ما هو دور الجدّ والجدة في تربية أولادنا وكيف نجعلهما يوافقان على طريقتنا في التربية ؟
إنه السؤال الكبير الذي يطرحه العديد من الأهل على أنفسهم. ما هو الدور والمكانة التي نرغب في إعطائهما لأجداد أطفالنا؟
ففي نهاية المطاف، علينا نحن الأهل أن نقرر مدى عمق العلاقة التي ستربط الأجداد بأحفادهم.
ليت الأجداد كانوا “امتداداً” لخياراتنا ونظرتنا لأمور لنتمكن من أن نعهد إليهم أطفالنا من دون طرح الأسئلة. لكان أمكننا المناقشة، تبادل الخبرات، والمشاعر، والاستمتاع معاً بالتقدم الذي يحرزه الأطفال…. لكان أمكننا أيضاً أن نلجأ إليهم طلباً للعون، المشورة أو حتى الدعم.
- ولكن الواقع مختلف تماماً.
- أيفترض بنا أن نطلعهم على خياراتنا التربوية؟
- كيف نطرح الموضوع؟
- وكيف نوضح لهم بطريقة واضحة ومقنعة؟
- كيف نتجنب التصادم مع الوالدين ونفتح المجال أمام حوار بناء؟
ثمة الكثير من الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا عند اختيارنا نظاماً تربوياً “بديلاً” (بالمعنى المختلف عن التربية الكلاسيكية).
من المؤسف أنه من الصعب جداً الإجابة على هذه الأسئلة لاسيما وإن لكل عائلة ميزاتها الفريدة، وقصصها المختلفة. ولكن، في حين أن الحل السحري غير متاح، يمكن إيجاد مسارات للتفكير تساعدنا في نهاية الأمر على اتخاذ القرارات الصائبة ومناقشة الأمور بالطريقة الصحيحة، بما يتوافق مع مصلحة أطفالنا.
في مطلق الأحوال:
1) إذا اخترتما إفساح المجال أمام والديكما للتدخل في تربية أطفالكما، عليكما اطلاعهما على خياراتكما التربوية. ينطوي هذا الأمر على أهمية خاصة بالنسبة للأطفال (حفاظاً على الترابط) كما بالنسبة إليكما لأنكما ستشعران بالمزيد من الارتياح، حتى وإن وجدا صعوبة في تفهم الأمر. في حال أظهرا القليل من الانفتاح على الفكرة، ستكون المناقشة ممكنة وستشعران بارتياح كبير.
في المقابل، عندما تقرران الذهاب للتحدث معهما، أنصحكما ” بالتسلح” جيداً:
- ابحثا عن تحديد واضح للتربية الإيجابية
- شددا عل الجانب العلمي (من الصعب التشكيك في العلم)
- ابحثا عن حجج مقنعة في حال كنتما تخشيان المحاصرة
- حاولا أن تطبعا بعض المقالات والمدونات المتخصصة ليطلعا عليها
- سلّطا الضوء على الفوائد التي ستعود على الأطفال كما على البالغين
- حافظا دائماً على دماثتكما خلال مسعاكما هذا
إذا كنتما قد أقدمتما على تلك الخطوة وتحدثتما مع والديكما، ستجدان نفسيكما أمام احتمالين:
- لقد تفهما الأمر وأظهرا تأييدهما لكما: عظيم! ستتمكنان عندها من بناء علاقة جديدة مع والديكما
- رفضا الاستماع إليكما والتنازل عن موقفهما. يا للهول! عليكما أن تتوخيا الحذر حتى لا تتدهور علاقتكما بهما نتيجة ذلك، خاصة وأن ما حصل قد يولد خلافات بينكما. ربما حان الوقت لتعيدا النظر في دور الأجداد في التربية.
) أما إذا كنتما لا ترغبان في إشراك والديكما في مسألة “تربية” أطفالكما، فذلك يعني أن الموضوع غير مطروح ولا داعي للتحدث عنه. ومع ذلك، عليكما التفكير في الأسباب التي دفعتكما إلى استبعادهما عن الموضوع.
غير أن استبعادهما لا يعني قطع العلاقات معهما. يمكن زيارتهما برفقة الأطفال بين الفينة والأخرى لمدة ساعة أو ساعتين.
الخاتمة
يعود القرار في الطريقة الأمثل للتعامل مع الأجداد إليكما (الأب والأم) وحدكما. وكما قلت في البداية، يختلف كل شخص عن الآخر ولا أحد سواكما يعرف والديه جيداً ويستطيع أن يحدد الموقف الأفضل الذي يمكن اتخاذه.
فالأجداد يتعاملون مع أحفادهم بكثير من العطف على الرغم من ميلهم إلى التربية الكلاسيكية. وليس من الضروري التطرق إلى موضوع الخيار التربوي لتفادي النقاشات غير المجدية.
يمكن للأجداد أن يعلموا أحفادهم أشياء كثيرة ولا يجب بالتالي إبعادهم عنهم.
في مطلق الأحوال، يشكل الحديث عن الخيارات التربوية خطراً فعلياً بحيث يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقة بين الأهل والأجداد في حال لم يتمكنوا من تقبل خياراتكم. فإذا أبدوا تعليقاتهم، وأعادوا النظر في طرقكم، سيتحول الموضوع إلى ذريعة لإصدار الأحكام، وستصبح بعدها العلاقة صعبة. وسرعان ما ستدركان بأنكما تسرعتما في طرح الموضوع.
عليكما الاعتماد على نفسيكما وأطفالكم لاتخاذ القرار. فمن يطرح هذه الأسئلة كلها، يسعى إلى إيجاد الأفضل لأطفاله، مع الحفاظ على علاقات أسرية جدية، لأنهم يشكلون محور الأولوية.