لأطفال الذين أفسدهم الدلال:
بعض الأولاد في هذه الأيام بسبب تساهل أهلهم معهم هم أولاد متطلبون، أنانيون، غير راضين، ينمون بدون تنظيم. قدرتهم على التحمل ضعيفة، لذا تجدهم يحبطون بسرعة، لايتحملون أن يعترضهم شيء ويريدون دوماً أن يقوموا بكل شيء على طريقتهم بدون إظهار أي مراعاة لمشاعر الآخرين. يعتقدون أن العالم يدور حولهم وحول رغباتهم واهتماماتهم. إنهم أنانيون، غير محبين.
في المقالة السابقة 4 عوارض تشير إلى أن طفلكم أفسده الدلال تحدثنا عن بعض العوارض التي تظهر على الطفل الذي أفسده الدلال والآن نذكر عوارض أخرى يشكو منها الأطفال الذين أفسدهم الدلال لذا على الأهل الانتباه منها.
متقلب المزاج، لا يتواصل مع غيره .
مع أن أهله يحاولون تلبية رغباته، يجد غالباً سبباً ليكون غاضباً وفي مزاج سيء. وكلما أعطيته المزيد، ازداد تصرفه سوءاً. يقع الأهل في فخ الاعتقاد بأنهم عندما يقدرون على إشباع رغباته، فسيشعر الطفل أخيراً بالسعادة.
كانت ماري جاين في غرفتها عندما وصلت عمتها نعومي وبعد وقت طويل من الطرق على الباب فتحت ماري جاين الباب لها: «ما الأمر؟ اعتقدت أنك تحبين الذهاب إلى ديزني لاند مع أقاربك». «لا أريد أن أتشارك غرفة الفندق مع جاسيكا، فأنا لا أحبها». جلست العمة على سرير ماري جاين وقالت بصوت هادئ: «تذكري أنك ستكونين طوال الوقت في مدينة الملاهي وأنك لن تكوني في الفندق إلا وقت النوم فقط». «لا يهمني، لا أريد أن أنام معها. إما أن أحصل على غرفة لي وحدي وإما لن أذهب».
عندما عادت العمة إلى غرفة الجلوس، سمعت أم ماري جاين تتصل بالفندق لتحجز غرفة خاصة لابنتها.
حسود ولا يشبع .
إن هذا النوع من الأولاد غيورون، يجدون صعوبة في المشاركة. يريدون دائماً المزيد وكأن لا شيء يكفيهم أبداً. والغريب أنه كلما حاول الأهل إفراح قلوبهم وكلما حاولوا شراء الأشياء لهم، ازداد شعورهم بعدم السعادة.
إنه عيد الميلاد. تجمعت العائلة حول الشجرة ليروا الأولاد وهم يفتحون هداياهم.فتح أرتشي ابن الست سنوات هديته فإذا هي لعبة أرنوب كان يريده. نظر ابن عمه توم إليه بحسد علماً أن ذراعيه مليئتان بالألعاب وقال له: «بعني الأرنوب. سأشتريه منك». قال أرتشي: «لا، إنه لي» وأخرج الأرنوب إلى الخارج. بعد ساعة، خرج توم وعندما لم يجد هناك من يراه تبوّل على الأرنوب. وحينما اتهمه أرتشي بأنه الفاعل قامت أم توم بالدفاع عن ابنها.
كسول .
يعتمد على الآخرين ليقوموا نيابة عنه بكل شيء. تعوّد هؤلاء الشباب الصغار على أن يتلقوا لا أن يعطوا. الراشدون المتهاونون الموجودون في البيت مستعدون دائماً لخدمتهم. ولكن عندما يتواجدون خارج البيت يجدون صعوبة في التكيّف والتأقلم اجتماعياً، لأنهم لا يفهمون لماذا لا يملكون ذات الامتيازات التي يمتلكونها في البيت.
