هل أنتم أو أطفالكم تستخدمون الجانب الأيسر أوالجانب الأيمن من الدماغ؟

0

الجانب الأيسر والجانب الأيمن من الجسم
ينـقسم الدماغ إلى نصفين، أيسر وأيمن، ولكل منهما تأثيرات مختلفة على الجسم. يميل الأشخاص الذين يسيطر عندهم الجانب الأيسر من الدماغ إلى التصرّف بمنطق وعقلانية، إلى حسن التعبـير الكلامي، إلى التـفكير بسرعة وفعالية. يعالجون المعلومات بشكل تسلسلي، إذ ينظرون أوّلاً إلى الأجزاء ثم يجمعونها معاً حتى تكتمل الصورة أمامهم. أمّا الأشخاص الذين يسيطر عندهم نصف الدماغ الأيمن فيميلون إلى التـفكير التصوّري، إذ يعالجون المعلومات بشكل حدسي ورؤيوي، فينظرون أوّلاً إلى الصورة ككلّ ثم إلى التـفاصيل. كما أنَّـهم أكثر انطواء على ذواتهم وأكثر تحسساً على الضوء والصوت والضجيج والانـتـقاد.

موقع التربية الذكية سيعرفكم في هذه المقالة إلى الدلالات النفسية لاستعمال الجانب الأيمن أو الأيسر من الدماغ

الجانب الأيسر والجانب الأيمن من الجسم عند الأطفال

لقد وُضعت الأنظمة التربوية للأولاد الذين يسيطر لديهم نصف الدماغ الأيسر، حيث إنَّـهم يفكّرون بطريقة تسلسلية يسهل تعليمها. إلاَّ أنَّـه لا يمكن تعليم الأولاد الذين يسيطر لديهم نصف الدماغ الأيمن بمثل هذه السهولة لأنَّـهم يعتمدون أكثر على النظر ويحتاجون إلى الصور لفهم الأفكار. لذلك، كثيراً ما تُشخَّص عند الأولاد الذين يسود عندهم نصف الدماغ الأيمن مشكلة عدم القدرة على الانـتباه والتركيز واضطراب النشاط المفرط ADHD. هؤلاء الأطفال يتعلّمون بطريقة مختلفة، وعندما يتكيّف تعليمهم مع هذه الحقيقة لا يعود لديهم أي مشكلة في التعلّم.

عند دخول جذع الدماغ في العمود الفـقري في أعلى الرقبة، تـتصالب الأعصاب المتـفرعة من كل من الجانبـين. فيتصل هكذا الجانب الأيمن من الجسم بالجزء العقلاني والمنطقي من الدماغ، فيما يتّصل الجانب الأيسر بمنطقة الشعور والإبداع. ولكن لا علاقة لهذا باليد التي يستعملها الإنسان. صحيح أنَّ هنالك نسبة كبـيرة من الفنانين العُسْر (الذين يستخدمون اليد اليسرى)، ولكن هنالك أيضاً نسبة أكبر من لاعبي كرة المضرب العسر!.

Premium Freepik License
كيف تفسر الحضارات انقسام الدماغ

في العديد من التـقاليد الآسيوية، يوصف هذا الانـقسام بين اليمين واليسار بالانـقسام بين المذكّر والمؤنّث. ولا يتعلّق الأمر بجنس الشخص ولكن بالخاصيّات الذكورية والأنـثوية التي يملكها كلّ منَّا. عندما نطبّق هذه المبادىء على لغة النـفس والجسد نجد دائماً علاقة بين المشاكل الجسدية التي تصيب جانباً واحداً فقط من الجسم ونزاعات داخلية معيّنة.

يمثّل الجانب الأيمن من الجسم الجانب الذكوري لدى النساء والرجال على حد سواء، أي القدرة على العطاء وعلى السيطرة أو الحزم. إنَّـه الجزء السلطوي الآمر والفكري من كيانكم. وهو الذي يتعامل مع العالم الخارجي، عالم العمل والأعمال والمنافسة وحياتكم في المجتمع والسياسة والسلطة. يعكس الجانب الأيمن من الجسم علاقـتكم بالجانب الذكوري الموجود في داخلكم.

الجانب الأيمن عند الرجل والمرأة

عند الرجل، قد تشير المشاكل في الجانب الأيمن إلى مشكلة في التعبـير عن رجوليته، إذ عليه أن يتحمّل مسؤولية عائلة، أو صعوبات ناتجة عن اضطراره للمنافسة في العمل أو قلّة تـقديره لذاته أو عدم وضوح ميوله الجنسية. عند المرأة، قد تعكس المشاكل في الجانب الأيمن النزاع الذي تعيشه بـين دورها كأم وعملها خارج البـيت، أو صعوبة في أن تـتحلّى بالحزم والثـقة بالنـفس في مكان عملها، حيث يسيطر الرجال بنسبة كبـيرة.

