Site icon التربية الذكية

3 أسباب لتقدير مرحلة اثبات الذات عند أولادنا!

مرحلة اثبات الذات

freepik.com

مرحلة اثبات الذات: دعونا نعترف أننا كأهل نحلم أحياناً بأن يستمع إلينا أولادنا طيلة الوقت. ففي عالمنا المثالي، سينتعلون أحذيتهم على الفور عند الخروج، وسيرفعون الأطباق بفرح عن طاولة الطعام وستكون غرفهم مرتبة إلى حدّ أنّ صورها تستحق النشر على وسائل التواصل الإجتماعي! لكن الأمور لا تسير دوماً على هذا النحو في عالم الواقع…

فأولادنا يعاندون ويتمردون ولا يفعلون إلا ما يحلو لهم.

إنما هل حاولتم يوماً أن تحصوا عدد المهام التي تطلبون من الولد القيام بها في كل يوم؟ إنّ اللائحة طويلة أليس كذلك؟ وهي مناسبات للعناد والشجار ونوبات الغضب وفقد الأعصاب. إنّ متطلباتنا كأهل لا تتماشى دائماً مع متطلبات أولادنا الأعزاء. فهم يعيشون في الحاضر فيما نحن نعيش في حالة استباقية. وهم لا يرون أحياناً أيّ فائدة من طلباتنا (نرتدي ملابسنا لنخرج؟ لكن ما الذي سنفعله؟). ويبدو أحياناً التوفيق بين حاجاتنا ومتطلباتهم أمر صعب جداً وحسب.
نعم، ليس من السهل أن نعيش في هذه الدوامة التي تجرّنا معها. ماذا لو حاولنا أن نفكّر بتجرّد وموضوعية، لنرى في نهاية الأمر ما فيه مصلحة الجميع.

الولد الذي يقول لنا “لا” يخطو خطوة نحو الإستقلالية

أتذكر جيداً ذلك اليوم حين كان ابني البكر يبلغ من العمر 18 شهراً. طلبت منه كالعادة أن يرتّب أحذيته. وهنا، قال لي “لا”. وخطر لي حينها: “ماذا؟ لم يعد يفعل ما أطلبه منه؟” ظننت بكل سذاجة أنه سيبقى مطيعاً دوماً لأنه لطالما كان كذلك.

حسن، يبدو الأمر غريباً في بادئ الأمر. نعم. لكن جملة الإعتراض هذه طبيعية وصحيّة. وهي تشكّل بالنسبة إلى الولد بداية مرحلة الفرديّة أو التميّز عن الآخرين. فيكتشف أنه يستطيع أن يملك رأيّاً خاصاً به وأنه يتمتع بسلطة على العالم.

وفي هذه المرحلة، يبدأ بالاستقلال عن أمه وأبيه: نعم، أنا لست امتداداً لهما ويمكن أن أخالفهما الرأي.

فكروا في الأمر: لعل المسألة مؤلمة وصعبة في حينها، لكنكم ستسرّون لاحقاً إن لم تجدوا في المنزل شخصاً متعلّقاً بأذيالكم.
من ناحية أخرى، أفضّل أن أسمي هذه المرحلة مرحلة اثبات الذات بدلاً من تسميتها مرحلة الاعتراض والمخالفة. في الواقع، عندما يمرّ الولد بمرحلة الاعتراض والمخالفة فهو يحاول أن يثبت من هو كشخص مستقل، ذي أذواق خاصة، وخيارات خاصة، وأفضليات فريدة.

مما لا شك فيه أنه من المريح أن يكون أولادنا “مطيعين”، “هادئين”، “طيبين”، لكن هل هذا صائب ومستحب على المدى الطويل؟ هل نحن نعدّ أولادنا كي يصبحوا راشدي المستقبل إن كنا نتوقّع منهم خضوعاً تاماً وطاعة عمياء؟ إن كان هدفنا هو تربية أولاد يتمتعون بالثقة بالنفس، وقادرين على التفكير باستقلالية وعلى اتخاذ المواقف الملتزمة… إذن، فلنفرح حين نراهم يثبتون شخصيتهم.

Exit mobile version