الأسباب النفسية الخفية وراء الكسل (1)
إن العديد من الناس لا يعرفون أن الكآبة أو الخوف أو القلق هي بعض الأسباب الخفية للكسل. من الممكن أن يكون الكسل عارضاً للضغط النفسي الذي خلقه هوس المجتمع بتحقيق النجاح والإنجازات.
فإن الكسل بلا شك هو سلوك له محددات نفسية عليكم معرفتها.
من خلال بحث سريع على غوغل، سيظهر لكم الكثير من المقالات عن الكسل. ولكن تقريباً كلهم يركّزون على الموضوع نفسه: كم هو مهم أن تتغلب على كسلك.
تتضمن تلك المقالات طرقاً لمحاربة الكسل. فهم يتكلمون عن كيفية التخلص منه كأنه سترة قديمة. ما لا تفعله هذه المقالات هو أنها لا تحاول جعلكم تفهمون الأسباب النفسية الخفية وراء الكسل. للأسف لا تحاول معظم المقالات التي تتحدث عن الكسل تناول ما موجود في أعماق كل شخص.
من الناحية الأخرى، هناك العديد من الخبراء الذين يرشدوننا إلى فهم الكسل بشكل أفضل. يشرح عالم النفس التطوري والمعالج العاطفي-العقلاني ناندو بيلوسي أمراً مشوقاً عن الموضوع. على العموم، نحن ونحن البشر نحاول دائماً أن نحافظ على الطاقة. بمعنى آخر، الكسل هو أمرُ ورثناه عن أجدادنا.
عندما كانت مصادر الغذاء والشراب قليلة أو غير مضمونة، كان من المهم المحافظة على طاقتكم. فالانسان القديم لم يكن يعرف متى سيحتاج مخزون الطاقة لديه. لذلك، من الممكن أن يسيطر الكسل عليكم عندما تشعرون بشيء من القلق في حياتكم.
إنها طريقتكم الغريزية في قضاء بعض الوقت في التأمل حتى تتمكنوا من توفير الطاقة.
يقول أيضاً الدكتور بيلوسي أن القدرة على الرد والقتال وإيجاد حلول للمشاكل في منطقة مجهولة تكمن في جيناتنا. لذلك فإن للكسل سبباً وهدفاً مشروعاً. من هذا المنطلق، فإن فهمه ومعرفة ما وراءه يمكن أن يجعل حياتك أسهل من نواحٍ كثيرة.
“يا رب ، نحن نعرف ما نحن ، لكن لا نعرف ما قد نكون.”
-ويليام شيكسبير-
الأسباب الخفية وراء الكسل
ليس الضعف هو المسبب الوحيد للكسل. كما أنه ليس تباطؤًا أو تأخيرًا أو مماطلةً. أحياناً تختلط علينا هذه المعاني. نحن نعرف أن للكسل والمماطلة شيئاً مشتركاً : فقدان الدافع او المحفز . الواقع أن المماطلين لديهم النية في إتمام المهمات في النهاية.
أما الشخص الكسو فهو شخص لا يملك القدرة على تحقيق أهدافه. في هذا النوع من الأمثلة، من المهم جداً معرفة ما هو خلف الكسل. دعونا نلق نظرة على أهم مسببات الكسل.
الكسل الذي يخفي خوفاً
الكسل هو كسرير طري ومريح يمكنك من خلاله الهرب من الواقع.
أحياناً تلجؤون إلى الكسل عندما تشعرون بالخوف في حياتكم اليومية. قد تكونون خائفين من عدم تحقيق أهدافكم أو من الفشل أو من عدم قدرتكم على أن تكونوا كما يريدكم الغير. من الناحية الأخرى، من الممكن أن تشعروا بالقلق من اضطراركم إلى مواجهة أمور خارجة عن سيطرتكم.
كل ذلك الخوف يصبح طاغياً على حياتكم. فتقررون أن تتركوا كل شيء للغد. أو بأفضل الأحوال تؤجلونه إلى اليوم الذي تشعرون به بالتحفيز ولكن ذلك اليوم لا يأتي أبداً بسبب الخوف الذي يستولي عليكم.
الكسل كعارض للكآبة
الكآبة لا تكتشف دائماً بسهولة. في معظم الأحيان، تختبئ الكآبة خلف الإرهاق واللامبالاة. هذا الثقب الأسود يبتلع كل ما هو ايجابي. و قد أثبتت ذلك الدراسات، كالتي في مجلة علم الأعصاب السريري Clinical Neuroscience magazine.
لقد لاحظ الباحثون في كلية الطب في جامعة هارفرد أن الكسل هو عارض متكرر لدى معظم مرضى الاكتئاب. لهذا فمن المهم جداً أن تنتبهوا للأشخاص الذين يتصرفون بكسل وبدون تحفيز أو دافعية