Site icon التربية الذكية

كيف تعلمت طفلتي دخول الحمام في 3 أيام وتخلصت من الحفاص بمنتهى الحب والهدوء والتفهم!

التخلص من الحفاض

freepik.com

كيف تعلمت طفلتي دخول الحمام في 3 أيام وتخلصت من الحفاص !

لن يفهم هذه المعاناة سوى الأم التي مرت بمرحلة تعليم الطفل على دخول الحمام والتخلص من الحفاض. إنها مرحلة قادرة على أن تدمر علاقاتكِ بطفلك إن أسأتِ التصرف. فكما في كل الشؤون التربوية ومراحل نمو الطفل “الضرب ليس حلاً”.

اتصلتُ بصديقتي كي أسألها عن المراحل التي اتبعتها لتخليص ابنتها من الحفاض فأجابت صديقتي “الأمر سهل، كنتُ أضرب ابنتي كلما تبولت على الأرض، فخافت من أن تُعاقب، وتعلّمت”. حاولتُ ألا أنفعل، فأنا لا أتقبل فكرة ضرب الطفل مهما كان الذنب الذي اقترفه. إنها إهانة، إنه استضعاف لمخلوق لا حول له ولا قوة، إنه استخفاف بمشاعره.. لن أطيل الكلام، قد نكتب في هذا الشأن كتباً كاملة ولا ننتهي. لذلك أنهيتُ الاتصال وتجاهلتُ كلامها تماماً.

التجربة الأولى

كنتُ أنفعل بشدة حين بدأتُ أرى منظر البول المتناثر في كل مكان. أنا أعترف، هذا الأمر يثير جنون الأمهات، بل يثير جنون أي أحد. إلا أن الضرب ما زال ليس الحل!

إتبعتُ الجدول الزمني وسجلت أكثر الأوقات التي تدخل فيها إلى الحمام لكن الأمر لم ينجح. كنت أغضب وأصرخ وأفقد قدرتي على السيطرة على ردود فعلي. لم أكن أضرب طفلتي طبعاً. لكن بعض الكلمات مفعولها أسوأ من الضرب. شعرتُ أنني أخسر علاقتي بطفلتي شيئاً فشيئاً، كما أنها بدأت تتجنبني، لا ترد علي، تعاندني، تقول “ماما أنا لا أحبك”. طبعاً أعرف أنها لا تقصد ذلك. ولكنها كانت تقول هذه الجملة حين أبدأ بالصراخ. فقررتُ أن آخذ استراحة كي أراجع حساباتي وطريقتي، خاصةً وأن لدي طفلة أخرى تبلغ سنة من العمر وتحتاج إلى اهتمام كبير.

قرارٌ خاطئ؟ أعلم ذلك. فحين نخبر الطفل أن عليه خلع حفاضاته ثم نتراجع نشتته. لكنني فضلتُ أن أتخذ قراراً خاطئاً، فالمسألة ليست مسألة فرض سلطات وتنفيذ أوامر. هناك طفلة صغيرة بدأت تشعر أن أمها تصرخ عليها باستمرار، دون أن تعي بالتحديد إن كان هذا خطأها أو أن أمها فجأةً بدأت تحب أختها الصغرى أكثر منها. لذلك كان هناك العديد من العوامل التي دفعتني إلى اتخاذ قرار مماثل.

freepik.com
مرحلة مراجعة الحسابات

فكّرتُ كثيراَ. لِمَ إبنتي لم تقل لي “أريد أن أذهب إلى الحمام”؟ إنها ذكية جداً وسريعة البديهة. عمرها سنتان ونصف، وسنها على ما أظن مناسب للبدء بهذه الخطوة. هل لأنني أغضب؟ وهل لأنها تخاف مني حين أغضب؟ هل تقصد أن تعاندني؟ أثناء قراءتي لمقالٍ عن التغيرات التي نمر بها، وكم نحتاج نحن الراشدون إلى الوقت والمجهود كي نفهم التبدلات الطارئة ونتمكن من المرور بمرحلة انتقالية، بدأتُ أتساءَل: إن كنا نحن الراشدين نمر بكل هذه المعاناة لتفهم التغييرات، فكيف بطفلةٍ تبلغ من العمر سنتين ونصف؟ إنه الجواب على تساؤلاتي السابقة، طفلتي لا تقصد أن تعاندني، طفلتي فقط لا تفهم، طفلتي ما زالت تحتاج إلى الوقت.
ثم قررت معاودة المحاولة ولكن باستراتيجية مختلفة كلياُ. ولن تصدقوا ما حصل؟! تطلب الأمر فقط ثلاثة أيام.

إليكم الاستراتيجية التي اتبعتُها:
في الختام

ها قد نجحت المهمة بمنتهى الحب، بمنتهى الهدوء، وبمنتهى التفهم. الأمر ليس بهذه الصعوبة. فقط تفهموا أطفالكم وتصرفوا بعقلانية. لا أستطيع أن أنسى مدى سعادتها حين تمكنت من أن تثبت لي أنها فتاة كبيرة وأنها نجحت وحين بدأت تصفق لنفسها وتقول “فعلتها”.

تذكرتُ حينها كلمات صديقتي “الأمر سهل، كنتُ أضرب ابنتي كلما تبولت على الأرض، فخافت من أن تُعاقب، وتعلّمت”.. تعلّمت؟ ماذا تعلّمت؟ تعلّمت أنه من المقبول إهانتها؟ أو تعلّمت أن الضرب حل للمشاكل؟ أو تعلّمت أن تخاف؟ إتصلتُ بها وأخبرتها أنني علّمتُ ابنتي أنها ذكية، أنها قوية، وأنها تستطيع أن نتجز ما تريده، وأنني أحبها مهما أخطأت وتهوّرت.

سماح خليفة

Exit mobile version