كيف تضعون الحدود المناسبة والمعقولة لأطفالكم الصبيان
الحدود المناسبة والمعقولة والتحفيز
احرصي على أن تكون الحدود والتوقعات متناسبة مع نمو طفلك، فلسن ابنك وطباعه ونموه تأثير قويّ على سلوكه. احرصي على أن تعرفي ما هو قادر عليه قبل أن تضعي الحدود المناسبة ، فنسبة كبيرة من سوء التصرّف ترتبط بالنمو أكثر مما ترتبط بالخيارات الخاطئة لاسيما في سنوات الحياة الأولى.
وفضلاً عن معرفة الحدود المناسبة التي ينبغي أن تضعيها لابنك وفقاً لمرحلة تطوره ونموه، سيفيدك أيضاً أن تحاولي فهم وجهة نظره. حاولي أن تفهمي المعتقدات التي تكمن خلف سلوك ابنك. لعلّ ابنك قرر أنه سينال المزيد من اهتمامك إذا ما أساء التصرّف أو لعله يشعر بالانتماء والأهمية عندما يظهر لك أنك لا تستطيعين التحكّم به والسيطرة عليه. توقفي للحظة وفكري في الاعتقاد الذي يكمن خلف سلوك ابنك وفي ما تريدينه أن يتعلّم.
الانتماء والحلول
الطفل الذي يسيء التصرّف هو طفل لا يتلقّى التشجيع الكافي. عندما يسيء ابنك التصرّف، لعله يظن أنها الطريقة الوحيدة ليتواصل معك وينشئ رابطاً بينكما (فالكثير من الطاقة يتدفق بينك وبين ابنك عندما تكونان غاضبين). جدي طرقاً لتشجيعه وفهم ما يجري معه. سيتحسن سلوكه عندما يشعر بالانتماء.
ومن المفيد أيضاً أن تركّزي على الحلول بدلاً من اللوم أو النتائج (أو العقاب). إذا كان ابنك قد تجاوز الرابعة من عمره، فيمكنك أن تتحدثي معه عن المشاكل وأن تصلي معه إلى اتفاق بشأن ما ينبغي أن يحصل. احرصي على أن تحلّ أفعالك المشكلة بدلاً من أن تجعل ابنك يشعر بالسوء. اسألي ابنك: «هل لديك فكرة كيف يمكن أن نحل هذه المشكلة؟». يمكن للأولاد أن يكونوا مبدعين عندما تتاح لهم الفرصة.
تحذير!
إن الصراخ لا يساعد أبداً كما أنه لا ينفع أبداً. يتعالى صراخ الأهل بين الحين والآخر لكن كلما قل الصراخ كلما كان ابنك أكثر تعاوناً. يستمتع الصبيان أحياناً بمعرفة أنهم قادرون على جعل أهاليهم يفقدون أعصابهم؛ احرصي على أن تعتني بنفسك كي تتمكني من الحفاظ على هدوئك.
إذا كان لا بد من نتيجة، فاحرصي على أن يعرف ابنك هذا مسبقاً وعلى أن تتابعي الأمر حتى النهاية. قد تتفقان مثلاً على أن تأخذي الألعاب التي يتركها ابنك في أرض غرفة الجلوس بعد موعد الترتيب وتضعيها في صندوق مدة يومين. إذا كان عليك أن تتابعي الأمر (وستفعلين على الأرجح)، فلا تعظيه أو تتذمري بل ضعي الألعاب في الصندوق بعيداً عن متناول يده بلطف وحزم. يمكنكما أن تتحدثا لاحقاً عما سيحصل في المرة القادمة.
التدريب واللقاءات
لم يولد ابنك وهو يعرف كيف ينظف غرفته. علميه المهارات التي يحتاجها ليفعل ما تتوقعينه منه وابذلي جهدك كي تبقى توقعاتك معقولة ومنطقية. عندما يكون ابنك صغيراً، يمكنك أن تعملي إلى جانبه لتعلّميه وسيعرف في مرحلة لاحقة كيف يقوم بالعمل بنفسه.
فكري في التخطيط للقاءات عائلية منتظمة فضلاً عن تخصيص الوقت والطاقة لتدريب ابنك. إذا ما تجاوز ابنك سن الرابعة، فحددي وقتاً كل أسبوع كي تجتمعوا كعائلة. ابدئي بمدح الأعمال التي أحسن انجازها؛ ضعي جدولاً حيث يمكن لأفراد الأسرة أن يوردوا المشاكل التي يحتاجون إلى مساعدة في حلّها. اعملوا معاً لإيجاد حلول وللتوصل إلى اتفاقات. يمكنك التحقق في اللقاء التالي من حسن سير خطتك. اختتمي اللقاء بتحلية أو لعبة مشتركة أو أيّ نشاط مسلٍ من شأنه أن يجمع العائلة.