مع وجود الكثير من مسؤوليات الأبوّة و الأمومة، من الشائع أن ينسى البعض ما يمكن أن يعلّمهم الأطفال. اكتشفوا في هذا المقال كيفيّة الاستفادة من دروسهم الحكيمة.
في الواقع, يمكن لطفلكم أن يعلّمكم الكثير، مثله مثل أيّ شخص آخر، فهو يعرف مفاهيم وأفكار ومشاعر قد نسيتموها مع مرور الوقت وكبَر العمر وقسوة الحياة. يفهم طفلكم الصّغير أيّ شيء تجدونه صعبًا أو مُبهماً. لذلك، كما تعلّمونه كيف يأكل بمفرده، أو يستحّم بنفسه، أو يربط حذاءه، يجب أن تكونوا مهتمّين أيضًا بالتّعلم من الشّخص الأكثر حكمةً الذي يمكنكم مقابلته في الحياة: طفلكم !
ماذا يمكنكم أن تتعلّموا من طفلكم؟
بفضل الطّفل، يمكنكم أن تتعلّموا ما يلي:
- عدم لوم الآخرين: الطّفل الصّغير لا يلوم و يعرف كيف يغفر. إذا غضبتم وصرختم عليه، فسوف يغفر لكم أسرع ممّا تعتقدون.
- الحبّ: لا يعرف كلّ الكبار كيف يحبّون، و لكنّ كلّ الأطفال يعرفون كيف يفعلون ذلك. يولد الطّفل مع جينات تسمح له بأن يشعر بمثل هذه المشاعر تجاه شخص ما: أمٌّ، أبٌ، جدّة … أو الجميع في الوقت نفسه. فالحبّ الذي يشعر به الإنسان خلال طفولته نقيٌّ تمامًا. لذلك، إذا كنت تريدون أن تعرفوا ما هو الحبّ، اسألوا طفلكم.
- المساعدة: يحبّ الأطفال مساعدة الآخرين. عندما تطلبون مساعدتهم, فهم مستعدّون لذلك ولن يقولوا إنهم متعبين أو مشغولين. إذا كنتم بحاجة إلى مساعدة لمسح المنزل، أو زيارة الدّكان، أو غسل الأرضيّة، فاطلبوها من طفلكم. ستجدون فيه الشّخص الأكثر تعاونًا وتصميمًا في العالم.
- التخلّي عن الضّغينة: لا يعرف الطّفل الضّغينة. حتّى أنه لا يفهم الشّر. كلّ الأخطاء التي ربّما تكونون قد ارتكبتموها في الماضي والأخطاء الكثيرة التي ستستمرّون في ارتكابها في المستقبل, تتعلّق مباشرةً به، ولكنّه سوف ينساها في وقت قصير جدّاً.
- الجهد والمثابرة: إذا كنتم تريدون أن تعرفوا معنى أن يكون المرء مثابرًا، فتعلّموا من طفلكم. بمجرّد مراقبته وهو يلعب، ستلاحظون مدى إصراره على فتح الزّجاجة البلاستيكية أو سحب الخيط لفتح الصندوق. يصل جهده مرحلة متطوّرة, بحيث لا يتوقّف عن الرّاحة حتّى يحقّق هدفه. الأطفال مثابرون وقلّة من الناس هم هكذا.مفهومان يجب أن تتعلّموهما من الطّفل
هناك مفهومان يتعامل معهما طفلكم جيدًا ويعرف بعمق ما يعنيانه. يمكن أن يعلّمكم أكثر من أيّ شخص آخر، حتّى أكثر من كتب التّاريخ أو أيّ معلومات يمكنكم جمعها على الإنترنت.
هذان المفهومان هما:
- الأنثروبولوجيا
يدرس الأطفال البشر، أي البالغين الذين يعيشون معهم، بدقّة. لهذا السبب يعرفون عن الأنثروبولوجيا.
يكرّسون أنفسهم للتعمّق بمعرفة البشر، و ذلك يشمل كلّ من طريقة حياتهم والطريقة التي يتصرّفون بها ويفكّرون و يشعرون ويتفاعلون مع مختلف المحفّزات التي يتلقّونها.
يومًا بعد يوم، تصبح “عقولهم” أكثر ثراءً, عبر اضافة العديد من التّعبيرات اللّغوية و الثّقافية والإيمائيّة التي تميّز أفراد البشر.
عليكم أن تتعلّموا من طفلكم كيف تتعرّفون على أنفسكم و تقدّرون سلوك الأفراد الآخرين داخل ثقافتهم وبلدهم ومجتمعهم ودينهم الذي ينتمون إليه. - الإحسان
الطّفل هو فاعل خير بامتياز. فالحبّ الذي يشعر به تجاه أفراد العائلة الآخرين لا ينتهي.
إذا أردتم أن تتعلّموا حبّ الإنسانية بدون محرّمات أو قوالب نمطيّة، فاطلبوا من طفلكم أن يعلّمكم.
يمكنه أن يوضّح لكم أيضًا كيفيّة مساعدة الآخرين ورعايتهم ومشاركة الثّروات معهم. على سبيل المثال، قطعة خبزه و لعبه.يمكن لطفلكم أن يعلّمكم الكثير!
حتّى إذا كنتم تشاركون في تعليم طفلكم، فقد يكون هو أحيانًا مثالًا ومرشدًا لأفعالكم، داخل المجتمع الذي تعيشون فيه.
يمكن أن يعلّمكم تقدير أدقّ التّفاصيل والاهتمام بما تفعله السّلحفاة عندما تدخل قوقعتها.
كلّنا محاطون بتفاصيل لا نعلم حتّى بوجودها. ظواهر تُخفي حقيقةً، أو تفسيرٌ مثيرٌ للاهتمام يمكن أن يقرّبنا قليلاً من العالم الحقيقي.
امنحوا طفلكم الفرصة ليعلّمكم كلّ ما يراه في سنّه الصّغير.
أخيرًا، رحّبوا بمعارفه، وسوف تندهشون، لكونها استثنائيّةً أكثر بكثير ممّا كنتم تتخيّلون!