عندما يمرض أو يكتئب الأهل: أي تأثير نفسي- جسدي يتركه الأمر على الطفل ؟
عندما يمرض أو يكتئب الأهل:
كلّ ما يصيب الأهل من أمراض ومنها الاكتئاب يقضي على الأحلام الجميلة التي يصنعها الأطفال في مخيلتهم حول الحياة العائلية المثالية. يكره الطفل غالباً أن يرى أهله مرضى. من غير المسموح للأهل أن يتألّموا.
عندما يمرض أو يكتئب الأهل أي ردات فعل يظهرها الطفل ؟
في حال مرض أحد الوالدين، يمكن أن تخفّ شهيّة الولد ويعاود الاستيقاظ أكثر من مرّة في الليل، تماماً كما كان يحصل حين كان طفلاً رضيعاً. ومن الممكن جداً أن نراه يحاول الهرب من الواقع فلا يسأل عن حال أهله بل يصنع لنفسه عالماً آخر ليختبىء فيه. في بعض الأحيان ينكر تماماً والده أو والدته المريضة ليس لأنه شرّير بل لأنه يحاول حماية نفسه من الواقع المرير.
عليك أولاً أن تشرح له كلّ ما يحصل! فعندما لا نخبر الأولاد شيئاً أو نخبر الأشياء بشكلٍ مختلف محاولةً منا لتلطيف الأمر، يمكن للولد أن يشعر بالذنب وأن يحمّل نفسه مسؤوليّة مرض أهله. لهذا السبب وبالأخص إذا أصيب أحد الأهل باكتئاب أو تعبٍ، علينا أن نوضّح الأشياء له فنقول: «أتعلم حبيبي، كلّ ذلك ليس له علاقةً بك أبداً. فإن كنت تراني حزيناً أو باكياً، أو متعباً… فأنت لست أبداً مسؤولاً عن كلّ ما يحصل».
وعندما تمرض الأم، يشعر الولد أكثر بذلك ويتألم أكثر لأن في هذه الحالة، لم تعد الأم تقدر أن تهتمّ به بكلّ الحنان اللازم، تماماً كما كانت تفعل من قبل. عندها يعاني الولد أكثر. لذا، يفضّل في حال أدخلت الأم إلى المستشفى وكان الولد ما يزال صغيراً، أن يُترك له غرض يخصّ والدته ليذكّره بها، كصورةٍ لها أو شيء يخصّها ويحمل رائحتها.
ناقشوا الأمر معه
«عندما نكون صغاراً، نبكي لأتفه الأسباب: إن وقعنا أو تشاجرنا مع أحد… ولكن متى كبرنا نتعلّم ألاّ نبكي لأي سبب. مع ذلك، ومن وقتٍ لآخر، بعض الكبار يبكون أيضاً ومن دون سببٍ واضح. عندها نقول إنهم أصيبوا بحالة اكتئاب أو في حال كان الوضع أخطر: بانهيار عصبيّ. وإن كانوا غاضبين فذلك لا يعني أنّهم مستاؤون منك بل أنّهم يشعرون بالتعب الشديد.
ماذا نفعل إذاً؟ ذلك مزعج في بعض الأحيان لأننا لا نعلم كيف نداوي الاكتئاب بسرعة. والأولاد لا يعلمون ماذا يمكنهم أن يفعلوا لمساعدة أهلهم والأهل ينزعجون لأنه لم يعد بإمكانهم اللّعب مع أطفالهم كما كانوا يفعلون قبلاً. متى يشفى أبي أو أمّي؟ علينا أن نتحلّى بالصبر وننتظر قليلاً. مع الوقت سيعود كلّ شيءٍ كما كان.
فإن كانت أمّك أو أبوك يبكيان لأي سبب فكّر أنهما مريضان وعليك الانتظار حتى تنقضي فترة المرض. قل لنفسك إنك قريباً جداً ستعود لتضحك وتمرح معهما من جديد.
موقع التربية الذكية يتمنى للأهل السلامة دائماً..