكم تماماً؟ ارووا لنا في التعليقات كيف حدث هذا.