هل يخاف طفلكِ من الظلام؟
هذا المقال سيقدّم لكِ طرق بسيطة لمساعدته في التغلب على الخوف من الظلام في غضون دقائق.
توضيح إضافي صغير، إليكِ السؤال الذي يجب طرحه في الخطوة الأخيرة: هل يمنح الخوف من الظلام مزايا لطفلكِ؟ لا يُقصَد بذلك أنه علينا حرمانه منها، إذا كنتِ تريدين أن يختفي الخوف… عناق كبير، قصة، لحظة اهتمام مميز … سيكون مؤسفاً جداً إن قمتِ بحرمانه منها!
ما هو الخوف من الظلام؟
- يحدث هذا عادة وقت النوم، عندما تطفئين الضوء قبل مغادرة غرفة طفلكِ: “أمي، أبي، أنا أخاف من الظلام!”
- من سن 3، 4 سنوات وحتى 10 سنوات كحد أقصى تقريباً ، لذا مهما حدث ستجدين حلاً في النهاية! … أنطري إلى الضوء في نهاية النفق! … يوماً ما سيتوقّف طفلكِ عن الخوف من الظلام!
- حسب دراسة إنجليزية، فإن الخوف من الظلام يحتل المركز الثالث في الأمور التي تشكّل مصدر خوف للأطفال، وهو يأتي بعد الحيوانات والدم.
من أين يأتي ؟ وكيف يمكن التغلب على الخوف من الظلام - من أجدادنا
يوضح الطبيب النفسي أنطوان بيليسولو، أن الخوف من الظلام كان يحمي أسلافنا من الأخطار المرتبطة بالظلام في البيئة الطبيعية: خطر السقوط، خطر الضياع وعدم العثور على باقي الأفراد في المجموعة، الضعف أمام الحيوانات المفترسة… كما يشير إلى أن دماغنا يحتفظ بآثار هذه المخاوف التي سمحت لأسلافنا بالبقاء أحياء في بيئة خطيرة، حتى لو لم يعد العالم اليوم يواجه نفس التهديدات. - من الخوف من البقاء وحيداً
وفقًا للطبيب النفسي المتخصص للأطفال والمراهقين مايكل لَرّار، فإن الطفل لا يخاف من الظلام لأنه على سبيل المثال لا يخاف من الظلام حين يتواجد في السينما. ولكن نظرًا لأنه لا يزال يعتمد بشدة على والديه للعيش، يسيطر عليه شعور بالضعف الشديد حين يفكّر بأنه سيبقى لوحده في مواجهة الخطر. هذا هو “الخوف الشهير من الانفصال”. نحن نعرف هذا دون أن نعي كأمهات، والدليل على ذلك هذا الحوار: - أبي، أمي، أخاف من الظلام!
- لا تقلق ، أنا هنا!
هناك عدة ردود فعل محتملة لمواجهة هذا الخوف
1- الإنكار
“لا ، لا يوجد ما يدعو إلى الخوف، توقف عن هذه السخافات”، إذا كنتِ من متابعي مواقع التعليم والمدونات المفيدة، فأنت تعلمين أن هذه الطريقة ليست سليمة. وإذا لم تكوني كذلك، فمن الأكيد أنكِ اكتشفتِ بنفسك أن هذا الأسلوب غير فعال.
2- تجاهل الأمر
قد تجدين حلاً من خلال ترك ضوء خفيف، وعدم إغلاق الباب بشكلٍ كامل باتجاه الرواق المضاء. إذا كانت هذه الطريقة تؤدي إلى نتيجة… فهذا رائع، فقد وجدت الحل. لكن طفلكِ ما زال يخاف من الظلام…
3- إلهاء الطفل
يحدث ذلك عبر الحديث عن برنامج الغد مثلاً، مما يتيح للطفل بأن ينتقل في تفكيره إلى اليوم التالي، أي إلى فترة ما بعد الليلة التي تشكل مصدر خوفه. حيث تحاولين جعله يضحك بواسطة قصة مضحكة أو ربما عبر دغدغته … لكننا نجازف هنا بأننا نقوم فقط بتأجيل المشكلة
4- التواجد والمواساة
أنا شخصياً مارستُ هذا كثيراً، لمدة ساعات وساعات، كي أطمئن طفلي… صدقيني، إنها طريقة غير فعالة ولا تعلّم الطفل أن ينام بمفرده.
الطريقة التي أقترحها عليكِ
واجهي الخوف نفسه، لا الخوف من الخوف! …
1- التواصل مع الطفل
أعطي نفسكِ الوقت وكوني متاحة بشكلٍ كامل. اجعلي وجهكِ مقابلاً لوجه طفلكِ وركزي انتباهكِ عليه.
2- احصلي على وصف للخوف
اجعلي طفلكِ يتحدث، اسأليه ما الذي يخيفه؟ … إذا بدأ يبني صورة عن الأشياء التي تخيفه فهذا رائع، لأنكِ ستتمكنين من العمل عليها. إذا لم يتمكّن من تحديد سبب خوفه، فلا بأس، اجعليه يصف الخوف نفسه، ما لونه؟ … أسود؟ ما حدة سواده؟ فاتح نوعاً ما، كاللون الرمادي أم غامق؟ … حجمه: هل يصل إلى السقف؟ … درجة حرارته: هل هو حار؟ هل هو بارد؟ بإمكانكِ تكرار ذلك لعدة ليالٍ من خلال صور مختلفة. وبعد ذلك سوف يستخدم طفلك قوته: خوفه من صنع دماغه وهو وحده مَن لديه القدرة على تغييره.
3- تغيير الصورة
اقترحي تعديلات على الوصف الذي تم الحصول عليه، من خلال اقتراح تغييرات في اللون والمادة والشكل ودرجة الحرارة … ثم راقبي طفلكِ لمعرفة أيها فعال. إذا ضحك، فقد نجحتِ!
4- تحققي من الظروف المحيطة
هل يمنحه خوفه مزايا؟ لا يُقصَد هنا سحب المزايا إذا كنت تريدين أن يزول الخوف… عناق كبير، قصة، لحظة اهتمام مشترك … من المؤسف حرمانه منها!
جربوا هذه الطريقة الليلة وأخبرونا في التعليقات كيف سارت الأمور!