“السلوك السيء” لدى الأطفال أمر طبيعي. فنوبات الغضب شائعة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات. غالباً ما يساهم تبني استراتيجيات تأديبية في تسهيل عملية التعامل مع السلوك السيء، الذي يعتبر طبيعياً جداً.
مع ذلك، قد يكون من الصعب التمييز بين السلوك الذي يحتاج إلى تعديل، والسلوك الذي يجب تجاهله وذاك الذي بإمكانه أن يشير إلى وجود ما هو أكثر خطورة.
في المقالة السابقة تحدثنا عن سلوكين سيئيين يقوم بهما الطفل .. والآن نستكمل النقاط الأخرى عن السلوكيات السيئة التي يجب أن نقلق بشأنها حين يقوم بها الطفل.
3- السلوك الضار
إذا كان لسلوك طفلكِ آثار ضارة عليه أو على الأشخاص المحيطين به، يجب أن تقلقي. قد يشمل ذلك:
- السلوك الذي يؤدي إلى إيذاء النفس (ضرب الرأس، شد الجلد، ما إلى ذلك)
- تكسير الأشياء
- العدوانية تجاه الآخرين
- إيذاء الحيوانات عمداً (ضربهم، إساءة معاملتهم، ما إلى ذلك.)
4- سلوك لا يتناسب مع مرحلة النمو
غالباً ما تصبح نوبات الغضب أقل وأقصر بعد أن يبلغ طفلكِ الست سنوات من عمره. فالأطفال بدءاً من هذا العمر يستطيعون التعامل مع عواطفهم وانفعالاتهم بشكل أفضل. إضافة إلى ذلك يستطيع الأطفال التركيز لمدة أطول مع تقدّمهم في السن، وتنخفض نسبة كثرة الحركة لديهم تدريجياً. لذا فإن ظهور سلوك غير مناسب لمرحلة طفلك العمرية يشير إلى أن طفلكِ بحاجة إلى المساعدة على تعلّم مهارات معينة قد تنقصه لمواجهة المواقف التي تسبب هذا السلوك.
5- السياق الذي يحدث خلاله سلوك طفلك
يميل الأطفال إلى التصرف بشكل أقل انضباطاً في المنزل، لأنه المكان الذي يشعرون به بأمان أكبر. سيكون هناك مشكلة في سلوك طفلك في حال:
- كنتِ تتلقين تقارير من المدرسة باستمرار بشأن سلوكه غير اللائق
- كان طفلكِ يتصرف بشكل سيء أينما تواجد
- كان سلوكه يعيق استمرار حياتكم العائلية بشكل طبيعي. كأن تتغير أغلب قراراتكم العائلية وفق تصرفاته المحتملة
- كان إخوته يرفضون اللعب معه بسبب سلوكه
6- التراجع
على الرغم من أن التراجع شائع جداً لدى الأطفال، إلا أنه قد يكون أحياناً مصدر قلق. على سبيل المثال:
- العودة إلى مص إبهامه على الرغم من أنه تخلص من هذه العادة منذ شهور
- رفض القيام بأمور كان يتقنها في السابق (كارتداء الملابس)
- إظهار القلق من انفصاله عن أهله في منتصف العام الدراسي
- المعاناة من النوم المضطرب
الكثير من الأدلة تشير إلى أن معظم الأطفال يتصرفون بشكل “غير لائق” لأنهم لا يمتلكون المهارات التي يحتاجونها لمواجهة المواقف الصعبة.
لهذا السبب يُصاب الطفل الذي يعاني من اضطراب معين بنوبة غضب – لأنه عاجز عن التعبير عن مشاعره عبر كلمات-، وللسبب نفسه يقوم الطفل الذي يشعر بإحباط بالتصرف بعدوانية في محاولة لتهدئة مشاعر الإحباط التي تراوده.
إذا لاحظتِ وجود بعض العلامات المذكورة أعلاه لدى طفلكِ، لا داعي للهلع. يكفي غالباً أن تتبعي استراتيجية ملائمة لعمره حتى تتمكني من تغيير سلوكه، ستتمكنين حتى من تغيير السلوك “الأكثر صعوبة” لديه.
لذلك يجب أن تحاولي رؤية الأمور من منظار آخر، فبدلاً من اعتبار طفلك يعاني من سلوك صعب، يجب أن تفكري بأنه “لم يكتسب بعد المهارات الضرورية”.
اقرؤوا الجزء الأول: متى يجب أن تقلقوا بشأن سلوك طفلكم ؟(1)