كيف تزيدين من ارتباطك وتواصلك مع أولادك الصبيان

0

الارتباط والتواصل:
تذكري أهمية الارتباط. اصغي إلى ابنك والعبي معه وأمضي بعض الوقت مع ابنك وحسب. عندما يشعر بأنه مرتبط بك ويتملكه إحساس بالانتماء والأهمية فمن المرجّح أن تقل تصرفاته السيئة.
من المفيد أيضاً أن تتذكري أن الأخطاء هي فرص للتعلّم، وسترتكبين أنت وابنك الأخطاء فهذا أمر لا مفر منه. الأخطاء لا تعتبر فشلاً ذريعاً بل هي فرص لتكتشفا سبلاً أفضل لحل المشاكل. صححا الخطأ ثم تحدثا معاً عن كيفية حلّ المشكلة، ولا داعي للومه أو إشعاره بالخجل (لمزيد من المعلومات المحددة عن التأديب في مختلف المراحل العمرية.

تشجيع التواصل

فيما أنت وطفلك تكبران معاً، ستكتشفين أن أفضل طريقة للتأديب هي الوقاية وفهم نفسك وطفلك جيداً بحيث تستبقين المشاكل. تتكرر هذه العبارة على لسان معظم الأهل من حين إلى آخر: «إنه لا يصغي وحسب!»، لكنهم يتفاجأون أحياناً حين يعلمون أن الطفل يساوره غالباً الشعور نفسه حيال أهله. سيساعدك اختيار الكلمات بعناية والإصغاء بانتباه على بناء علاقة قوية وحنون مع ابنك.

قوة الإصغاء الفاعل

فكّري في هذا الوضع لتكتشفي فوائد الاستماع بشكل جيد لابنك: كان ستيف ينهي بعض الأعمال على الكمبيوتر عندما سمع صوت الباب الأمامي يُفتح ليعود ويصفق بقوة. تردد الصدى في المنزل فيما تناهى إليه وقع خطى في الردهة تلاها صوت باب آخر يُصفق: إنه باب غرفة جوشوا.

ابتلع ستيف تنهيدة وتمكن من أن يمنع نفسه من أن يصرخ «لا تصفق الأبواب!». كان يومه طويلاً في العمل وهو مرهق للغاية. لم يكن يشعر بأنه قادر على التعامل مع طباع ابنه البالغ من العمر ثلاث عشرة سنة. بقي ستيف مكانه حتى استعاد هدوءه ثم اتجه نحو باب غرفة ابنه.

  • سأل بهدوء: «جوشوا؟ ما الأمر؟»
  • وجاء الرد سريعاً: «اذهب من هنا».

صمت ستيف قليلاً ثم قال: «سمعت صفقة الباب حين دخلت. لا بد أنك تشعر بالغضب الشديد من أمر ما».
ساد صمت طويل من الناحية الأخرى للباب ثم انفتح قليلاً ليظهر منه وجه جوشوا المتجهم. كانت ذقنه ترتعش وقد بدا جلياً أنه يحاول ألا يبكي. وأذاب ألم الابن ما تبقى من غضب ستيف.

سأل: «هل أستطيع الدخول يا جوشوا؟»
وعندما أومأ جوشوا برأسه، جلس ستيف على السرير ورفع بصره إلى وجه ابنه قائلاً ببساطة: «تبدو حزيناً للغاية».
انفجر جوشوا قائلاً: «توقّف بيتر والآن لاحتساء بعض البيرة وتحدياني أن أشرب معهما بعد المدرسة وعندما رفضت نعتاني «بحبيب الماما».
وابتلع غصة قبل أن يضيف: «إنهما لا يعرفان حتى أن أمي متوفاة لكن الأمر لا يزال يغضبني، وهو يجعلني أشتاق إليها مجدداً».
وارتمى جوشوا على السرير قرب أبيه ووضع رأسه بين يديه.
شعر ستيف بموجة من الارتياح لأنه لم يصرخ في وجه جوشوا لأنه صفق الباب. وأحاط كتفي ابنه بذراعه من دون أن ينطق بأيّ كلمة.

يسرّني أنك رفضت البيرة وأعلم أنك ما زلت تفتقد أمك. أنا أيضاً أفتقدها وأظن أننا سنفتقدها لوقت طويل.
جلس ستيف صامتاً محيطاً ابنه بذراعه حتى استقام جوشوا ونظر إليه. فقال ستيف وهو يشد على ابنه للمرة الأخيرة: «دعنا نخرج لشراء البيتزا، ما رأيك؟»

التعامل مع المشاعر

إن المشاعر جزء حيوي من التواصل. غالباً ما يكافح الصبيان ليحددوا مشاعرهم ويعبروا عنها بطرق ايجابية. استخدم ستيف الإصغاء الفاعل لإيجاد رابط مع جوشوا بدلاً من مواجهته والتشاجر معه. إن هذه الطريقة في الارتباط غير المباشر يساعد أطفالنا كثيراً.

اترك رد