ولدي يشعر بالملل بالمدرسة. قد تكون المشكلة أكبر !كيف تساعده؟
تلقي دراسة حديثة أجراها مايكل فورلونج وزملاؤه بعض الضوء على ما قد يعنيه الطلاب في الواقع عندما يشكون من الملل في المدرسة. بدلاً من النظر إلى الملل على أنه مقصور على مادة أو فصل دراسي معين ، قاموا بدراسة الطلاب الذين يبلّغون عن مواقف مدرسية غير مواتية أوسع نطاقًا ، أو “عقلية الملل في المدرسة”.
وجد الباحثون أن تلميذاً من كل ثمانية تلاميذ في المدارس الإعدادية والثانوية أفصح عن آراء سلبية تجاه المدرسة واصفاً إياها بأنها مملة وأن فائدتها قليلة. وبناء على إعادة النظر في أقوالهم لاحظ الباحثون أن الملل المدرسي علامة على أشياء عميقة داخلياً أو مواقف خارجية أو تحدٍ عاطفي عميق.
كيف تساعد من يشعر بالملل من التلاميذ؟
ماذا يمكن أن يفعل الكبار إذا اشتبهوا في أن الملل هو علامة على مشكلة مزمنة تؤثر على سعادة وحسن حال التلميذ؟ فيما يلي بعض الطرق لقياس مدى خطورة المشكلة.
بدلاً من افتراض أنك تعرف ما تعنيه كلمة “ممل” ، اطرح أسئلة مفتوحة مثل ، “هل يمكنك شرح ما تقصده بكلمة” ممل؟ “أو قل ببساطة ،” أخبرني المزيد “.
معرفة ما إذا كان الملل عاماً أم مؤقتاً عن طريق السؤال عما إذا كان الملل يمثل “مشكلة طوال الوقت” أم “مشكلة في بعض الأحيان”. على سبيل المثال ، يمكنك أن تسأل “هل هناك أوقات خلال اليوم الدراسي لا تشعر فيها بالملل؟”
لمعرفة ما إذا كانت هذه مشكلة حديثة أم مشكلة مستمرة دائمة ، اسأل “متى بدأت تشعر بالملل من المدرسة لأول مرة؟” في كثير من الأحيان ، سيذكر الطلاب أن المدرسة أصبحت “مملة” في صف معين ، أي عندما أصبحت الدراسة أصعب وهذا يشير إلى أن “الملل” قد يكون نوعا من الآلية الوقائية (بمعنى آخر أن من الأسهل القول ان شيئاً ما ممل على القول إنه صعب جداً وإنك بحاجة للمساعدة)
من المهم أيضًا أن تتذكر أن السلوك غرضه التواصل. عندما ترى سلوكيات “قمة الجبل الجليدي” مثل الشكاوى المتكررة من المدرسة، أو التغيب عنها، أو عدم التفاعل معها فمن الأهمية بمكان أن تبحث عما تحت الجليد من أداء اجتماعي وعاطفي .. فالقول “أنا أشعر بالملل” ليس سبباً لتقلق منه بل هو طريقة للتعبير عن مواقف سلبية قوية تجاه المدرسة والحياة وسبباً لتدخل المعالج النفسي في المدرسة بالأمر لمساعدة التلميذ على ما يواجهه ومعالجته .
ماذا على الأهل والمعلمين فعله عندما ينظرون إلى ما تحت الجليد لمعرفة ما إذا كان الملل أمراً عابراً أم حالة جادة؟
إذا بدا أن الملل حالة عابرة أو سطحية ، يمكن للبالغين حينئذ اعتبار الملل هنا “انفعالاً طبيعياً ” نختبره جميعنا بين الوقت والآخر. في الواقع ، يمكن أن يكون للملل نتائج إيجابية ، مثل تمكين الإبداع وحل المشكلات ، واستعراض قدرة الطالب على الاستمرار في مواجهة مهمة عادية . وفي هذه الحالة يقترح فورلونج وزملاؤه الاستفادة من النقاش مع التلاميذ حول الملل من أجل تعليمهم التحفيز ومواجهة المشاكل واستراتيجات التأقلم. كما يمكن الاستفادة من هذه المحادثات معهم من أجل زيادة وعيهم الذاتي وتعزيز قدرتهم على التفاعل والمشاركة.
أما إذا بدا أن الملل هو أحد أعراض مشكلة أعمق ، فاعلم أن مجرد التواصل والاستماع إلى مخاوف التلميذ بنظرة إيجابية دافئة قد يكون وحده عاملاً وقائيا . فالأبحاث وجدت أن التواصل مع شخص بالغ إيجابي يمكن أن يقي الأطفال من الضغط النفسي. إن التحدث مع التلميذ بتعاطف ومحاولة فهم وجهة نظره يساعد على بناء المرونة لديه وشعوره بالراحة لوجود من قد يساعده. كما ان هذه المحادثات أيضًا تساعد على الوصول إلى المعالج النفسي .
أتمنى أن نتمكن من مساعدة التلاميذ على التطور والازدهار من خلال الإصغاء إليهم والتعاطف معهم وحل مشكلة شعورهم بالملل ..
اقرأ أيضاً: شعور الطفل بالملل في المدرسة: علامة على مشكلة أعمق بحسب رأي عالمة النفس برانستتالر