الطفل الوحيد: كيف على الأهل تعزيز استقلاليته وعدم إفساده بدلالهم إياه

0

تعزيز استقلالية الطفل الوحيد 

يميل بعض الأهل إلى تنفيذ بعض المهمات نيابةً عن طفلهم. هذا هو حال بعض الأهالي الذين لا يملكون سوى طفل واحد، فهؤلاء لديهم المزيد من الوقت لتخصيصه لطفلهم لأنهم غير مضطرين إلى الاهتمام بأطفال صغار آخرين. حتى لو كانت نواياهم جيدة، من الضروري تجنب هذه العادة. فعبر القيام بالمهام نيابةً عن طفلكِ ستجعلينه يظن أنه غير قادر على تنفيذها أو أنه لا يحتاج إلى ذلك. 

لمساعدة طفلكِ الصغير على تنمية استقلاليته وتقديره لذاته، دعيه يقوم ببعض الأمور بمفرده. سلميه على سبيل المثال مسؤوليات تتناسب مع عمره، كتوضيب ألعابه، ووضع ملابسه النظيفة بنفسه في درجه الخاص. 

إضافة ً إلى ذلك تجنبي الإفراط في حماية طفلكِ الصغير، لأنه بحاجة لخوض بعض المخاطر كي يتعلّم منها. لهذا السبب ترك طفلكِ الصغير يدكِ ليقوم بخطواته الأولى وللسبب نفسه نجح طفلكِ على سبيل المثال في التسلق إلى أعلى أكثر فأكثر في الألعاب الموجودة في الحديقة العامة. 

freepik.com
عدم الاهتمام بطفلك بشكل مبالغ به 

إنجاب طفل واحد فقط، يعني أيضاً وجود المزيد من الوقت للاهتمام به. حتى لو كان لهذا الأمر فوائد عديدة، تجنبي المبالغة في الاهتمام بطفلك عبر إعطائه أنشطة بدون توقف. قد يتسبب له الانشغال الدائم والتحفيز الشديد بالتعب وعدم الاهتمام ببعض الأنشطة. 

حتى لو كان لديكِ الكثير من الوقت للعب معه، تأكدي أيضاً من أنك تتيحين له وقتاً للعب الحر بمفرده. شجعيه على اللعب بمفرده، لأن ذلك لا يقل أهمية عن مشاركتكِ له اللعب لفترات محددة. فحين يتسلى بمفرده ويقرر وحده الأداة التي سيلعب بها وكيف سيقوم بذلك، سيطوّر طفلكِ الصغير استقلاليته، قدرته على التصرف لوحده، خياله وقدرته على القيام بمبادرات. سيساعده ذلك على اكتشاف ما يفضله والتعلم بمفرده. 

يميل بعض الأهل أيضاً إلى مراقبة طفلهم الصغير عن كثب لضمان نجاحه في كل شيء. نظراً إلى أنه ليس لديهم سوى طفل واحد، فهم ينتظرون منه الكثير. مع ذلك، كوني حذرة من أن تفرضي متطلبات كبيرة على طفلكِ وأن تعكسي أحلامكِ الخاصة عليه. قد يجعله ذلك يعاني من بعض الضغوط ويؤثر على أدائه، فيشعر بالتوتر الدائم خوفاً من تخييب أملكِ وألا يكون بمستوى توقعاتكِ. 

ساعديه على أن يكون نفسه. أصغي جيداً حين يتحدث طفلكِ عن ذوقه أو عن اهتماماته. لا تحاولي التأثير عليه، بل احترمي خياراته. على سبيل المثال إذا كان طفلكِ يحب نشاطاً لا تحبينه كالرقص، فلا بأس بأن تسمحي له أن يخوض تجاربه الخاصة. 

الحاجة إلى وضع حدود 

كل الأطفال يحتاجون إلى بعض الحدود، سواء كانوا وحيدين أم لديهم إخوة. حتى لو كانت هذه الحدود تحبط طفلكِ الصغير بعض الشيء، إلا أن بإمكانها طمأنته وإعطائه الشعور بالأمان. لذا امنحي طفلكِ حدوداً واضحة ليعرف ما تريدينه منه. وحاولي أيضاً أن لا تنفذي كل طلباته. إذا قمتِ بذلك، فأنتِ تخاطرين بالحصول على طفل لا يستطيع تحمل الرفض، ولا يتمتع بقدرة على تحمل المواقف المحبطة. فمن المهم أيضاً أن تسمحي لطفلكِ الوحيد بأن يتعرض لخيبات أمل صغيرة. الأطفال الصغار الذين يملكون إخوة معتادون على هذه الفكرة. فمثلاً قد يصابون بخيبة أمل لأنهم لن يتمكنوا من الحصول على اللعبة التي تستخدمها أختهم أو لأنهم لا يستطيعون الذهاب للعب في الحديقة في الحال لأن أخيهم الصغير يأخذ قيلولة. ينطبق الحال نفسه على الطفل الوحيد. بالتالي، فإن خيبة الأمل عاطفة صحية على طفلكِ أن يتعلم التعامل معها. إذا كنتِ تحاولين دائماً تجنيبه المواقف التي تؤثر به، دون مساعدته على عيش تجارب خيبات الأمل والتعامل معها، فإن طفلكِ الصغير قد يجد صعوبة في تحمل المشاعر السلبية أو القوية جداً لاحقاً. 

كما أنه يجب أن لا تتمحور حياتكِ العائلية حول رغبات طفلك. تذكري أن قرارات الكبار لا تتعلق به. على سبيل المثال لا يعود قرار تحديد موعد التسوق أو مَن سيأتي لتناول العشاء في منزلكِ مساء السبت إلى طفلك. بالطبع يمكنكِ أخذ رأيه بعين الإعتبار. لكن لا تدعيه يحدد دائماً الأنشطة التي ستقومون بتنفيذها كأسرة. بهذه الطريقة ستعلمينه مراعاة رغبات وآراء الآخرين. 

يطلب أخاً صغيراً أو أختاً صغيرة… 

اشرحي له خياركِ باختصار عبر كلمات واضحة: “أبوك وأمك يريدان إنجاب طفل واحد فقط.” من ناحية أخرى حاولي تفهم الحاجة التي تختبئ خلف هذه الرغبة. إذا كان مفتوناً بالأطفال الرضع، فقد تجدين طفلاً رضيعاً في محيطه. إذا كان يريد رفيقاً للعب معه، يمكن الإكثار من دعوة أطفال آخرين إلى المنزل. 

لنتذكر 
  • اللعب بانتظام مع الأصدقاء أو الجيران يساعد الطفل الوحيد على تعلم المشاركة وتقديم تنازلات. 
  • من الأفضل تجنب القيام بأمور نيابةً عن الطفل الوحيد وإبقائه مشغولاً طوال الوقت حتى يتمكن من تطوير استقلاليته وقدرته على التصرف بمفرده. 
  • يحتاج الطفل الوحيد كجميع الأطفال إلى وضع حدود، ويجب أن يتعلم كيفية التعامل مع المواقف الصغيرة المحبطة. لهذا السبب يجب أن لا تستسلمي لجميع طلباته، أو أن تتركز حياة الأسرة حول رغباته. 
اترك رد