قبول الفشل : الخوف من الفشل أمر صحي. فهو ما يدفعنا إلى التفكير في تصرفاتنا وعواقبها. تماماً كالخوف من الخطر الذي يدفعنا إلى اتباع الخطوات الوقائية الجيدة لحماية أنفسنا. إذاً أن نحاول تفادي الفشل أمرٌ طبيعي. لكن حين نتعرّض للفشل –لأنه لا بد من أن نمر بهذه التجربة- كيف يجب أن نتصرف؟
إليكم بعض النصائح لكم ولدعم أطفالكم في تعلّم تقبّل الفشل:
1- عدم التفكير بالفشل لفترة مطولة:
نعم يجب مواجهة الفشل مباشرةً، ونعم يجب استخلاص نتائج. ونعم يجب التحقق من وجهة نظر الآخرين حول هذا الفشل للحصول على رؤية متوازنة. لكن بعد ذلك، توقفوا! لا يجب أن نستغرق الكثير من الوقت في ذلك. يجب أن نتقدم.
بطريقة عملية: نتوقف عن التحدث عن هذه المشكلة، نتوقف عن إعطائها الكثير من الاهتمام، نركز أكثر على أمور أخرى (مشروع آخر، تجربة أخرى، محاولة أخرى…) للامتناع عن التفكير بما حدث (وبما لم يعد باستطاعتنا تغييره)، وللتفكير بدلاً من ذلك بما من الممكن أن يحدث أو بما سيحدث لاحقاً.
2- كل فشل = مرحلة.
أظهرت العديد من الدراسات أننا على المدى القصير، نندم على إخفاقاتنا، أي على ما فعلنا وعلى ما لم يكن على مستوى ما نتمناه. ولكن على المدى البعيد، أي على نطاق الحياة ككل، نندم بشكل خاص على ما لم نقم به. إذاً بين الفعل والفشل، أو عدم الفعل والندم، تصبح الحياة أكثر متعة حين ننتقي الخيار الأول، الذي يجعلنا أقرب من تجارب رائعة. فحين أفشل في ممارسة العزف على البيانو، أقترب شيئاً فشيئاً من النجاح. التكرار هو ما يجعلني أصل إلى ما أريد تحقيقه. حين أخطأنا في اختيار منزلنا واخترنا أن يكون لدينا منزل متحرك على عجلات (إخترنا قافلة أولاً). كان ذلك خطأً فادحاً جعلنا نهدر الكثير من الوقت والمال والطاقة. لكن ذلك كان وسيلةً لمساعدتي على إدراك أن المساحة الصغيرة تناسبنا أكثر إذا تمكنا من التنقل بسهولة طيلة الوقت. لذا فنتعلم أن نرى الفشل كمرحلة أو طريق. ولكل منا طريقه الخاص. بطريقة عملية: أعثر في كل فشل، عما علّمك إياه.
3- التصرف (أو اتخاذ إجراء):
الخوف من الفشل يمنعنا من التصرف. وكلما توقفنا عن التصرف، ازداد خوفنا من الفشل أكثر، وأصبحت وطأة الفشل المؤلمة أكبر. لكسر هذه الحلقة المفرغة، كلما علينا فعله ببساطة هو التصرف، حتى لو كنا خائفين. هو فعلُ أن نخطو خطوة صغيرة واحدة في البدء، ومن ثم خطوات أكبر، قادرة على إزالة الخوف والتعايش بشكل أفضل مع إخفاقاتنا.
بطريقة عملية: أن نكون حذرين وأن نعلم أنه ليس بإمكاننا توقع كل شيء. وأن نحاول بكل بساطة، ومن ثم نكرر المحاولة.
4- تقبل عدم الكمال (النقص):
تجرفنا الحياة نحو الهوس بالصورة الذاتية. نحن كائنات غير كاملة. جميعنا فشلنا في إحدى التجارب في حياتنا، ويمكننا جميعاً أن نتعاطف مع أولئك الذين يفشلون. هويتي أو “مَن أكون” لا تعتمد على نجاحاتي أو إخفاقاتي.
بطريقة عملية: أن اتكلم عما قمتُ به من أمور سيئة، أو عما يشكل صعوبات بالنسبة لي، دون نسيان ما أقوم به من أمور جيدة وما أنجزه وأنجح في القيام به. وتقبل فكرة أنه بإمكاني أن أصبح أفضل لكن لا يمكنني أن أصبح كاملاً أو مثالياً على الإطلاق.
5- المحافظة هلى الهدوء:
كلما فشلنا، عشنا، نجحنا، وتحركنا نحو الأمام.. كلما تعلمنا ألا نشعر بخيبة أمل في مواجهة فشلنا، ولا بأننا أهم من غيرنا في مواجهة نجاحنا. الفكرة لا تمكن في أن نصبح لامبالين بل أن نبقى هادئين ومتزنين في مواجهة الفشل كما في مواجهة النجاح.
بطريقة عملية: أبتهج بهدوء عندما أنجح، وأفكر بهدوء عندما أفشل.
“لا يوجد حقائق تنكشف لنا في حالات النجاح بقدر ما هناك حقائق تنكشف لنا في حالات الفشل”
كريستوف أندريه
اقرأ أيضاً: كيف نعلّم ولدنا ألا يهرب من الفشل وأن يستفيد منه ؟