التنافس في التربية:
بما أنهن الأقرب إلى أطفالهن، تقدم الأمهات عادة نصائح للآباء الذين (حسب ما تظن الأمهات) لا يفقهون شيئاً عن التربية.
ولكن هل هذا صحيح فعلاً؟ هل تعرف الأمهات دائماً ما الأفضل لأطفالهن؟ أم أنه يمكن للأب أن يتفوق عليهن في بعض المواقف؟
سأعدد لكم بعض الأمور التي يمكن للأمهات أن يتعلمنها من أزواجهن لكي يصبحن مثاليات
4. يطلب الأب المساعدة دون أي خجل
تظن الأمهات عادة أنه من واجبهن أن يكنّ “أمهات خارقات” وأنهن لا يحتجن إلى النصائح والمساعدة من أحد. هن يعتقدن أنه يجب عليهن أن يكن لا يقهرن وأنهن قادرات على فعل كل شيء بمفردهن.
الأمر مختلف تماماً مع الآباء. في حال لم يعرفوا كيفية القيام بأمر ما، لا يترددون بطلب المساعدة من الآخرين لكي يقدموا لهم النصائح.
وفي الوقت عينه، كون الأب حاضراً في حياة أطفاله يعتبر بمفرده عملاً بطولياً في مجتمعنا الحديث هذا. في الواقع، أعطى المجتمع وسام المثالية لآباء يقدمون أدنى الجهود وحسب.
وعلى العكس، لا يزال هذا المجتمع يتوقع ويطلب المزيد من الجهود من قبل الأمهات.
5. لا يشعر الأب بالذعر مثل الأم
عندما يقع الطفل ويجرح نفسه لأول مرة، تحاول الأم بشكل غريزي مساعدة طفلها لشفاء جروحه. في مثل هذه الحالات، يتصرف الآباء غالباً بشكل واعٍ أكثر.
هم يعلّمون أطفالهم بتلك الطريقة أنه لا داع للإصابة بالهلع والهستيريا عند جرح أنفسهم أو عند التعرض لمواقف مشابهة.
بالتأكيد، هذا ما هو متعارف عليه إجمالاً ولكن لا تنفي هذه الحقيقة العامة وجود العكس. مثلاً، أنا أم تتصرف بكل هدوء في مواقف كتلك بينما يشعر زوجي بالذعر والهلع عند حدوث أسخف الأمور.
ومع ذلك، يميل الآباء في معظم الحالات إلى التصرف بطريقة منطقية ومدروسة وواعية.
6. لا يسعى الأب إلى تحقيق الكمال
سواء كان الأمر متعلقاً بالرضاعة، النوم، الاستحمام أو الطعام…
ترغب الأمهات في القيام بكل شيء بطريقة صحيحة (أو بطريقة أفضل). من ناحية أخرى، يكون الآباء عادة أكثر استعداداً لمواجهة التحديات دون إجراء الكثير من الحسابات أو محاولة اتقانها حتى الكمال.
نعيد ونكرر أن كل ذلك يحدث بسبب النظرة التي ينظرها المجتمع نحو الأب. في الواقع، هذا المجتمع يكون متسامحاً تجاه الآباء أكثر بكثير من الأمهات. هو يحاسب الأمهات على أبسط الأخطاء.
وصل ابنها إلى المدرسة وحذاؤه ملّطخ بالطين.
أو حتى:
يا إلهي، هل رأيت قصة شعرها؟ هي فاشلة حتماً بإدارة حياتها كامرأة وكأم.
يقوم الجميع بانتقادها فوراً!
لذا أجل! بالطبع، يمكن للمرأة أن تتعلم الكثير من الرجل. ولكن يقع الجزء الأهم على عاتق المجتمع الذي يجب أن يتوقع من الرجل ما يتوقعه من المرأة. عندها، ستصبح الأمور أكثر عدلاً.
