ما هو أهم عامل لنجاح الطفل في المدرسة ؟
أحد العوامل التي تحدد كيفية تأقلم طفلك داخل المدرسة هو قدرته على التركيز. جميعنا نعلم ذلك: عدم قدرة طفلكِ على التركيز له تأثير على طريقة تعلّمه، وكذلك على ما يتمكّن من فهمه من دروسه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن لعدم الإنتباه تأثير سلبي لدى الطفل على تطوّر مهاراته الاجتماعية والنفسية. كما قد يؤدي إلى علاقات صعبة مع الأطفال الآخرين، وبالتالي سيواجه الطفل صعوبة في تكوين الصداقات والحفاظ عليها.
وفقاً لدراسة حديثة، الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الانتباه، كثرة الحركة، الاندفاع هم أكثر عرضة بنسبة 40% للتراجع قبل انتهاء العام الدراسي. والأسوأ من ذلك، هو أن هذه المشكلة قد تستمر طيلة فترة دراستهم. حللت هذه الدراسة مهارات القراءة والرياضيات ل386 طفل بمرور الوقت (بدءاً من السنة الدراسية الأولى). تم تشخيص عدد قليل جداً منهم باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD. استنتج الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الانتباه، حتى الصعوبات الخفيفة، حصلوا على نتائج مدرسية أدنى بكثير بعد السنة الخامسة. كانت هذه الدراسة جزءاً من مشروع “المسار السريع Fast Track” الذي كان هدفه تقييم تأثير التدخلات المختلفة في مرحلة الطفولة وما بعدها.
تشير النتائج إلى أن قدرة الطفل على التركيز هي أكبر عامل لنجاحه في المدرسة. ومع ذلك، وجد الباحثون أن التدخل في سن مبكرة قد يكون مفيداً، بشرط اعتماد أساليب محددة. في الواقع، يجب أن تأخذ الأساليب الفعالة بالإعتبار الطفل ككل، وبالتالي التركيز على مهاراته الأكاديمية والاجتماعية والتنظيم الذاتي والانتباه. كما توصّلت دراسة ثانية تمّ نشرها مؤخراً إلى استنتاجات مماثلة. حيث تم تقييم معدل الذكاء IQ للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة، كما طُلِبَ من أهلهم تقييم انتباه أطفالهم. وأجرى الباحثون دراسة متابعة بعد عشر سنوات. وأظهرت النتائج أنه كان لنقص التركيز تأثير سلبي على أداء الأطفال الذين تم تقييمهم، سواء كان أولئكَ الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ADHD أو لا. أكّدت الدراسات أن للنقص في الانتباه تأثير طويل المدى على أداء الأطفال في المدرسة. أشارت الدراستان المذكورتان إلى أن برامج التدخل المبكر تعطي نتائج أفضل في إدارة إضطرابات الإنتباه. بمعنى آخر، من الممكن تحسين مدى تركيز طفلكم، كلما تدخلتم بشكل أسرع.