مهارات الحياة:
يقوم الأهل بالكثير من الأمور باسم احترام الذات. فهم يثنون على أطفالهم ويدفعونهم لممارسة الرياضة والنشاطات ويشترون لهم الملابس الفاخرة والألعاب المشهورة وغالباً ما يضحون بحاجاتهم كي يحصل أبناؤهم الصبيان على ما يريدون. إلا أن الباحثين يقولون إن هذا كله لا يمنح الطفل احترام الذات. في الواقع، لا يمكنك أن تمنحي ابنك احترام الذات بل عليه أن ينمي هذا الشعور في داخله بنفسه. ولعل أفضل طريقة لانجاز هذه المهمة هي بتعليم ابنك مهارات الحياة.
كيف تحققين ذلك؟
فكري في وقت جرّبت فيه شيئاً جديداً أو واجهت تحدياً أو بدأت عملاً لم تكوني واثقة من قدرتك على إتمامه… ونجحت. كيف كان شعورك؟ لا بد أنك شعرت بالفخر والثقة والتفاؤل. إن تعلّم المهارات والتغلّب على تحدٍ ما، وهذا ما يطلق عليه الخبراء تسمية تجارب الكفاءة، مسألة حيوية لتنمية احترام الذات السليم. عندما يقوم الأهل بالكثير لا تتاح للطفل الفرصة كي يكتشف قدراته وموارده ويتعلّم عنها، ولا تتسنى له فرصة بناء احترامه لذاته.
يجب أن يشارك ابنك في المهام اليومية التي تجعل العائلة تنجح. لكن، وبدلاً من أن تحددي له المهام، فكري في أن تدعيه لتعلّم مهارات الحياة. عندما يتعلّم ابنك كيف يقوم بالعمل بنفسه، ستزداد ثقته بنفسه ما سيساعده بدوره في مقاومة ضغط أنداده غير الصحي وغير السليم. كما سينمي ابنك شعوراً بالانتماء والأهمية عندما يعلم أنه عضو مساهم في العائلة.
طرق أخرى لتعليم ابنك مهارات الحياة
ثمة طرق عديدة لتعليم ابنك مهارات الحياة. في بداية الأمر، يمكنك أن تدعي ابنك كي يبقى برفقتك فيما أنت تعملين في المنزل أو في الحديقة. دعيه يمد لك يد العون في العمل؛ تذكري أن عليك أن تعلِّميه المهارات التي يتطلبها القيام بهذا العمل بشكل حسن. لا تنسي عمره إذ يمكن لمراهق أن يجز العشب بسهولة في حين أن طفلاً في الثامنة من عمره سيجد الأمر متعباً ومحبطاً. احرصي على أن تشكريه حين يساعدك.
عليك أن تسمحي أيضاً لطفلك بأن يجرّب… وأن يفشل أحياناً. لن يصاب ابنك بالضرر بسبب الفشل بل يمكنه في الواقع أن يتعلّم الشجاعة ومهارات التغلّب على المشاكل والصعاب عندما تسمحين له بأن يجرّب من دون أن تهبي لإنقاذه. ابقي إلى جانبه وقدّمي له الدعم اللازم واحتفلي عندما ينجح وأظهري تعاطفك حين يفشل.
ولعل الأهم هو أن تعلِّمي ابنك أن يعتمد على نقاط قوته وأن يتنبّه لنقاط ضعفه، فالكل لا يتمتع بالمواهب نفسها. قد يكون ابنك رياضياً بطبيعته أو طالباً متفوقاً ولعله سيحب الكمبيوتر أو الموسيقى. مهما كان ما يحبه، امنحيه فرصة أن يستمتع به. عندما يضطر ابنك لفعل أشياء لا يحبها، تجنبي اللوم أو الخزي وابحثي عن الحلول. تذكري أن الأخطاء هي فرص للتعلّم.
إنّ التأديب أبعد من رد الفعل على سوء تصرّف ما. والتأديب الفاعل أيّ تعليم ابنك كيفية بناء شخصيته ومواقفه ومهاراته، يجب أن يحصل في كل ساعة وكل يوم من حياتكما معاً. في الواقع، التأديب في جوهره هو تعبير قويّ عن حبك لابنك