اجتمعت العائلة لتناول غداء الميلاد. سارعت النسوة إلى تنظيم آخر التحضيرات بعدما عملن جاهدات لعدة أيام في تحضير الأطباق التقليدية. قامت المضيفة بتحضير الأشربة فيما أنهت الجدة تحضير الطاولة. عندما أصبح كل شيء جاهزاً نادوا الأولاد الذين كانوا يلعبون في الباحة خارجاً وأيقظوا الكس ابن السادسة عشرة الذي بقي سهران طوال الليل لأنه كان في حفلة. بعد الغداء طلبت الأم من ألكس أن ينظف الطاولة. فتذمر قائلاً: «لماذا عليّ دائماً أن أقوم بكل شيء».
أيمكن أن يكون القول السائد: «الأهالي مشغولون والأولاد هم التعبون» صحيحاً؟
لا مبال .
صفة أخرى تظهر على الأطفال الذين أفسدهم الدلال فالطفل من هؤلاء يهتم بالأشياء للحظات قليلة. سرعان ما يضجر هذا النوع من الأولاد. ففي لحظة يطلبون شيئاً وفي الثانية يطلبون شيئاً آخر، دون أن يشعروا بالشغف والحماسة لأي شيء من الأشياء التي يطلبونها.
صابرينا في الصف السادس في حصة الفنون. سلمت المعلمة طلابها صناديق صغيرة لتزيينها بالخرز وتقديمها لأمهاتهم بمناسبة عيد الأم. بدأت صابرينا تضع الغراء على الخرز ولكنها بعد عشر دقائق ضجرت فطلبت من المعلمة الإذن للقيام بشيء آخر لآنها لم تعد راغبة في تزيين الصندوق.ولكن المعلمة شرحت لها بأنها لن تعطيها صندوقاً آخر وأن عليها إنهاء مشروعها. أزالت صابرينا الخرز بغضب وطلبت خرزاً جديداً غير هذا. أصرت المعلمة بأن عليها أن تزيل الغراء عن الخرزات وأن تعيد استخدامها من جديد. رجعت صابرينا إلى طاولتها وقالت لصديقاتها بأن المعلمة غبية وأنها تنوي أن تطلب من والدها أن يطردها. عقدت ذراعيها وظلت تشكو بينما باقي التلاميذ يعملون على إنهاء مشاريعهم.
ما أهمية صفة اللامبالاة
لقد وضعت صفة «اللامبالي» في نهاية اللائحة، ليس لأنها الأقل أهمية بل على العكس هي عارض يجدر بنا النظر إليه عن كثب. نعتقد أن الكره هو نقيض الحب ولكن الواقع أن الحالة ليست كذلك.الحب والكره شعوران قويان جداً. عندما نقدر أن نحب، نقدر أيضاً أن نكره. الكره يعني فقط أننا نقدر أن نحب أيضاً.الشعوران هما قطبان مختلفان ولكنهما ينتميان إلى ذات التصنيف.
الشخص اللامبالي هو شخص لا يتواصل مع مشاعره. وهو إلى ذلك لا مبال في الحياة، يقطن في موطن، فيه الحب منفي والحماس غير معروف. لا شيء جدير بجهده….
«ألف Alf » في العشرين من العمر. إنه يعيش في شقة في باريس منذ ستة أشهر. لقد قرر والده أن يسفّره عبر البحار ليدرس الفرنسية، وكان قد عرض أن يدفع رسوم التعليم لأي كلية في العالم. المشكلة أن «ألف» غير مهتم إلا بمشاهدة التلفزيون وبعدم القيام بأي شيء.عندما كان بعض رفاق «ألف» من الثانوية يقومون بسياحة في أوروبا، اتصلوا بالأب فدعاهم لقضاء عدة أيام مع ألف على أمل أن يحثوه على السفر أو الدراسة. في الأسبوع التالي اكتشف الأب أن ابنه لم يحضرحتى صفوف الفرنسية التي سجله فيها».