كيف تختار روح الولد أهله ؟

0

عندما نرزق بطفل، لا نتخيّل إلى أيّ حد يمكن لرابط الحب الفريد هذا مع ولدنا أن يكون قوياً وذا معنى على الدرب الذي نسلكه في الحياة. لا بد أنكم سمعتم عن عائلات الروح، وتوأم الروح والشعلة التوأم وغيرها. وهذه المصطلحات كلها تشير إلى علاقات وروابط مميّزة مع أشخاص نحبهم. وإن كانت عبارتا توأم الروح والشعلة التوأم تشيران بشكل خاص إلى روابط الحب بين الراشدين، فإن عائلات الروح تربط الأخوة والأخوات والأهل والأولاد. ولكل رابط روحي توجّه واعٍ ذو دلالة على مسارنا الشخصيّ.

عندما تلتقي الأرواح التوائم وتتحد، فهي تعيش تجربة فريدة وأساسية لتطورها الشخصيّ. تجربة تسلّط الضوء على قدرتنا على أن نعيش علاقة حب مع أحدهم. والعلاقة بين الأرواح التوائم ليست سهلة حكماً ويمكن أن توقظ في داخلنا الكثير من الجروح في هذه المحنة التي قد تتحوّل إلى ارتباط مذهل.

علاقة الروح بين الولد ووالديه

إنّ الثنائي الحقيقي بين روحين توأم يتجاوز المصاعب وينجح في جعل علاقته تبادليّة مشرقة. أما لقاء الشعلتين التوأم فأكثر رقة. فالشخصان صاحبا الشعلة التوأم اللذان يجدان بعضهما البعض ينتقلان على الفور إلى دعم بعضهما وسرعان ما تقوم بينهما علاقة سلسة، بنّاءة وابداعية.

premium freepik license
ماذا عن علاقة الروح هذه بين الولد ووالديه؟

يشكّل الولد جزءاً من عائلة الروح الخاصة بك. وعلاقتكما في هذه الحياة هي ثمرة اختياركم. بالتالي، لكل واحد منكما دور جديد يلعبه اتجاه الآخر. فروحاكما بحثتا عن بعضهما البعض. ويمكن أن تكونا بمثابة كواكب صغيرة لم تنفك تدور في فلك كل واحد منكما حتى حان اللقاء الحقيقي.

هذه الجاذبية موجودة في بُعد آخر لأنها مرتبطة بتجارب مماثلة. عاش الولد ووالداه معاً صدمات سابقة قبل الاتحاد في هذه الحياة. وما عاشوه فضلاً عن شغفهم وتشابههم جعلهم لا ينفصلون بشكل فعلي لكنهم عاشوا في كل مرة في شكل حب مختلف.

أنتم تجتمعون إذاً مرة جديدة كي تفهموا بعضكم بشكل أفضل.

لا يأتي الولد إلى عائلة ما عن طريق الصدفة فثمة رابط موجود أصلاً بينه وبين والديه قبل الحمل به. وهذه الصلة الروحية القوية والغامضة ترتبط بشفائه الخاص وبشفاء والديه. هذا اللقاء الخفي والحيوي قويّ جداً وسيجعل الأشخاص مرتبطين برابط الحب.

منذ النظرة الأولى عند الولادة، نشعر بأننا نعرف ولدنا، وأننا في حالة حب غير مشروط، ثم تحين لحظة هذا الكائن الصغير الغريب الذي أتى ليقلب حياتنا رأساً على عقب، ليوجّه حالتنا العاطفية كرجل وامرأة في اتجاه جديد.

يمكن لهذه الروابط العائلية بين الولد ووالديه أن تُحدث الكثير من التغييرات والتحوّلات.

إنّ الأمومة والأبوة أيضاً دربان يغيّران الذات، ويدفعاننا إلى طرح تساؤلات شخصيّة ويلامسان داخلنا، روحنا.
يلعب الولد دور الرسول والشافي لروح والديه. ويمكن أن يذهب أبعد من هذا أحياناً حيث ينقذ الولد والديه أيضاً من الصدمات، لا بل الموت.

إذن، ما هو هذا الرابط الروحي الغامض؟ كيف يمكن للأولاد أن يشفوا أرواح أهاليهم؟
روح الولد تختار أهله

إنّ رابط الروح بين الولد ووالديه غامض وسريّ. لمَ مثل هذا اللقاء؟ لمَ هو، ولمَ أنتما كوالدين؟
ينطوي هذا الرابط على صلة روحانية عميقة. عندما يولد الطفل، يكون الشعور بأنه مألوف أو مجهول هائلاً. ولا يُخيل إلينا أبداً أنّ ولدنا اختارنا وأنه رسول، وشافٍ لروحنا.

يقول العديد من التقاليد الروحانية إنّ الأولاد أرواح تختار أهاليها قبل أن تتجسّد. وأرواح الأولاد هذه يجذبها الثنائي الذي يشكّله الأب والأم فتختارهما وفقاً لطاقاتهما وذبذباتهما وما يتوجب عليهما أن يعالجاه في هذه الحياة.

نتحدّث عن علاقات كارمية (مرتبطة بالكارما) واضحة في الروابط بين الأهل والأولاد. يلتقون لإحلال السلام في أنفسهم وليشفوا معاً. يتحدون في هذه الحياة لتحقيق الرابط بينهم عبر مرافقة بعضهم البعض ومساعدة بعضهم البعض واستكمال علاقة الحب.
عندما يتخذ الولد قراراً بشأن أهله، فهذا يعني أنه يرغب في أن يعبّر عن صفة لديه أو لدى والديه أو أن يطوّرها.
ستسمو علاقة الروح والحب هذه وتكشف جزءاً من انفسنا لم ننمّيه.

اترك رد