الانتقال من المنزل: أزمة أم فرحة للأطفال؟
بالنسبة للأولاد، يشبه المنزل حضن الأم: المكان الدافىء، الصغير والرّائع حيث نرتاح ولا نخاف من شيء. لهذا السبب الانتقال من المنزل القديم إلى منزلٍ جديد فإن ذلك يسبب للأولاد الحزن والفرح في الوقت ذاته. يفرحون لأنهم بحاجةٍ دائماً إلى أشياء جديدة ومثيرة. ويحزنون لأن الانتقال هو بمثابةً انفصال، فالطفل بحاجةٍ دائماً إلى علامات استدلال كي لا يشعر بالضياع أو الوحدة وفجأة تصبح العلامات مشوشة ومتحرّكة. علينا أن نسمح له بفترة حزن قصيرة وأن يقيم مأتماً صغيراً بالأخص إن كان قد ولد وكبر في هذا المنزل.
ماذا يجب أن نفعل؟
على الأهل أن يعدّدوا دائماً منافع الانتقال إلى منزلٍ جديد. إنه هدية رائعة: المنطقة أكثر ترفيهاً والمنزل أوسع وسيكون لديه غرفة له وحده…
لا تجبروه أبداً على التخلّي عن حياته القديمة وكلّ تجاربه السّابقة. في الفترة الأولى، فترة التأقلم، دعوه يرى أصدقاءه في الحيّ القديم حتّى ولو كانت الطريق طويلةً جداً. على الأهل أن يحاولوا أخذ ولدهم إلى حيّه القديم ولو مرّة في الشهر: لأنّه لم يغيّر نمط حياته بل منزله فقط!!
عوِّدوا ولدكم على بيئته الجديدة وذلك من أجل أن يتكيّف. أما إذا كان قد انتقل إلى مدرسة جديدة أيضاً فتوقعوا أن تطول فترة التأقلم أكثر، وعلينا كذلك أن نخصّص وقتاً أطول لهذه المسألة.
أفضل شيء يمكننا فعله لمساعدة ابننا أو ابنتنا على التأقلم في مدرسته الجديدة، هو أن نذهب لإحضاره بأنفسنا من وقت لآخر، على الأقلّ في بادىء الأمر، لكي نساعده في هذه الفترة الصعبة لأنّه لم يكوّن بعد صداقات جديدة، بإمكاننا أيضاً أن نتعرّف بالأولاد وأهلهم.
لا تنهالوا عليه بوابل من الأسئلة عندما يعود من المدرسة كلّ يوم: (هل كوّنت صداقات جديدة؟ ليس بعد؟ لماذا؟ هل تتكلّم مع الأولاد على الأقل؟ مع من تلعب في الملعب؟…) ذلك يسبب له ضغطاً نفسياً شديداً. على العكس، علينا أن نشجّعه على رؤية أصدقائه القدماء وعلى إقامة حفلةٍ صغيرة يدعو إليها جميع معارفه القديمة والجديدة. هذه وسيلةٌ جيدة لربط الحياة القديمة بالجديدة.
ناقشوا الأمر معه
ننصحكم من موقع التربية الذكية أن تناقشوا أمر الانتقال من المنزل
«هل أفرحك الانتقال إلى منزلٍ جديد؟ وهل تشتاق لمنزلك القديم؟ هل تفتقد بعض الأشياء الموجودة هناك أم أنّك سعيدٌ جداً بالانتقال؟