ألعاب الفيديو مفيدة خلال الحجر المنزلي

0

منذ بضع سنوات، توجّه أصابع الاتهام إلى ألعاب الفيديو، والانترنت والشاشات عموماً. وهذه مسألة تثير العديد من النقاشات. إنما، وفي مرحلة الحجر المنزلي هذه، نجد انفسنا مضطرين لتعديل علاقة الحب-الكراهية التي تربطنا بهذا النوع من الترفيه.

في الوقت الراهن، تقدّم الألعاب وشبكة الانترنت مساعدة ثمينة على مستوى التوازن الذهني لدى الأشخاص المعزولين في منازلهم، بغض النظر عن أعمارهم.

وترتبط العاب الفيديو ايجاباً بأربع نواحٍ من نواحي حياتنا على الأقل. فهي تسهّل في الواقع التعبير عن الذات، وتحسّن بعض الوظائف الادراكية وتغذي الراحة العاطفية وتعزز العلاقات الاجتماعية.

وتشير دراسات إلى أنّ بعض أنواع الألعاب (مثل لعبة التصويب على الشخص الأول) تساهم في تقوية الذاكرة المكانية والانتباه والتركيز والحذر. وقد تبين أيضاً أنّ هذه الألعاب مفيدة جداً عندما تخضع ممارستها والجلوس أمام شاشتها للمراقبة والضبط، على الرغم من أنّ بعض الأبحاث التي أجريت حول هذه اللعبة، التي تطرح اشكاليات، أشارت إلى آثارها السلبية على الصحة العقلية.

يعمل فوستين ايتندال، وهو باحث شاب في اضطرابات النوم وعلم الأوبئة الاجتماعية في جامعة كيبيك في كندا، على اضطرابات النوم والصحة العقلية في المجموعات السكانية غير النمطية مثل الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون والأشخاص الذين يعملون في قطاع خدمة الزبائن وأولائك الذين لديهم سلوك مرضي مع ألعاب الفيديو أو الانترنت. ويعمل زميله يان لورو، وهو حائز على دكتوراه في علم النفس، على الوسائط الرقمية، لاسيما استخدام ألعاب الفيديو كوسيط في العلاج النفسي.
إنّ أعمال وتجارب هذين الباحثين أوصلتهما إلى استنتاجات عديدة بشأن هذه النشاطات.

إليكم بحسب الباحثين، النواحي الايجابية لهذه الشاشات التي نستعملها بشكل أكبر في هذه الفترة مع وجود الجائحة:

freepik
1- ألعاب الفيديو وسيلة للتخلّص من الضغط النفسي

لعل أفضل ما في هذه الألعاب أنها نشاط ممتاز للتخلّص من الضغط النفسي. وسواء اخترنا جهاز ألعاب فيديو أو هاتفاً ذكيّاً، يساعدنا اللعب على أن ننسى بسهولة أيّ وضع أو مسألة تسبب لنا ضغطاً نفسياً كالحجر المنزلي مثلاً.

يرى العلماء أنّ هذه الألعاب مفيدة لمواجهة القلق المفرط لدى البالغين ولتجنّب تطوره لدى الطفل. فهي تسمح للاعب بأن يغيّر محيطه أو شخصيته، على غرار الألعاب التي تتطلب العديد من اللاعبين مثل لعبة وورلد اوف ووركرافت ((World of Warcraft. يشجّع هذا النوع من الألعاب اللاعب على التعبير عن ذاته وعلى اعادة تشكيل الدور الذي يلعبه.

وبيّنت الأبحاث أيضاً أن ألعاب الفيديو تساهم في الراحة العاطفية للأسرة لأنها تشجّع على نشاطات تعزز الروابط بين أفراد المجتمع الواحد (بما في ذلك الأهل والأولاد والأصدقاء). يمكن لأشخاص من أجيال مختلفة أن يجتمعوا ويختلطوا ببعضهم البعض اجتماعياً بفضل هذه الألعاب.

2- ألعاب الفيديو وسيلة تعليمية

تُستخدم الألعاب منذ ما يُقارب العقد لتعليم مواد كالفنون والتاريخ أو حتى الأبجدية أو الرياضيات للأولاد. وتتزايد شعبيتها لدى الجسم التعليمي لأن فائدتها في هذا المجال لا شك فيها.
بالتالي، من الطبيعي في فترة الحجر المنزلي هذه أن يعتمد العديدون على الألعاب في تعليم أولادهم وتربيتهم والترفيه عنهم ومساعدتهم على الاسترخاء.

كما يمكن لألعاب الفيديو أن تكون أداة فاعلة لاحترام الحجر المنزلي و”اجراءات الحماية” التي يكثر الحديث عنها هذه الأيام.

ليس مفاجئاً إذاً أن ترتفع مبيعات الألعاب وأن تلقى المبادرة، التي أطلقها كبار مصنّعي ألعاب الفيديو بغية تشجيع الناس على تسلية أنفسهم وعلى الحفاظ على التباعد الاجتماعي، دعم منظمة الصحة العالمية.

3- ألعاب الفيديو وسيلة لممارسة نشاط جسدي

وسّعت صناعة هذه الألعاب منذ ما يقارب العشر سنوات مروحة زبائنها عبر إضافة أنشطة ترفيهية معدّة خصيصاً لجمهور أكثر نضجاً.

ونذكر على سبيل المثال الألعاب الرياضية وهي ألعاب فيديو تجمع بين التحفيز المعرفي وصرف الطاقة الجسدية، ما يجعلها مختلفة عن الألعاب التقليدية التي تتطلب حركة أقل وتدفع اللاعب إلى البقاء جالساً في مقعده.
تسمح ألعاب مثل “وي- Wii” بهذه الممارسة الجديدة عبر ألعاب فيديو عائلية اكتسبت شعبية كبيرة مثل Wii dance(وي نرقص) وWii sport (وي رياضة).

يساهم هذا النوع من ألعاب الفيديو في الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية للناس (بشكل عام، والأشخاص الأكبر سناً بشكل خاص)، فهو يزيد معدلات تصريف الطاقة فضلاً عن نشاط القلب والرئتين من خلال اللعب ما يساهم في الحفاظ على لياقة بدنية جيدة بعيداً عن الطابع الملزم الذي يرتبط غالباً بالنشاط الرياضي الذي يُمارس في الأندية الرياضية.

وبما أنّ الحجر المنزلي يحدّ من الحركة ويساهم في تراجع اللياقة البدنية بشكل تدريجي (وفقد القدرة على الاعتماد على الذات حتى) لدى مجموعات محددة من المواطنين، ككبار السن، تشكّل ألعاب الفيديو إحدى الوسائل الآمنة للحفاظ على حدّ أدنى من النشاط الجسدي.

ويستنتج السيدان ايتندال ولورو أنه “على الرغم من النقاشات الدائرة حول الآثار السلبية المحتملة لاستخدام التقنيات الجديدة بشكل مفرط، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى آثارها الايجابية ومنافعها وفوائدها”.
يمكن للكل أن يستفيد من ألعاب الفيديو!

وأنتم؟ ما هي لعبتكم المفضلة؟

اترك رد