توقفوا عن معاقبة أولادكم ! هناك بدائل…
العقاب
حاول ان تتذكر ما خطر في بالك عندما كنت صغيرًا، وتمت معاقبتك. ربما قلت لنفسك إنك:
- لا تساوي شيئًا او إنك شخص سيئ
- لن تفعل ذلك مجددًا خوفًا من عقاب جديد (وليس لأنك فهمت لماذا يعتبر تصرفك غير مقبول اجتماعيًا)
- ستفكر بحيل لكي لا يتم معاقبتك في المرات القادمة
- ستسعى الى الانتقام
- تشعر بالكثير من الغضب والظلم.
اذا راودتك هذه الافكار، فلا شك ان ذلك العقاب لم يدفع بك نحو الافضل… ماذا علينا ان نفعل اذن لكي لا يختبر اطفالنا الشعور نفسه؟ كيف نتجنب علاقة الغالب والمغلوب ونربي اطفالنا بطريقة بناءة؟
هل يوجد بديل عن العقاب؟ يسرني أن أخبركم أن التربية دون اللجوء الى العقاب أمر ممكن. يوجد بالفعل بدائل عن العقاب.
بديل عن العقاب: العواقب الطبيعية
ماذا نعني بالعواقب الطبيعية؟
نعني بالعواقب الطبيعية أن نترك الطفل يكتشف نتيجة افعاله بنفسه دون تدخل اي شخص راشد. بعض الامثلة: اذا لم يضع ثيابه المتسخة في سلة الغسيل، لن يكون لديه اي ثياب نظيفة؛ وان لم يدرس قبل الامتحان، قد ينال علامة متدنية…
ولكن كيف بإمكاننا ان نستخدم طريقة العواقب الطبيعية بطريقة صحيحة؟
الهدف هو ان نجعل طفلنا ينضج، وليس الضغط عليه أو جعله يعترف بأخطائه. وبالتالي لضمان فعالية طريقة العواقب الطبيعية، عليكم ان تتجنبوا قول العبارة الشهيرة “أرأيت، لقد حذرتك من ذلك!” (بل حتى اننا نضيف عبارة “هل عرفت الآن أن أمك دائمًا على حق!” هههههه).
بتجنب هذه المداخلة، سيركّز الطفل على نتيجة سلوكه وعلى البحث عن حل اكثر من التركيز على الشعور بالإهانة الذي ينتابه عند سماع العبارة التي قلناها له. الأمر نفسه بالنسبة لنا. قد نتعامل مع موقف مزعج بالقول اننا سنتدبر الامر، ولكن اذا قال لنا شخص ما، مديرنا او صديقنا، عبارة قد تجرحنا، فسنركز على ذلك، ونفكر بها ونصاب بالاحباط نتيجة هذه الافكار التي تربك تفكيرنا.
وبالتالي، لكي يختبر طفلنا العواقب الطبيعية يجب إن لا نتدخل إلا اذا رغبنا في التعبير عن دعمنا وتشجيعنا له. بإمكاننا أن نقول لطفلنا مثلًا “لا بد أنك منزعج لأن قميصك ليس نظيفًا . لا أستطيع ان اغسله الآن ولكنني متأكدة من أنك ستجد حلًا لذلك”، “لا بد أنك شعرت بالانزعاج عندما نلت هذه العلامة المتدنية. أعرف أنك قادر على تعلم دروسك القادمة لكي تصل الى المعدل المطلوب.”
حدود استخدام العواقب الطبيعية
لا يمكن استخدام هذا البديل في الحالات التالية:
- اذا كان الطفل في خطر: لا انصحكم ابدًا بإستخدام العواقب الطبيعية في حال كان طفلكم يرغب بالسباحة في نهر مليء بالتماسيح مثلاً…
- سلوكه لا يحترم الآخرين: الأمر نفسه هنا، يجب الا ندع الطفل يرمي الحجارة على طفل آخر لكي يختبر تصرفه ويفكر في نتائجه.
- ألا يكون للعواقب أي تأثير عليه الآن او على المدى البعيد: مثلًا حدوث تسوس أسنان في حال لم ننظف أسناننا، الإصابة بالمرض نتيجة عدم تناول وجبات متوازنة، الإصابة بسرطان الرئة نتيجة التدخين… ويمكن الا تصيب هذه العواقب طفلكم/المراهق إلا بعد أن يصبح بالغاً.
في هذه الحالات، من الافضل تكريس الوقت من اجل التعليم، وطرح الأسئلة التي تثير الفضول وإشراك الطفل، وينبغي أن يكون كلامكم ملائمًا لطفلكم ولعمره.
بديل عن العقاب: العواقب المنطقية
لن أتناول هذا الموضوع كثيرًا لأن استخدام العواقب المنطقية يمكن أن ينطوي على عقاب ضمني. وعلى عكس العواقب الطبيعية، تتطلب العواقب المنطقية تدخل شخص ما.
أربعة شروط متعلقة بالعواقب المنطقية:
لكي لا تبدو العواقب المنطقية كعقاب يجب أن تكون:
- مرتبطة بالسلوك
- محترمة، دون تحقير، او توجيه اتهام، او اهانة
- منطقية وعادلة للأهل وللطفل
- موضّحة من قبل، اذ يجب على الطفل معرفة قواعد اللعبة
في حال عدم توفر اي من هذه الشروط، او كانت مخالفة للواقع، قد تكون هذه الطريقة معقدة للغاية، وتصبح عقابًا.
وكما قالت جاين نلسون، ان مفهوم دفع ثمن السلوك غير المناسب يبقى راسخًا جدًا، في حين يتحسن سلوك الاطفال عندما يشعرون بالتشجيع.