إذا كنتِ تعانين من سلوك طفلك السيء، فأنتِ تعلمين إذاَ أن استراتيجيات التأديب الصارمة نادراُ ما تنجح. كما أن هناك العديد من الإثباتات على أن الاستراتيجيات الإيجابية فعالة جداً في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من سلوك سيء.
العلاقة القوية بين الأهل والطفل تساهم في الحد من السلوك التخريبي
كلما شعر طفلكِ أن علاقتكما معاً أصبحت أقوى، كلما حاول التصرف بطريقة ترضيكِ. هذا الأمر منطقي تماماً: فنحن نبذل قصارى جهدنا حين نتواجد بين أشخاص نحبهم ونعرف بأنهم يحبوننا.
أثبتت العديد من الدراسات أن الأطفال يكونون أكثر اضطراباً وأكثر ميلاً لاستخدام السلوك السيء حين يشعرون أن علاقتهم بأهلهم أصبحت أضعف. فالعلاقة المتوترة تعطيهم الشعور “بأنهم لم يعد لديهم ما يخسرونه”، مما يؤثر بالتالي بشكل سلبي على سلوكهم.
نسبة العلاقة 5:1 تم تطويرها من قِبَل الباحثين Gottman و Levenson. تشير هذه النسبة أنه فيما يتعلق بالعلاقات القوية، يتطلب كل تفاعل سلبي خمسة تفاعلات إيجابية. بطريقة أوضح، بعد أن تقومي على سبيل المثال بلوم طفلكِ، يمكن أن يكون التفاعل الإيجابي على شكل عناق، أو عبر الثناء على تصرف معين قام به، أو عبر القيام بنزهة معه، أو عبر قراءة كتاب سوياً، أو تحضير وجبة غذائية معاً، وما إلى ذلك.
إذا كنتِ تعانون من سلوك طفلكم السيء، فالقيام بتقوية الروابط الأسرية معه وسيلة سهلة وفعالة تساعد في الحد من التصرفات السيئة. الخبر السار هو أن هناك وسائل بسيطة لتحقيق ذلك:
- إنشاء تقليد عائلي على كل أفراد الأسرة أن يشاركوا فيه (ليلة لمشاهدة فيلم، ليلة للألعاب، سباق قراءة، غداء يوم الاحد، يوم الفطائر، ليلة ألعاب الفيديو، ما إلى ذلك). تذكري أن نجاح ذلك يتطلب مشاركة جميع أفراد الأسرة!
- حددي روتين للصباح وللمساء
- جدي على الأقل مهمة واحدة للقيام بها مدة خمس دقائق مع كل طفل من أطفالك (لا تقولي بكل بساطة إنكِ ستقومين بذلك، أحضري ورقة ودوّني تحديداً ما ستقومين به ومتى ومع أي طفل) او جدي قواعد لذلك.
متى يجب أن تطلبي مساعدة أخصائي لتعديل سلوك طفلك
من الممكن توجيه معظم تصرفات الأطفال قبل بلوغ التسع سنوات من عمرهم، وذلك من خلال اتباع استراتيجيات تأديبية مناسبة. تكمن نقطة الانطلاق في قدرتك على التعرف إلى مختلف الاستراتيجيات التأديبية الفعالة واختيار أفضل استراتيجية تناسبكِ وتناسب طفلكِ.
بعض المراجع قادرة على مساعدتكِ في التعرّف أكثر على الاستراتيجيات المختلفة التي يجب اعتمادها في “صندوق أدوات الإنضباط” الخاص بك.
مع ذلك، قد يتطلب سلوك طفلكِ تدخّل أخصائي في بعض الحالات. فمن الضروري طلب مساعدة أخصائي إذا كان سلوك طفلكِ:
- يشكل خطراً عليه وعلى الآخرين
- يسبب له ولعائلتكِ معاناة كبيرة
- يؤثر على حياته في المدرسة وعلى حياته العائلية
- يتزايد على الرغم من كل محاولاتكِ للتدخل والمساعدة
من القواعد الجيدة طلب المساعدة في كل مرة تجدين فيها أنكِ مرهقة أو غير قادرة على وضع الحد لسلوكه بمفردكِ. تذكّري أن ذلك نادراً ما يتعلّق بسلوككِ في التربية.
فغالباً ما يكون اضطراب السلوك لديه أو بعض تقلباته المزاجية هي السبب في تصرفاته السيئة. الخبر السار هنا هو أن الأخصائيين قادرون على مساعدتكِ في اعتماد استراتيجية تناسب احتياجات طفلكِ.
اقرؤوا أيضاً: نصائح عملية لتحسين سلوك طفلكم السيء