3 مشاكل مشتركة يعاني منها الأشخاص الذين سمّم أهلهم طفولتهم
سمّم أهلهم طفولتهم:
في الواقع، إنّ أولاد العائلات التي تعاني من خلل هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل على مستوى الصحة العقلية. وهذه المشاكل تدفعهم بشكل عام إما إلى إخفاء النزاعات التي عاشوها في الطفولة داخلهم وكبتها وإما إلى إظهارها والتنفيس عنها.
إذن، إذا نشأت في بيئة تعاني من خلل وضمن عائلة سامة، فلعلك حاولت أن تكبت الكثير من الغضب أو الاستياء، لا بل الحزن. ويمكن لهذا أن يتسبب بظهور العديد من المشاكل العقلية والعاطفية، كتلك التي سأذكرها ادناه. اعلم أنك لست وحيداً إن بدت لك إحدى هذه المشاكل مألوفة:
1- القلق المفرط
ليس من المستغرب أن يكون القلق المفرط أحد المشاكل العقلية الأكثر شيوعاً. لكن أولئك الذين نشأوا في بيئة سامة يعيشون تجربة اضطراب القلق بطريقة مختلفة تماماً. وقد أظهرت دراسة أجرتها إحدى الجامعات أنّ نسبة الراشدين الذين يعانون من اضطرابات القلق العامة هي “أكثر ارتفاعاً بشكل ملحوظ” بين الراشدين الذين يتحدرون من أسرٍ تعاني من الخلل.
لعل والديك منعاك من المشاركة في مناسبات اجتماعية أو من الخروج مع الأصدقاء أو لعلك لم تستطع أن تعيش الأشياء التي ينبغي أن يعيشها الولد، ما ساهم في ظهور مخاوفك في سن مبكرة.
كتبت سوزان فوروورد كتاباً بعنوان “الأهل السامون”، جاء فيه:
“غالباً ما يشعر الأولاد، الذين لا يتم تشجيعهم على البحث والمحاولة والمخاطرة، بالفشل، بأنهم عاجزون وغير مناسبين. يخضع هؤلاء لسيطرة مفرطة من أهل قلقين يخشونهم، فيصبحون في غالب الأحيان قلقين وخجولين.”
2- التواصل والتفاعل مع الآخرين أمر صعب
إن كنت قد نشأت في عائلة سامة، فسيكون من شبه المستحيل أن تترك الآخرين يقتربون منك، سواء جسدياً عبر عناق أو عاطفياً عبر إقامة علاقة ما.
وهذا لا يعني أنك لا تريد هذا النوع من العلاقات لكن المشكلة تكمن في أنّك تخشى أن تثق بشخص ما، فهذه مخاطرة لست مستعداً لخوضها.
والأولاد الذين كبروا وهم يختبئون من أصدقائهم لأنهم يخافون أن يُظهروا للعالم الخلل البالغ في منازلهم، يتحوّلون إلى أشخاص راشدين غير قادرين على إقامة علاقات صحيّة وسليمة.
كما لم يتعلّم هؤلاء ان يتحدثوا عن مشاكلهم. وعندما ذكروا ما يواجهونه لأهاليهم، من المرجّح أنهم تعرضوا للسخرية والاستهزاء.
وينتج هذا كله عن عدم التوازن العاطفي الذي يولد في سن مبكرة لأنهم محاطون “بحب متقلّب”. وإن كان نيل رضا الأهل يفترض أن يكون تلقائياً في أحسن الأحوال، فثمة احتمالات كبيرة أن تحاول في الواقع أن تناله في كل صداقة وعلاقة.
لهذا، يجد الراشدون الذين نشأوا في أسر تعاني من خلل، صعوبة في اقامة العلاقات والحفاظ عليها، ويعانون من نقص في احترام الذات ومن عدم الثقة بالآخرين.
إنهم يخشون أن يفقدوا السيطرة ويفضّلون مشاعرهم وواقعهم.
يكبر معظم أولاد العائلات السامة وهم يشعرون بالتشوّش بشأن معنى الحب وما ينبغي أن يشعروا به. لقد فعل أهلهم الكثير من الأشياء البشعة باسم الحب. هم يعتبرون الحب شيئاً فوضوياً، مأساوياً، مربكاً ومؤلماً.
ويجبرهم هذا على أن يتخلوا عن أحلامهم ورغباتهم. وهذا ليس هدف الحب من دون شك. فالحب لا يحطمك، ولا يفقدك توازنك ولا يولّد كراهية للذات…
الحب الحقيقي يولّد شعوراً بالحرارة والدفء والرضا والأمان والاستقرار والسلام الداخلي.
3- التلاعب والاساءات النرجسية تدفعكم إلى التساؤل عما هو حقيقي
- إذا كبرت في بيئة سامة، فهذا يعني أنّ الطريقة التي عشت فيها الواقع مختلفة تماماً عن الطريقة التي يراها بها أهلك.
- هل سبق لك أن اتُهمت بشيء لم تفعله يوماً ومن ثم عوقبت عليه، حتى وإن كان والداك يدركان أنك بريء؟
- هل فقدت الاجازات العائلية رونقها وسحرها بسبب نوبات العنف والكلام القاسي؟
- لقد شوّهت عائلتك واقعك ومواقفك ما يدفعك إلى عدم الايمان بمشاعرك وأفكارك الخاصة.
- بلغتُ من العمر 36 سنة وما زالت أمي تلومني على أشياء لم تحصل أبداً في طفولتي.
في معظم العائلات التي تعاني من الخلل، يتعلّم الأولاد أن يشككوا في حدسهم الخاص وفي ردود أفعالهم الانفعالية.
إنه التلاعب بالمشاعر!
عندما يحاول أحدهم وبشكل واعٍ ان يُربك شخصاً آخر بغية التحكّم به. ولن أخبركم كم أنا معتادة على هذه المناورة التي لطالما استُخدمت في ماضيّ.
إن كنت من أسرة سامة، فستفهم ما أقوله بالتأكيد.