Site icon التربية الذكية

لِمَ دفعني يا أمي؟

دفع إبنتي

freepik.com

بدأت عطلة الأسبوع. إنه يومٌ لطيف لاصطحاب الأطفال إلى الحديقة. ارتدينا ملابسنا وجهزنا أغراضنا وانطلقنا. كل شيء كان على ما يُرام إلى أن قام طفلٌ يبلغ من العمر حوالي ٧ سنوات بدفع إبنتي ليصعد قبلها على الزلاقة.. وطبعاً بما أنني من الأمهات اللواتي يبالغنَ في حماية أطفالهن (كما يصفونني)، كنتُ بالقرب منها، فأمسكتُها قبل أن تقع. واستدرتُ نحوه بسرعة وأمسكتُ يده قبل أن يصعد، وقلتُ له إنه دور إبنتي، فصرخ غاضباً غير مكترثٍ لفارق العمر بيننا “أفلتي يدي”.

فنظرتُ إليه بجدية وقلتُ له بهدوء محاولةً السيطرة على غضبي “في المرة المقبلة توخ الحذر، كدتَ توقع إبنتي”، فأجابني “لا يهمني”. فاستشطت غضباً وسألته عن المكان الذي تجلس فيه والدته. ما كان منه إلا أن أفلتَ يدي وركض غير مبال وهو يضحك.

بدء عملية الاستجواب

وقفتُ أمام ابنتي التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات لأرى ردة فعلها، لقد كانت تراقب ما يحصل. بدأت تنظر إليّ تلك النظرة التي تحمل حيرةً وذكاءً وقلقاً في الوقت نفسه. وعرفتُ أن هناك استجواباً على وشك أن يبدأ.

حسناً ماذا عساي أن أجيبها، وأنا أحاول جاهدةً تعليمها كيفية التعامل مع الآخرين برقي وطيبة وتعاطف واحترام. كيف سأفسّر لها هذا المشهد الذي لا يشبه المبادئ التي أربيها عليها؟ والأهم من ذلك، ماذا لو لم أكن بالقرب منها؟ كيف ستتمكّن من الدفاع نفسها في وضعٍ كهذا؟

انحنيتُ نحوها وغمرتها بلطف، وقلتُ لها ما رأيكِ أن نجلس قليلاً ونتحدث. فأومأت برأسها.

جلسنا على المقعد ودار بيننا هذا الحوار:
Exit mobile version