تضطر الأمّهات اللواتي يتولّين تربـية أولادهن بمفردهن إلى تطوير جانبهن الذكوري أكثر، لكي يصبحن صاحبات قرار ويرعين أطفالهن، ويمكن أن يؤدي هذا بسهولة إلى صراع داخلي.

ويعكس أيضاً الجانب الأيمن علاقاتكم مع الرجال في حياتكم، كوالدكم وأخيكم وشريككم وابنكم؛ فضلاً عن النزاعات التي تشوب تلك العلاقات.

شهود من الحياة

أذكر كمثال على ذلك «إيلي»، التي جاءت لاستشارتي لأنَّـها كانت تشعر منذ مراهقـتها بخدر طفيف في الجانب الأيمن من جسمها. وكان سلوكها ومظهرها أقرب إلى الذكورة منه إلى الإناث، وكانت سعيدة بذلك طوال طفولتها. أثـناء الحديث، أدرَكَت إيلي أن الخَدَر قد ظهر بعد أن فرض عليها والدها أن تصبح «آنسة لائقة» وتـتعلّم السكريتاريا، في حين أنَّ كل ما كانت ترغب حقيقة في فعله هو أن تصبح طيّاراً حربـياً. وكردّ فعل على ذلك، اضطرّت إلى التخلّي عن ميولها ما أدّى إلى خلق شعور بالنبذ أو شعور بالخَدَر في الجانب الأيمن من جسمها. لكي تشفى إيلّي كان عليها أن تسامح والدها وتـنمّي ثـقـتها بنـفسها بما يكفي لتـفعل ما ترغب فعلاً بفعله، وتعيد إحياء هذا الجزء المكبوت من كيانها. آخر مرّة رأيتها كانت تستعد للبدء بالتدرّب على الطيران ـ ولكن ليس كطيّار حربي!.

أمّا الجانب الأيسر من الجسم فيمثّل الجانب الأنـثوي لدى الرجال والنساء على حد سواء. ويدلّ على القدرة على طلب المساعدة، على الأخذ والاستسلام، على رعاية الآخرين والاهتمام بهم، على الإبداع والتعبـير الفني، على الإصغاء إلى حكمتـنا الذاتية والوثوق بها. وهو ذو صلة بالبـيت وبالعالم الداخلي الباطني، عالم التـفكير والحَدْس.

الجانب الأيسر عند الرجل والمرأة

تعكس المشاكل في الجانب الأيسر عند الرجل صعوبة في الاهتمام بالآخرين ورعايتهم، صعوبة في البكاء أو إظهار المشاعر، أو الإبداع أو الإصغاء إلى حدْسه وحكمته الداخلية. يُقال للفـتيان إنَّ الرجال الشجعان لا يـبكون، ولذلك فإنَّ العديد من الرجال لا يتواصلون مع أحاسيسهم ويعبّرون. بالنسبة إلى المرأة، يعكس الجانب الأيسر المسائل المتعلّقة بالتعبـير عن الأنوثـة والشعور المرهف وسرعة التأثّر والأمومة ورعاية الآخرين، وبكيفية تـقبّل آراء الآخرين والاستجابة لها.

ويعكس أيضاً الجانب الأيسر علاقاتكم مع الإناث ـ أمكم وأختكم وحبـيبتكم وزوجتكم وابنـتكم ـ والنزاعات التي قد تشوب تلك العلاقات.
أخبرت المدلِّكة المعالِجة جيني برايتون القصّة التالية: «جاء دايفيد للخضوع للتدليك بسبب ألم في أسفل ظهره. وعندما بدأت بتدليك ظهره، راح يخبرني كيف ألغى زفافه الذي كان من المفترض أن يتم بعد شهرين. وكان قد حجز الكنيسة وحضّرت العروس فستانها كما أنَّـه اشترى مع خطيـبته بـيتاً يسكنانه. كان دايفيد يخطو خطوة مهمة ولم يكن ذلك سهلاً عليه. كان الجزء الأيسر من أسفل ظهره، وهي منطقة الدعم العاطفي ومقاومة الضغط ومنطقة العلاقة مع الجانب الأنـثوي ـ متـقلّصاً ومتوتّراً. أخبرني أنَّـه انـتـقل مباشرة من العيش مع أمّه إلى العيش مع خطيـبته وقد أدرك الآن مدى حاجته للاعتماد على نـفسه وللاستـقلال بنـفسه».

اترك رد