الجمال:
عادت ابنتي البالغة من العمر احد عشر عاماً غاصٌة بدموعها ولم تكن المرة الاولى التي أراها على هذه الحال فابنتي ” الحساسة ” التي تعاني من مشكلة” إنسانيتها الزائدة ورقتها الفائقة” تتعرض منذ بداية هذا العام اي منذ ان نقلتها من مدرستها السابقة الى المدرسة الجديدة من أذى بعض رفيقاتها اللاتي يحاولن تدميرها وهي الرقيقة اكثر من اللازم ..
المرة الماضية اخبرتني ان إحدى رفيقاتها وقفت امام الجميع في الصف وقالت لهم: ” من ابشع واحدة في الصف” ؟ فأجابوا “انها الابشع”. هذا عدا “الاقرف ” وغير ذلك من الصفات التي ألصقوها بابنتي الرقيقة .. لقد نجحت تلك الفتاة المتنمرة في ان تحشد الصف ضد ابنتي وطعنتها في جمالها.. يومذاك غصصت بدموعي وبكيت ليلاً على القسوة التي تتعرض لها ابنتي لا لعلة فيها بل بسبب العقد النفسية التي تعشش في قلب زميلتها في المدرسة..
يومذاك انتبهت الى خطأ ارتكبته او بالاحرى الى اجراء نسيت ان ازرعه في ابنتي وهو القول لها “انت جميلة”. لقد انعم الله عليّ بطفلة جميلة جداً وجهها مميز بجماله ودقة تكوينه ولكن مشكلتي انني لم احاول يوماً التركيز على جمالها او القول لها إنها جميلة.
هل اخطأت؟ نعم اخطأت .. فعدم التركيز على جمالها جعلها لا تنتبه الى انها مخلوق جميل بمقاييس الجمال القائمة في العالم اليوم.
قد يخطئني من يقرأ كلماتي هذه ويقول لي ان التركيز على جمال الانثى يوحي لها انها مجرد جسد ووجه جميل وهذا خطأ كبير
في هذا الانتقاد شيء من الصواب. فهم على حق : المرأة ليست فقط شيئاً جميلاً فحسب فهي انسان شجاع مقدام ذكي .. هي حنان وعطف .. ولكنها ايضاً كائن جميل.. الجمال جزء من أنوثتها.. الجمال جزء من الانسان والكون .. والانسان يسعى دائماً الى الجمال. نحن مفطورون على الجمال . نحن نسعى للحصول على بيت جميل وسيارة جميلة ونحب الاسترخاء في الطقس الجميل ونحب المناظر الجميلة والطبيعة الخلابة. والله جميل وهو يحب الجمال.
لماذا اخطأت مع ابنتي عندما لم اقل لها مراراً وتكراراً أنت جميلة؟
اخطأت لأنني عندما لم أفعل حرمتها من سلاح يعطيها ثقة بالنفس.. تصوروا معي.. لو كانت ابنتي تشعر في أعماقها بأنها جميلة هل كانت لتتأثر برأي الآخرين بها.. بالتأكيد لا..
إن تعزيز ثقة الفتاة بنفسها مبني على ما نغرسه فيها .. فعندما يكون الانسان صغيراً لا يدرك بسهولة اشياء كثيرة ومنها أنه جميل..
نحن نسيء الى بناتنا عندما نتجاهل الجمال الذي يملكنه او نتظاهر بأنه غير مهم .. إن اعتبار الجمال شيء غير مهم للفتاة يحرمها من احتضان نفسها وتقبل ذاتها.
نصائح لتعزيز ثقة الفتاة بنفسها
-1- قولي لها إنها جميلة
لا تجعلي قولك لها إنها جميلة امراً عابراً. بل اجعليه جزءاً من تربيتك وكرري لها ” انت جميلة” مراراً وتكراراً.. قولي لها ذلك بكلماتك وبتعابيرك.. عندما تتعاطف طفلتك مع الآخرين قولي لها انت جميلة . وحينما تساعدك في البيت قولي لها إنها جميلة. عندما تدافع عن مظلوم قولي لها ” ما اجملك وما أحلى روحك ” . عندما تضمك .. قولي لها ما اجملك واجمل حنانك.. اربطي جمالها بعملها.. فأنت بذلك تعززين في اعماقها أنها جميلة ليس من الخارج فقط بل من الداخل ايضاً.
2- عوديها على عادات غذائية صحية
البدانة في هذا الزمن شيء مقيت.. ليس لأنها تؤثر على الصحة فقط بل تؤثر على ثقة الانسان بنفسه. وكلما كان الشخص بديناً ، شعر بأنه قبيح. لا تستغربوا حين ترون ولداً بديناً يخجل من نفسه ويمقت ان يقابل الاخرين حتى لا يروا بدانته.. هذا اذا كان الصبي بديناً فماذا لو كان هذا الشخص فتاة. الأزمة ستكون اكبر وتدني الثقة بالنفس سيكون اكبر.. من هنا عليك أن تسلحي ابنتك بوزن صحي حماية لها من الامراض في المستقبل ورحمة بثقتها بنفسها. اجعلي طعامك صحياً مغذياً .. ادخلي عادات جيدة الى غذاء الاسرة . عوديها على تناول الخضار فهي تغذيها وتزيد جمال وإشراقة وجهها .
3-اجعليها تنضم الى نشاطات تعزز ثقتها بنفسها وبجمالها
الرياضة، المسرح، الموسيقى، الفن وما إلى ذلك. كل ما يمكن أن يساعدها على التعبير من خلال الكلمات أو الموسيقى أو الإبداع،
هناك قاسم مشترك بين الشباب الذين ينجحون: لقد وجدوا شغفاً وشيئاً يدفعهم إلى التقدم.إن عرض أنشطة على ابنتكِ سيسمح لها باكتشاف المواهب والاهتمامات.
لا تنسي ان اكتساب المهارات هو جزء من جمالها
٤- أنت أولولوية بالنسبة لي
مهما كان نمط حياة الأم فإن على الفتاة الصغيرة أن تفهم أن مكانها في الصدارة في قلب أمها . هذا سوف يطمئنها
في الحياة، نواجه أيضاً أناساً شريرين يتلذذون بإذلال غيرهم. يجب أن تتعلم ابنتك ألا تعطي قيمة لهذا النوع من الأشخاص حتى تحافظ على فرحها بالحياة.
علمتني تجربتي مع ابنتي الا اخطئ ثانية لذا حاولت مع اختها الصغيرة ان اعزز ثقتها بجمالها منذ الصغر. كنت دائما اقول لها: انظري الى المرأة . ماذا ترين؟ فتاة جميلة اليس كذلك”
لا تكررن خطئي وحاولن دائماً تعزيز ثقة بناتكن بجمالهن.