آلام أولادنا كيف نجعلها تختفي في دقائق فقط ؟(2)
آلام أولادنا
لا بد في بادئ الأمر من أن ندرك أنّ كل ما يجري في حياتنا (أحداث، انفعالات، مشاعر، أفكار…) مرمّز ومشفّر في دماغنا على شكل تصوّرات. هذه التصوّرات يمكن أن تكون صوراً، أو أصواتاً أو أحاسيس (أو الثلاثة في الوقت نفسه!). تُعلّمنا البرمجة اللغويّة العصبيّة أن نشتغل على هذه التصوّرات لنغيّر التأثير الذي تتركه علينا.
إذا كانت صورة ما تسبب لنا الخوف، فنغيّر الصورة حتى نتمكّن من النظر إليها من دون أن نشعر بأيّ ضيق. تكمن الحيلة في ألا نمسّ بمحتوى الصورة بل بشكلها وخصائصها: ملوّنة/أسود وأبيض، واضحة/مشوّشة، قريبة/بعيدة، صغيرة/كبيرة… هذا الأسلوب ينفع أيضاً مع الألم.
في الجزء الأول من المقالة ذكرنا 3 نقاط هامة عن مساعدة الطفل في التغلب على آلامه:
- ركّزوا انتباهكم كله على ولدكم
- تواصلوا معه عبر الاعتراف بألمه
- اطرحوا عليه أسئلة لتصلوا إلى التصوّر الداخلي لألمه
والآن سنذكر النقاط الأخرى وكيفية تطبيق الطريقة
• اقترحوا عليه أن يغيّر تصوّره للألم
ماذا لو أنّ المطرقة أصغر، فهل سيكون الوضع أفضل؟… وإذا دار في الاتجاه المعاكس، فكيف سيكون الحال؟… في بعض الأحيان، يكفي تغيير بسيط جداً ليختفي الألم تماماً. هل يمكنك أن تغيّر لون المطرقة؟… ما هو اللون الذي يعجبك؟… أزرق؟ زهري؟… مع نقاط خضراء؟… من أيّ مادة هي مصنوعة؟ من خشب؟… ماذا لو كانت من ورق أو من علكة، كيف ستكون؟… حاولوا أن تغيّروا أحد عناصر الصورة: اللون، الشكل، الحجم، المادة، الاتجاه، السرعة، السماكة، الطول… كل ما يخطر في ذهنكم. إن كانت المطرقة تضرب من ناحية اليمين بدلاً من اليسار، فهل سيكون الوضع أفضل؟… دعوا ولدكم يتخذ القرارات، واقترحوا عليه تغييرات، فهو وحده يعرف ما سيخفف عنه.
3- في أيّ حالة نستخدم هذه الطريقة؟
• تحققوا من أنه ليس ألم “إنذار”
بعض الآلام مفيدة لأنها تشير إلى وجود خطب ما. فألم البطن قد يشير إلى التهاب الزائدة الدوديّة على سبيل المثال. إذن، تأكدوا قبل أن تعملوا على إخفاء الألم من أنه لا يخفي شيئاً ما “خلفه”.
• لتخففوا الألم بانتظار الطبيب
تنجح هذه الطريقة مع الآلام الكبيرة والصغيرة على حدّ سواء. وكافة المناسبات جيّدة للتخفيف من آلام أطفالنا، سواء أكنا بانتظار وصول الطبيب أو الوصول إلى المستشفى أو بانتظار أن يعطي الدواء مفعوله. هذه الطريقة لا تكلفنا شيئاً (لا ضير في أن نجرب)، فلمَ نحرم أنفسنا منها؟
• لكافة الآلام البسيطة
هل يشكو الطفل من ألم في البطن لأنه مستاء؟ هل يشعر بالدوار في السيارة؟ أو هل لسعته بعوضة للتو؟ هل وقع في ملعب المدرسة؟ أم هل هو متعب ويشعر بألم في الرأس؟ هل ارتطمت الكرة بأنفه؟… إنه الوقت المناسب للعمل بعد أن تقدموا له الاسعافات الأولية أو بانتظار أن تتمكنوا من تقديمها له!
للجميع
- مما لا شك فيه أنّ هذه الطريقة المسماة البرمجة اللغوية- العصبيّة “العمل على الطرائق الفرعية” فعّالة جداً على الراشدين أيضاً. إنما من السهل أكثر استخدامها مع الأطفال لأن معظمهم لا يزالون على اتصال مباشر بمخيّلتهم.
- يمكنكم مع قليل من التمرين أن تستخدموها أيضاً على أنفسكم. وهذا أسهل عندما لا نجد حولنا من يطرح علينا الأسئلة ويساعدنا على أن نفكّر. يتطلّب هذا المزيد من التركيز لكنه ممكن!
آمل أن تفيدكم هذه التقنيّة وأن تتسلوا باللعب على تصوراتكم الداخلية وتصورات الآخرين للتخفيف من آلام من تحبون. غالباً ما أستخدم هذه الطريقة لمساعدة ابنتي البالغة من العمر خمس سنوات وعندما أردت أن استخدمها لأساعد إحدى صديقاتها التي كانت تعاني من ألم في الرأس، قالت لها بشكل تلقائي: “سترين!.. هذا رائع، سيختفي الألم تماماً في خمس دقائق!”
اقرؤوا أيضاً: