لماذا عندما تغضبين، تفشلين:
يتملك الأهل الكثير من المشاعر أيضاً. قد تعيشين عشرات المشاعر في يوم واحد، من الإحباط إلى القلق فالسرور. ماذا عليك أن تفعلي بمشاعرك الخاصة حين يتوجب عليك أن تؤدبي ابنك؟
تذكري أن التأديب هو التعليم. يمكن لابنك أن يتعلم الكثير عن الاحترام وإدارة المشاعر من كيفية تعاملك مع لحظات التحدي الصعبة. إن تغطية مشاعرك أو إنكارها نادراً ما ينجحان فالأطفال قادرون على قراءة الإشارات الجسدية وغير الكلامية ويعرفون عادة حقيقة
وقت التوقيف الايجابي
«توقّف وإلا سيتم توقيفك!». «واحد، اثنان، ثلاثة..». «اذهب إلى نقطة التوقيف وفكّر في ما فعلت!». من من الأهل لم يسمع بوقت التوقيف وجرّبه؟ ومن منا لم يجد نفسه يقضي الكثير من الوقت في محاولة إبقاء الابن المتلوي والمتحدي في نقطة التوقيف؟ هذا الوقت هو إحدى طرق التأديب الأكثر شيوعاً وإحدى الطرق التي يساء استخدامها. يستخدم العديد من الأهل وقت التوقيف كعقاب فلا يُستغرب أن يقاومه العديد من الأطفال. في الواقع، يمكن لوقت التوقيف أن يكون مفيداً لكل من الأم والولد لكن عندما يُفهم ويستخدم بشكل صحيح.
الغضب
يتموضع في وسط دماغك جهاز يُعرف باسم نظام الرد على الضغط النفسي ويقضي عمله بأن يثير المشاعر والانفعالات وأن يشعر بالمخاطر ويقوم برد فعل عليها. عندما تعتقد أنك في خطر، يوزّع هذا النظام الطاقة على أجزاء جسمك الضرورية لتدافع عن نفسك، ويسمى هذا أحياناً المواجهة أو الفرار. إنه نظام لاإرادي أيّ أنه لا يخضع لسيطرتنا الواعية. ونجد أحد هذه الأنظمة لدى كل كائن حيّ… بما في ذلك ابنك.
عندما تغضبين وتفقدين أعصابك تنفصل قشرة الدماغ الواقعة خلف الجبين مباشرة وتتعطل. وهذا الجزء من الدماغ مسؤول عن التفكير المنطقي والعقلاني وعن حل المشاكل. عندما يتملكك الغضب، لا يتبقى لديك سوى ردود أفعالك الانفعالية والجسدية، وهي حالة يعرفها معظم الأهل باسم فقدان الصواب. يطلق الباحثون في مجال الدماغ على هذه الحالة تسمية «اختيار الطريق السلبي». ويمكن لطفلك أن يفقد صوابه أيضاً مهما كان سنه. وعندما تفقدان أنتما الاثنين صوابكما، يصبح من المستحيل أن تحلا المشاكل أو أن تبقيا على ارتباط وتواصل.
العودة إلى الطريق الايجابي
يفقد الأهل كلهم أعصابهم من حين إلى آخر. ولعل أحد أهم التحديات في مجال تأديب ابنك هو أن تتعلمي كيف تتحكمين بمشاعرك بحكمة. عندما تغضبين وتفقدين صوابك، يُفضّل دوماً أن تتريثي قليلاً حتى تهدئي. يمكنك أن تأخذي نفساً عميقاً أو أن تغسلي وجهك بالماء البارد أو أن تتحدثي إلى صديق. عندما تتمالكين نفسك، ستتمكنين من التعامل بلطف وحزم مع ابنك.
يجب أن يتعلّم ابنك أيضاً كيف يتمالك نفسه، ويصبح وقت التوقيف فاعلاً إذا ما استخدم كوسيلة للتهدئة وكفرصة كي يستعيد ابنك هدوءه. إن وقت التوقيف الإيجابي خطوة أولى ذكية نحو حل المشاكل معاً عندما تستعر المشاعر.
وقائع
عندما يغضب الإنسان، يعود إلى الأجزاء الأكثر بدائية في دماغه. ويطلق بعض العلماء على هذا تسمية دماغ الزواحف. عندما تفقدان أنت وابنك أعصابكما، قد تصبحان كديناصورين يزعقان في وجه بعضهما البعض وينشبان مخالبهما في بعضهما البعض. من الأفضل دوماً أن تهدآ وتعودا كائنين بشريين قبل أن تحاولا حلّ أيّ خلاف.
ادعي ابنك كي يشاركك في ايجاد منطقة تهدئة في مكان ما من المنزل وجهّزيها بالأغراض التي ستساعده على أن يهدأ كالألعاب الطرية أو الموسيقى أو الكتب أو عدة الرسم. عندما يفقد ابنك أعصابه، تذكري أن دماغه يحتاج لأن يعود إلى العمل قبل أن تتمكنا من حلّ المشاكل. يمكنك أن تقولي: «يبدو أنك غاضب جداً مني. لِمَ لا تذهب إلى منطقة التهدئة وسنناقش المشكلة عندما تشعر بالتحسّن؟». يمكنك حتى أن تعرضي عليه أن تنضمي إليه.
غالباً ما يهدأ الصبيان الأكبر سناً بعد الاستماع إلى الموسيقى أو لعب كرة السلة أو الاتصال بصديق. ذكّري نفسك بأنك لا تدعين طفلك يفلت بل تعلّمينه كيف يعي ذاته ويتحكّم بنفسه كي يتمكن لاحقاً من حل المشاكل بطريقة أكثر فاعلية. يمكنك أن تتفقي مسبقاً مع ابنك على تقنيات التهدئة، كما يمكنكما أن تتفقا على أن تلتقيا بعد أن تهدآ كي تعودا إلى حلّ المشكلة الحالية.