الحماية المفرطة من قِبَل الأهل هي دائماً دليل حب. إنها دائماً محاولة للتأكد من تلبية كل احتياجات طفلكم. إلا أن المشكلة تكمن في أنكم عبر تقديم كل شيء له تمنعونه من تطوير المهارات التي يحتاجها للتعامل مع الحياة بمفرده.
تتحدث العميد السابق لجامعة معروفة وهي جولي ليثكوت هايمز عن مخاطر “الإفراط في مساعدة” الأطفال. معتبرةً أن الحماية المفرطة من قِبَل الأهل تشبه الفخ، وتشجع جولي الأهل على إتاحة الفرصة لأطفالهم من أجل خوض التجارب والتعلم من أخطائهم. كما أنها تقول، أننا كي نساعد طفلنا كي يصبح راشداً ناجحاً وسعيداً، يجب أن نكون مستعدين لأن نقول له: “عليكَ أن تجد إجابتكَ الخاصة”.
فيما يلي بعض النصائح للأهل الذين يحومون حول طفلهم كالطائرة المروحية:
كيف تتوقفون عن التدخل في حياة طفلكم بشكل كبير لتحضيره لحياة سعيدة وناجحة حين يصبح راشداً.
1- حددوا أي نوع من الحماية المفرطة تعتمدون
هل تفعلون الكثير من أجل أطفالكم أو تقدمون لهم الكثير؟ أو هل “تحبونهم أكثر من اللازم”، أو هل أنتُم متواجدون دائماً بالقرب منهم، وهل “تحومون” حولهم باستمرار؟ هل لديكم قواعد متساهلة جداً؟ وهل تبررون لهم السلوك غير اللائق بشكل دائم؟ أول نقطة تنطلقون منها، إذا كنتم ترغبون في تربية طفل أكثر مسؤولية، هي تحديد “أكبر نقاط ضعفكم”.
ستحصلون دائماً على نتائج أفضل حين تبدأون بخطوات صغيرة. فهذا يعني أنكم عوضاً عن محاولة محاربة كل أنواع الحماية المفرطة، تبدأون بالنوع الأكثر صعوبةً بالنسبة إليكم: ما هما الأمران اللذان ستتوقفون عن القيام بهما ابتداءً من اليوم؟ ما هي الأمور الثلاثة التي ستبدأون بالقيام بها انطلاقاً من اليوم؟ بمجرد أن تصبح هذه المرحلة الأولى تحت السيطرة، يمكنكم الانتقال إلى النوع الثاني من الحماية المفرطة.
2- اتركوا الأمور تسير!
العديد من الأهل الذين يحومون حول أولادهم كالطائرة المروحية يظنون أنهم يساعدون أطفالهم أو ربما يظهرون لهم الحب عبر القيام بما يجب أن يقوم به أطقالهم نيابةً عنهم. إنه اعتقادٌ خاطئ. إذا قمتم بالكثير من أجل طفلكم، فقد حان الوقت لتركه يتدبر أموره بنفسه. قد يبدو ذلك كالتالي:
- تطلبون منه المشاركة في الأعمال المنزلية. هناك طريقة بسيطة للبدء ذلك، وهي أن تقترحوا عدة مهام وتطلبون منه اختيار مهمة واحدة على الأقل للقيام بها كل أسبوع مرة.
- تجعلونه مسؤولاً عن واجباته المنزلية، حتى لو اضطررتم لتطبيق شكل من أشكال التأديب الإيجابي في البداية.
- تحمّلونه مسؤولية أفعاله وتسمحون له بالتعلم من أخطائه. يمكنكم البدء بتعليمه كيفية تنظيف الفوضى التي يسببها. حتى الأطفال الصغار يمكنهم القيام بذلك، على سبيل المثال عبر إحضار مكنسة لكنس الأرض أو عبر إمساك الجاروف للمساعدة في التنظيف. تذكروا أن محاولة تحميل الطفل المسؤولية لا علاقة لها بالعقاب. بل تعني ببساطة تعليم طفلكم أن الجميع يرتكبون الأخطاء، ولكن كل شخص مسؤول عن محاولة إصلاح أخطائه بنفسه.
- وضع قواعد حازمة ومعقولة وعواقب مناسبة عند خرقها.
3- علموا طفلكم أنه قادر على النجاح
عندما تفرطون في حماية طفلكم، فأنتم تبعثون له إشارة مفادها أنكم لا تثقون في قدرته على تدبر أموره بمفرده. هذا يعلمه العجز ويجعله يشك في قدرته على النجاح.
إذا كنتم من الأهل الذين يحومون حول طفلهم كالطائرة المروحية، فقد حان الوقت لتظهروا له أنكم تثقون بأنه قادر على النجاح بمفرده، وأنكم تعلمون أن لديه ما يلزم للتعلم من الأخطاء التي يرتكبها ولتحقيق أهدافه. إذا كنتم بحاجة إلى مساعدة، فإن هذا الدليل يحتوي على العديد من الأفكار البسيطة التي يمكنكم البدء باستخدامها انطلاقاً من اليوم كي تسلكوا الطريق الأنسب لطفلكم.