نقص الحبّ:
“يحتاج الأطفال إلى ما هو أكثر من تلبية حاجاتهم الجسدية على مستوى الأكل والشرب والمنزل والنظافة، فهم يحتاجون أيضاً إلى الكثير من الدعم العاطفي والادراكي، فضلاً عن الحب والرعاية. يتوجّب على الراشدين الذين يرعون الأولاد أن يعبّروا لأولادهم عن حبّهم وعاطفتهم في كل يوم.” هذا ما توصّل إليه كل من انجيلا اوزفلت، ماجستير في العمل الاجتماعي وناتالي ستاتس-ريس، دكتوراه ومارك دومبك، دكتوراه.
عقل الطفل
إنّ سنوات الطفولة الأولى هي مرحلة التغييرات السريعة في الدماغ. ففي سنوات الطفولة الأولى والوسطى، يشكّل الدماغ الوصلات المتشعّبة والمعقّدة بأسرع وتيرة ممكنة. ينتهي تشكّل الخلايا العصبيّة في الدماغ، وهي عملية تعرف باسم صناعة الخلايا العازلة، بنسبة 80% في عمر أربع سنوات، أيّ أنّ دماغ راشد المستقبل يستكمل في السنوات العشرة الأولى من عمره.
تشير الأرقام العلميّة إلى أنّ اللاوعي الانساني يتحكّم بحوالى 95% من سلوكنا. متى جرت هذه “البرمجة اللاواعية”؟
من الولادة حتى عمر ست سنوات
ما المعنى؟
إنّ الدماغ وكما تعلمون مسؤول عن كلّ ما نفكّر فيه ونقوله ونفعله تقريباً. إذا لم يحصل الطفل على تغذية صحيحة فسيتأثر نمو الدماغ من دون شك. بالتالي، تبقى الشبكات العاطفية متخلّفة أو غير نامية بما يكفي.
ما هي السلوكيات أو العلامات التي تظهر لدى أولئك الذين لم يحبهم أحد أو أُهملوا في مرحلة الطفولة؟
إليكم ثلاث سلوكيات أو علامات:
1- عدم الثقة بالنفس
يتطلّب نمو الشعور بالثقة على المستوى الفردي بيئة خارجية مستقرة. خلال الطفولة، من الضروري أن يكون الأشخاص الذين يحيطون بنا مستقرّين نسبياً. يجب أن نشعر بالأمان وبنوع من الدعم العاطفي من الآخرين.
ففي غياب البيئة المستقرة والمحفّزة، قد يجد الطفل صعوبة في أن يثق بالآخرين؛ علماً أنّ عدم نمو هذا الشعور بالثقة يجعل كافة أشكال العلاقات صعبة بالتأكيد.
2- ذكاء عاطفي سيء
يتعلّم الأولاد أن يفسّروا المشاعر الرئيسية عبر التواصل الثنائي كالكلمات والحركات. يلعب هذا دوراً أساسياً عبر مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره والتعامل مع مخاوفه وفهم المشاعر السلبية وبناء القدرة على المواجهة. ومن دون القدرة على تفسير الحالات العاطفية بشكل صحيح، يمكن للطفل ألا ينمّي أبداً ميزة أساسية في الحياة وهي الذكاء العاطفي.
3- الخوف من الفشل
من سوء الحظ أنّ الأولاد الذين يكبرون في محيط يهملهم لا يتمكنون أبداً من أن ينمّوا احتراماً جيداً للذات. من ناحية أخرى، يمكن للبيئة المحفّزة والمحبّة أن تلهمهم الثقة والشجاعة. والطفل الذي لم يعرف الحب يفتقر بشكل شبه مؤكد إلى تقدير الذات، ما يظهر غالباً على شكل شعور غير مبرر بالفشل. في الواقع، إنّ العديد من الأشخاص الأذكياء لا يكونون على مستوى إمكاناتهم وقدراتهم لأنهم لم يلقوا الحب ولم يحظوا بأيّ عناق خلال مرحلة طفولتهم.