” أمي لماذا الأطفال لئيمون معي ؟ ماذا فعلت لهم ؟
الأطفال لئيمون
هناك هذا الطفل – إته طفل عادي يحب اللعب ويقرأ يوميات A Wimpy Kid وقصص حرب النجوم . يحب أن يلعب كرة السلة وأن يتمشى. يحب الأغاني ويغنيها بصوت عالٍ بعيد عن النوتات . يصفه كل من يعرفه بأنه طفل لطيف. طفل سعيد. إنه من عائلة لطيفة. يتناول العشاء مع جميع أفراد أسرته كل ليلة ، ومنذ ولادته. يحب الالتصاق بأمه في المساء لتقرأ له قصة مع انه في العاشرة من العمر.
إنه طفل محبوب ..في إحدى الليالي قبل أن ينام قال لأمه التي كانت تداعبه :” أمي لماذا الأطفال لئيمون معي ؟ ماذا فعلت لهم ؟ أحاول أكون لطيفاً معهم ولكنهم يظلون لئيمين؟ “
ما معنى ” اللؤم” بالنسبة لطالب بالصف الرابع؟
يقال له “لا يمكنك الجلوس مع الصبيان. اجلس مع الفتيات”. يُقال له:” لا يمكنك لعب المربعات الأربعة ، أو إن الأشياء التي تحبها غبية” وقد تسمع أحد الصبيان يقول لرفاقه :” لا تلعب معه انه أحمق” أو قد يتهمه أحدهم بأنه سرق شيئاً من زميله في الباص فتقوم قائمة من في الباص ويتجمعون عليه يتهمونه رغم يقينه من أنه لم يفعل شيئاً ولا يجد الشجاعة لمواجهة الشخص الذي اتهمه.
لقد علق بين يدي متنمر ماكر وذكي يعرف كيف يبخ لؤمه في الصف والردهة وفي أي مكان لا تطاله أذن المعلمة .. وهناك رسائل الحقد التي تلقى على طاولته .. يقولون له “أنت بدين “مراراً وتكراراً مع أنه ليس بديناً ابداً، الأمر الذي يؤثر في صورته تجاه جسده.. ومن المكر الذي قد يحدث أن يدعو رفاقه لحفلة عيد ميلاده فإذا لا احد منهم يأتي .. .. قد يقول البعض إن هذه أشياء “صغيرة” ، لكنها بالنسبة لصبي صغير “أشياء هائلة” .فقلب الضحية ينفطر قليلاً يوماً بعد يوم وتنفطر أيضاً ثقته بنفسه وحبه لذاته يوماً بعد يوم.
أنا أعرف ذلك لأني اختبرت هذا الأمر مع ابني ..
ابني المحب الوديع الذي يتساءل الآن ما الخطب الذي فيّ؟ أنا لست من الأمهات اللاتي يصررن على أن ابنهن كامل لا يخطئ.. أعرف أن ابني قد يكون عنيداً صاخباً، يريد أن يشق طريقه وأعرف أنه قد يطلق كلمات بذيئة سرعان ما يندم عليها.. أعرف أن ابني ليس كاملاً ولكنه صبي جيد .. فهو يريد أن يكون جزءاً من شيء ما والأهم أنه يريد أن يكون صديقاً صالحاً ، صديقاً حقيقيًا يمكنني التحدث إليه والثقة به ، وأن يكون متواجداً عندما أحتاجه”
نعم يا بني ، هذا ما نريده جميعًا. ولن يتغير الامر عندما تكبر.
في محاولة لمحاربة هذه الظاهرة التي تحدث مع ابني ، كنت على اتصال بمعلمته عدة مرات. وحتى أكون منصفة لقد اهتمت بالموضوع عدة مرات – يبدو أن هناك استمارة لحل النزاع يجب على هؤلاء الأولاد الصغار ملؤها والالتزام بها.
استمارة ! للأولاد بعمر 10 سنوات ! لقد ملأوا هذا النموذج عدة مرات. هل يبدو لكم أنه قد ينجح؟
الخميس الماضي ، أخبرني ابني عن موقف أزعجه قام به نفس الصبي. بعد أن استمعت اليه للأخير سألته :”هل أخبرت المعلمة “.. فأجابني” لا .. ولماذا اتعب نفسي ؟ لن تعطي شكواي أي نتيجة ؟: وعندما حاولت استجوابه اكثر قال لي:” أخبرتها .. ففعلت ما توقعته.. طلبت منا ملء الاستمارة وأخبرتنا أن علينا التوقف عن التعامل مع بعضنا بلؤم .. قد يتوقف الأمر لأسبوع ولكنه سرعان ما يعود من جديد.. أشعر بأنني أزعج معلمتي وهذا ما يجعلني أجد صعوبة في التعامل معها.. عليّ التعامل مع ما يفعله بي رفاقي وحدي”
10 سنوات ، واستسلم بالفعل.
عندما خنقت دموعي ، أخبرته أنه ليس مضطرًا للتعامل مع هذه الإساءة ، وأنني سأساعده. فكان أن كتبت للمعلمة فاتصلت بي مرة أخرى ، ويبدو أنها رأت ابني يلعب مع مجموعة مختلفة من الأولاد ، وليس هناك “دليل على التنمر“.
حقاً ؟ وماذا عن الورقة التي تركت على طاولته وفيها يقول كاتبها “أنا أكرهك؟ أليس هذا تنمراً؟ قد لا يبدو الامر كبيراً بالنسبة لك ولكنه كبير جدا ً بالنسبة لطفل صغير ..”
قيل لي إنه كان من المفترض أن يحضر المستشار النفسي إلى الفصل لإجراء مناقشة.
كان من المفترض أن يأتي بالأمس ، ولكنه لم يأت.. أخذت الأمر على محمل حسن فأرسلت إيميل من أجل المتابعة وطلبت في إيميلي أن يتم الاتصال بي، ولكن جاءني الرد بأن الأمر سيُتابع .. عندئذ لم يكن أمامي إلا الذهاب للمدرسة فتجاهل شيء كهذا لن يؤدي إلى اختفائه.. كما ان جعل ابني يشعر بأنه شخص مزعج وغير مهم لانه طلب المساعدة ، أمر لن أتسامح به.
أستطيع أن أضمن لك أنه إذا تلقيت يومًا مكالمة هاتفية من المدرسة تخبرني فيها أن ابني يعامل طفلًا آخر بطريقة سيئة، فأنني حينئذ لن أتسامح معه أبداً فليس للئيم مكان في عائلتنا.. أن أكون شخصًا متسامحًا ولطيفًا معطاء هو ما أحاول تعليمه لأولادي. أريدهم أن يكونوا من الأطفال الذين يدافعون عما يؤمنون به. وأن يعاملوا الناس كما يريدون أن يعاملوا.
لقد بدأ الأمر على الشكل التالي.. طفل صغير يتعرض يوماً بعد يوما للضرب باليد واللسان والإقصاء.. فهل المطلوب أن نجعله يعتقد ان لا احد يهتم به وان لا حول ولا قوة له . ابني يؤمن بي .. ابني يؤمن أن اهله سيدعمونه ويساندونه .. لكن كم من طفل لا يجد من يساعده؟ كم من طفل حبس في نفسه الأذى والألم والغضب راسماً على وجهه ابتسامة مدعياً أن كل شيء يجري على ما يرام؟ ثم يأتي اليوم الذي يحتدم فيه غضبه وكرهه لذاته ؟وعندئذ يلقون بعض الانتباه .. لماذا نخذل هؤلاء الأطفال فيما بمقدورنا أن نساعدهم ؟