الطفل الوحيد
غالباً ما تنتشر فكرة أن الأطفال الوحيدين يتّسمون بالغرور والمزاجية، لكن هذا الأمر ليس دائماً صحيحاً أو مبرراً. يعتمد ذلك على طباعهم وعلى التعليم الذي يتلقونه. يحظى الأطفال الوحيدون بميزة الحصول على كل اهتمام والديهم، لكن كجميع الأطفال الصغار عليهم تعلم المشاركة وتقديم ببعض التنازلات والتوافق جيداً مع الآخرين.
مزايا أن يكون الطفل وحيداً
أن تكون طفلاً وحيداً أمرٌ له مزاياه الخاصة. فبالتحديد يمكن للأهل تكريس المزيد من الوقت والطاقة والموارد المالية لطفلهم وزواجهم. كما ان الطفل الوحيد يترعرع بشكل عام في جوٍ هادئ، فهو غالباً ما يلعب حين يتواجد بمفرده بهدوء أكبر، خاصةً أنه ليس هناك من يتجادل معه.
تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال الوحيدين يتمتعون عادةً بتقدير الذات والثقة بالنفس، خاصةً بما أنهم يحظون بالكثير من الاهتمام الإيجابي من قِبَل أهلهم. بالإضافة إلى ذلك هم يكونون أكثر حماساً في المدرسة، ويمتلكون معجم مفردات أوسع، كما يظهرون نضجاً أكثر لأنهم غالباً ما يتواجدون وحدهم مع أشخاص بالغين.
كيف نساعد الطفل الوحيد على تطوير مهاراته الاجتماعية؟
صحيح أن امتلاك أخ أو اخت أصغر سناً يجبر الأطفال على تقديم تنازلات. على سبيل المثال، يتعلّم الأطفال انتظار دورهم ومشاركة ألعابهم واهتمام أهلهم مع إخوتهم. إلا انه باستطاعة الطفل الوحيد تعلم هذه الأمور بطريقة أخرى.
إذا كنتِ ترسلين طفلكِ إلى دار حضانة فهو يطوّر يومياً قدراته الاجتماعية. مع ذلك، يجب أن يستمر هذا الأمر حين يتواجد في المنزل، لأن على طفلكِ أن يتعلّم أيضاً تقديم تنازلات على أرضه. فأن يشارك الألعاب المتواجدة في الحضانة وأن يقبل إقراض ألعابه الخاصة أمران مختلفان تماماً.
قبل أن يبلغ عامين ونصف من عمره، لا تقلقي إذا كان طفلكِ الصغير يعاني من صعوبة في عملية المشاركة. إنه جزء من التطور الطبيعي للأطفال. بينما يجب أن تكوني أكثر انتباهاً لهذا الامر بين عمر 3 و4 سنوات.
لمساعدته أيضاً على تعلّم الانسجام مع الآخرين، وانتظار دوره، والتعامل مع العقبات الصغيرة، شجعي طفلكِ الصغير أيضاً على تقديم ألعاب لم يعد يستخدمها لطفل أصغر سناً أو لجمعية كي تجعليه يعتاد على فكرة المشاركة.
هل صحيح أن الطفل الوحيد غير اجتماعي؟
أن يكون الطفل اجتماعياً أو يميل إلى الوحدة، أمر يعود إلى طبع الطفل أكثر من فكرة كونه وحيداً. فالأطفال يحبون بشكل عام رفقة الآخرين. مع ذلك، قد يحصل أن يتمتع الطفل الوحيد بمهارات اجتماعية أقل تطوراً. وقد يواجه على سبيل المثال صعوبة في المشاركة وتقديم التنازلات أو في التعامل مع النزاعات، لأنه لم يتعلّم القيام بذلك داخل محيطه العائلي. بالإضافة إلى ذلك، قد يرغب الطفل الوحيد أن تسير الأمور بالطريقة التي يريدها.
بالتالي، قد يبدو أحياناً أن الطفل الوحيد غير محبوب من قِبَل الآخرين. لا يعني ذلك أنه ليس اجتماعياً، بل يشير إلى أن عليه تعلّم كيفية تطوير مهاراته الاجتماعية. مع ذلك، من المهم أن نذكر أن جميع الأطفال، سواء كانوا وحيدين أم لديهم إخوة، يجب أن يتعلّموا الانسجام جيداً مع الآخرين.
اقرؤوا أيضاً: الطفل الوحيد: كيف على الأهل تعزبز استقلاليته وعدم إفساده بدلالهم إياه