Site icon التربية الذكية

التقليل من شأن الطرف الآخر.. عنف من نوعٍ آخر

التقليل من الشأن

premium freepik license

التقليل من الشأن:
أنتِ زوجة مهملة، أنتِ لا تستحقين أن تكوني أماً، أنتِ امرأةٌ لا جدوى منها.. أو على العكس أنتَ رجلٌ فاشل، أنتَ أسوأ شخصٍ قابلته في حياتي، كل أفكاركَ سطحية، أنتَ أبٌ غير مسؤول.. هذه العبارات المدمرة التي يستخدمها أحد الأطراف في العلاقة، أو ربما الطرفين.. عنفٌ من نوعٍ آخر.

تخيّلوا أن تعيشوا مع شخصٍ يتهمكم بشكلٍ يوميٍ بالفشل والاستهتار، ويبحث عن أي فرصة ليشير إلى أخطائكم متناسياً ومتجاهلاً كل الأمور الإيجابية التي تقومون بها. تخيّلوا أن تكونوا جالسين مع أصدقائكم وأفراد أسرته ويتحدث عن صفاتكم السلبية وأخطاء ارتكبتموها بمنتهى الاستهزاء، مستخفاً بكم وبمشاعركم، ضارباً بكبريائكم عرض الحائط. وتخيّلوا أن يرى هذا الشخص كل ما تقومون به غبياً وسطحياً، ويعتبر أن كل أحاديثكم تافهة. هناك المزيد.. تخيلوا أيضاً أن يستخف بقراراتكم أمام أطفالكم ويسمح لهم بما تمنعونه عنهم، أو العكس، فيكف أطفالكم عن احترام رأيكم والالتزام بقراراتكم ويتوقفون شيئاً فشيئاً عن الإصغاء إلى نصائحكم مقتنعين بأنكم فعلاً فاشلين في اتخاذ القرارات وإدارة الحياة الأسرية.

إنها نماذج متواجدة بكثرة. يسيطر فيها أحد الأطراف على مسار العلاقة والحياة الزوجية ويقلل من شأن الطرف الآخر حتى يرضخ لخططه وقراراته دون أي جدال.
قد يظن أنه فعلاً على حق، وأن الطرف الآخر غير قادر على النجاح في أي مهمة يوكلها إليه، لكن غالباً ما يكون ذلك ناتجاً عن غضب يحمله في داخله ويعبر عنه بطريقة مختلفة.

مهما كان السبب، إن استمر الأمر على هذا النحو لفترة طويلة فإن التقليل من شأن الآخر يدمر الطرف المستضعف والعلاقة من مختلف النواحي:
Exit mobile version