Site icon التربية الذكية

تحدثوا مع أطفالكم.. القليل من الكلمات قد يعني الكثير

تحدثوا مع أطفالكم

freepik.com

تريدون أن تعرفوا لما يتصرف طفلكم بهذه الطريقة أو تلك؟ لِمَ ضرب أخته؟ لِمَ رمى الألعاب على الأرض؟ ولِمَ رفض اليوم الذهاب إلى المدرسة؟ الأمر سهل، سهل جداً… تحدثوا مع أطفالكم!

بعيداً عن التنظير.. إليكم تجربتي مع طفلتي

ابنتي تبولت في ملابسها الداخلية مع أنها تخلصت من الحفاض

دخلنا إلى الحمام، أجلستُها على المرحاض. وبدأنا نتحدث:
تقاطعني أثناء تدريس أختها الكبرى

لدي طفلة تعاني من اضطراب التوحد، تحتاج إلى مكان هادئ والكثير من التركيز كي تتمكن من أداء أنشطتها المدرسية. كانت بمجرد أن نجلس تبدأ طفلتي الأخرى التي تبلغ 4 سنوات بطلبات لا تنتهي. ثم تبدأ بالركض في أرجاء المكان محاولةً أن تقاطعنا وتشتت انتباه أختها. إلى أن قررتُ أن أتحدث معها بهدوء عن الموضوع.

نفس الفكرة تقريباً…هي تغار من مدى اهتمامي بأختها الكبرى وتشجيعي المستمر لها حين تقوم بأقل مجهود. وتريد أن تثبت لي أنها ذكية أيضاً. منذ ذلك الحين أصبحتُ أضع لهما كرسيين وطاولتين وأجعلهما يقومان بالنشاطات معاً، مما ساهم في تقدم ابنتي الكبرى وعزز علاقتهما بشكلٍ سحري.

كنا في الدكان وبدأت تصرخ وتعاند طالبةً المزيد من الشوكولا

بدأ الناس ينظرون إلينا بانزعاج. كدتُ أنفعل. لكنني قررتُ ألا بدفعني الإحراج إلى التصرف بشكلٍ خاطئ. فأمسكتها بهدوء وقلتُ لها “صغيرتي لن يسع بطنها الصغير 3 قطع شوكولا، ثم أن طبيبة الأسنان أخبرتكِ أن السوسة ستهاجم أسنانكِ الصغيرة إن تناولتِ الكثير من الشوكولا. إفتحي فمكِ أريني هل أتت السوسة اليوم؟”. ففتحت فمها وهدأت عندما شتتُ انتباهها.

عاندت والدها أثناء الذهاب إلى المدرسة

جلست تبكي وتقول لا أريد الذهاب مع بابا. كاد يفقد صبره. فطلبتُ منه أن يهدأ وأخذتها جانباً. وسألتُها عن السبب.
أجابت بأنها تخاف أن بتركها في الطريق ويرحل لأنه يغضب ويتركها ويصعد في السيارة حين تلعب مع القطة.
طمأنتُها وطمأنها هو أيضاً وحلّت المشكلة.

freepik.com
ما الهدف من كل ما ذكرت؟

في كل المواقف التي ذكرتها كان من الممكن أن أنفعل وأصرخ وأعاقبها وأنعتها بصفاتٍ سيئة.. دون أن أدرك سبب المشكلة أصلاً. كما يفعل معظم الأهل. إلا أنني فكرتُ بالطريقة التالية:

الصراخ لم ولن يؤدي يوماً إلى نتيجة مفيدة لأي من الأطراف، مهما كنتُ غاضبة.. الصراخ ليس الحل.

المسألة ليست مسألة تحدي وفرض سلطات..

هناك مشكلة، يجب أن نفهم سببها كي نجد الحل.

مشاعر ابنتي فوق كل اعتبار.

عن تجربة، التحدث وسيلة رائعة، لا فقط لفهم أسباب سلوك الطفل السيء ومشاعره، بل لإقناعه بما هو لصالحه أيضاً، كتناول وجبة مفيدة، أو النوم باكراً، أو إنجاز فروضه المدرسية. الطفل أذكى مما نظن. فقط أعطوا طفلكم فرصة التعبير عما يختلجه من أفكار ومشاعر، وتعاملوا معه كفردٍ مستقلٍ له حقه في التعبير وكيانه.. سيفاجئكم بما لم تتوقعوه يوماً.

Exit mobile version