طفلي سريع التأثر بالآخرين. هل هناك مشكلة في شخصيته ؟
يتعلم الطفل الكثير عن طريق التقليد. وهو يعتبر والديه وأشقاءه وشقيقاته النماذج الاولى التي يحتذي بها. في عمر الخمس سنوات، يكون للعائلة الصغيرة تأثير كبير على الطفل، إلا أنه يزداد تواصله مع الآخرين، كرفاقه في الصف ومعلمته أو مربيته في مركز رعاية الاطفال. لبعض الاشخاص تأثير أكبر على الطفل من البعض الآخر. لكن المهم هو أن نساعده على أن يميز ما بين التأثير الإيجابي والسلبي.
لماذا يتأثر الطفل بالآخرين؟
من الطبيعي أن يتأثر الطفل بالأشخاص المحيطين به. فذلك يشكل جزءًا من عملية سليمة تساعده على النمو. في الواقع، يبني الطفل جزءًا كبيرًا من شخصيته عن طريق ملاحظة محيطه. على سبيل المثال، يقلد الطفل أهله في طريقته في التعامل مع الآخرين. ليس من الضروري أن يكون التأثر بالآخرين أمرًا سلبيًا. سيبقى طفلكم طوال حياته معجبًا ببعض الاشخاص الذين كان لهم تأثير ايجابي عليه.
طالما أن طفلكم يعتمد تصرفات تساعده في علاقاته مع الآخرين، او ان تأثره بالآخرين يشكل مصدر تحفيز له، فلا داعي للقلق. ولكن في حال تأثر طفلكم بطريقة لا تتناسب مع قيمه، أو بدا وكأنه لم يعد يملك حرية التفكير والتصرف كما يرغب، فمن الافضل ان تتدخلوا. وهذا ينطبق أيضًا في حال كانت تصرفات طفلكم غير لائقة، او غير مناسبة لعمره.
هناك عدة اسباب يمكن ان توضح سبب شدة تأثر الطفل بالآخرين:
- يسعى الى تجنب الخلافات
- يريد التكيّف مع الآخرين بدلًا من التقدم والتصرف كقائد
- يحب أن يكون لديه اصدقاء ويخاف من ان يتم رفضه في حال لم يتصرف كالآخرين
- يسعى الى لفت النظر
- يجد صعوبة في فرض نفسه أو رفض طلب ما، لأنه لا يثق بنفسه بما فيه الكفاية.
كيف نتصرف مع الطفل السريع التأثر؟
إذا كنتم تعتقدون ان طفلكم سريع التأثر، إليكم بعض الطرق لمساعدته:
- عززوا ثقته بنفسه
- شجعوه على التعبير عما يفكر به وعلى احترام حدوده
- انقلوا قيمكم الى طفلكم واشرحوا له اهميتها. ساعدوه على أن يفهم لماذا من الضروري ان يتصرف بطريقة لائقة
- شجعوه على أن يخبركم عن يومه، واظهروا اهتمامكم عن طريق طرح الاسئلة عليه. ساعدوه على التفكير في علاقاته مع الآخرين
- عندما يأتي أصدقاؤه لزيارته، اطلبوا منهم الالتزام بالقواعد التي وضعتموها. وكذلك عليكم ان تشرحوا لطفلكم أن عليه ان يحترم قواعد الآخرين عندما يذهب لزيارتهم؛ حتى لو كانت مختلفة عن قواعد بيته
- ساعدوا طفلكم على تنمية شعوره بالتعاطف. عند عمر 7 سنوات تقريبًا، سيكون من السهل عليه أن يعي نتائج تصرفاته على الآخرين.
تعرفوا على اصدقائه
كأهل، قد تخشون من تصرفات اصدقاء طفلكم، خاصة اذا كان طبعه سريع التأثر. إن منعه من زيارة صديق محدد ليس دائمًا الحل الانسب. تجنبوا ايضًا انتقاد صديق طفلكم امامه. لأن ذلك قد يحزنه، وقد يظن انه ليس لديه القدرة على اختيار اصدقائه. على اي حال، لن تتمكنوا ابدًا من التحكم بجميع علاقات طفلكم. وبدلًا من ذلك خصصوا وقتًا للتعرف على اصدقائه.
- اطلبوا مقابلة اصدقاء طفلكم. وحاولوا ان تقابلوا اهل اصدقائه اذا كان ذلك ممكنًا.
- خصصوا وقتًا للتعرف على اصدقائه. لا تتوقفوا عند المظاهر. تحدثوا معهم، ونظموا نشاطات تشملهم.
- اطلبوا ان يتم احترام قواعد المنزل من قبل الاصدقاء وكذلك من قبل طفلكم.
- شجعوا طفلكم على فرض نفسه وعلموه ان يحترم الحدود. انها الطريقة الافضل لكي تساعدوا طفلكم على اتخاذ الخيارات الصحيحة. في هذا السن، يتأثر طفلكم جدًا بكلامكم وتصرفاتكم.
الأصدقاء الافتراضيون
إذا كنتم توافقون على أن يتحدث طفلكم مع اصدقائه افتراضيًا، احرصوا على أن تعرفوا الاشخاص الذين يتحدث معهم. أخبروا طفلكم أنه مسموح له ان يتكلم مع اصدقاء من عمره فقط وهم متواجدون معه “في العالم الواقعي”، أو مع افراد عائلته. من المهم أن تعرفوا الاشخاص الذين يتحدث معهم طفلكم. اخبروه أنه يجب عليه الحصول على موافقتكم أولًا قبل أن يتواصل مع أي شخص عبر الانترنت.