ما العمل مع انتقادات زوجك الضمنيّة (التي لا ينطق بها) ؟
غالباً ما أشاهد حالات انتقاد “محسوسة” في سلوك الآخر، في سلوك الزوج الذي يعيش معك تحت سقف واحد. من الانتقادات الضمنية مثلاً أن يتمتم الزوج بكلمات يبدي فيها الانزعاج من الأطباق غير المغسولة أو أن تنتقد الزوجة ضمنياً زوجها لأنه سمح لنفسه السهر مع الأصدقاء . أو يتأفف أحد الزوجين من تربيته للأطفال.
هذه الانتقادات الضمنية هي غالباً الأسوأ إذ لا يتم البوح بها والتعبير عنها ما يؤدي إلى توترات في الاتجاهين حيث يشعر كل طرف أنّ الآخر لا يفهمه.
في مثل هذه الحالات، وحده النقاش يمكن أن ينزع فتيل الخلاف ويخفف ثقل اللحظة.
ولعل الحلّ الأفضل هو طرح الأسئلة المناسبة فنحصل غالباً على مساعدة إضافية لم تخطر لنا من قبل.
“لديّ شعور بأنك لست على ما يرام. فهل من شيء ما يشغل بالك أو يزعجك؟”
“أعلم أنّ هذا يزعجك. لست قادرة على أن أفعل هذا وحدي، كيف كنت لتتصرف أنت؟”
“لست بارعة جداً في هذا. أقترح أن نبدّل ب….. سنكون أكثر فاعلية هكذا.”
لن تعجبك الإجابة أحياناً. ستخرج بنبرة لوم وخيبة أمل وتترافق مع المشاعر المكبوتة. الأمر ليس موجّهاً ضدك حكماً بل هو مجرد حاجة لم تتم تلبيتها لدى الشريك الذي وجد فرصة كي يعبّر عما يشعر به وعن رأيه.
ولتوجّهي مشاعرك الشخصيّة وتصرّفيها، عدّي من 5 إلى 1 ثم أكملي:
- “حسن، أدرك أن الكيل قد طفح بالنسبة إليك. أخبرني كيف ترى الأمور، وسنحاول أن نجد حلاً.”
- “حسن، أعلم أنّ هذا يضايقك. وسيضايقني لو كنت مكانك. فكيف علينا أن نتصرّف برأيك؟”
يوم قررت أن أتوقّف عن التذمّر من زوجي، قلت له هذه الجمل البسيطة وقد أصبت. فسرعان ما سقطت مشاعره السلبيّة وتمكّنا من أن نتحاور. وهو اليوم يفعل الشيء نفسه معي.
خيارات وقناعات وأفعال
عندما تكونين أماً، كل الحجج تصلح كي تفقدي الثقة. كلمة في غير محلّها، نظرة عدم رضا، تصرّف خاطئ، نجاح صديقة ما، لأننا ننام باكراً جداً أو في وقت متأخر جداً، طبق معكرونة ساخن، كومة غسيل كبيرة جداً…
في الواقع، ما من إجابة جيدة وأخرى سيئة. ثمة خيارات وقناعات وأفعال.
إنّ أفضل طريقة لإسكات الانتقادات هي أن تأخذي الأشخاص في رحلة معك إلى عالمك، فتجعلينهم يرون نقاط قوتك ونقاط ضعفك كما هي، وأن تتحملي مسؤوليتها. عندئذ، ستتوقف الانتقادات ولن تسمعيها مجدداً.
ولهذه الغاية، يجب أن تحددي خياراتك، أن تعرفي لماذا وأن تعملي على تطبيقها.
إن كان للأمومة أهمية أساسية بالنسبة إليك وإن كنت الوحيدة في الأسرة التي ترى ذلك فلا بأس. تجهّزي لذلك، وتعلّمي، واقرئي وطبّقي ذلك في حياتك اليومية. إن نجحت طريقتك فستدفع أكثر الاشخاص تشكيكاً إلى الالتزام.
لا تستسلمي قبل أن تستكشفي وتحاولي كل شيء. يحق لك أن تخطئي إنما لا تتخلي عن هدفك قبل أن تختبري كل شيء.
سيمنحك هذا ثقة لا تهتز.
وإذا لم ينجح الأمر رغم ذلك وطالعك أحدهم بجملة لطيفة من قبيل “أرأيت، قلت لك هذا”، فيمكنك دوماً أن تجيبي “من لا يحاول لا يعرف الفشل”