المراهق منطو على نفسه: هل من الصعب أن يكون المرء مراهقاً انطوائياً في عالم يبدو “ملائماً” للأشخاص المنفتحين؟ قد يظن البعض ذلك. لطالما نجد في ملعب الكليّة أو المدرسة الثانوية طلاباً يجلسون وحدهم، منعزلين عن الجميع، يحاولون قدر المستطاع أن ينسوا وجود الآخرين.
يساعدني التقرّب من هؤلاء الأشخاص اليوم على فهمهم أكثر.
هل المراهق الانطوائي شخص خجول؟
الانطوائية والخجل أمران مختلفان كل الاختلاف عن بعضهما. الخجل هو عبارة عن خوف من التعرض للانتقاد. يمكن للمراهق الانطوائي أن يكون خجولاً وقد لا يكون كذلك. يفضل المراهق الانطوائي الأماكن الهادئة التي لا تعج بالمحفزات الخارجية.
إذا ألقينا نظرة من الخارج، قد نجد أوجه تشابه عديدة بين الشخص الانطوائي وذلك الخجول. ولكن إذا تعمقنا قليلاً بتجاربهما الداخلية، سنفهم أنهما شخصان مختلفان.
اطرحوا على أنفسكم السؤال التالي: هل يرفض ولدكم التسكع مع زملائه لأن خوفه من الآخرين يمنعه من القيام بذلك أم لأن الأمر “لا يناسبه”؟
إذا كان الوالدان منفتحين وولدهما المراهق انطوائياً
في هذه الحالة، لا ينطبق المثل القائل :التفاحة لا تسقط بعيداً عن الشجرة”. يمكن للمراهق الانطوائي أن يمتلك والدين منفتحين. من المهم جداً للوالد المنفتح أن يفهم أن الانطوائية ليست خياراً بل هي ضرورة.
يختلف الجهاز العصبي الخاص بالشخص الإنطوائي عن ذلك الخاص بالشخص المنفتح. عندما يبلغ الأطفال عمر الأربعة أيام فقط، يبدأون بالتفاعل بشكل مختلف عن بعضهم البعض مع التحفيزات.
يتفاعل الجهاز العصبي للشخص الانطوائي بشكل أكبر مع المحفزات الخارجية. لذا، عندما يتواجد هذا الشخص داخل المطار أو في أماكن مزدحمة، يشعر جهازه العصبي بالإرهاق ويرسل رسالة لجسده يطلب منه من خلالها “الذهاب إلى مكان هادئ”. يتفاعل الجهاز العصبي للشخص المنفتح بشكل أقل بكثير. يمكن لهذا الشخص أن يشعر بالتوتر إذا لم يتلق قدراً كافياً من المحفزات.
قد يجد ولدكم المراهق نفسه غارقاً بجدول أعمال ممتلئ بالدروس والأنشطة العديدة التي يجب عليه القيام بها. ولكن هل هو يرغب حقاً في القيام بذلك؟ من الأفضل أن تسألوه وأن تناقشوا الموضوع معه. يمكن أن يكون “مصدر طاقته” مختلفاً عن مصدر طاقتكم. يتوق المنفتحون إلى التواجد في نشاطات اجتماعية، أما الانطوائيون، فهم يفضلون البقاء في المنزل بدلاً من “الاحتفالات”.
يبدو أن مجتمعنا يفضل الأشخاص المنفتحين
يشعر العديد من الأهالي بالانزعاج عندما يرون ولدهم يتنحى جانباً وينعزل عن الآخرين بينما يقوم الجميع بالاستمتاع بوقتهم. لا يفهم هؤلاء الآباء أن ولدهم لا يرغب في الاندماج بالمجموعة وبالتالي هم يريدون منه أن يتغير.
عندما تخوضون حواراً مفتوحاً مع ولدكم، تصبحون قادرين على فهم أنه “يكتفي بالجلوس طوال النهار مع زملاء صفه. هو بحاجة لاستراحة كي ينعم بالهدوء والسكينة بقية الوقت”. عندما تتحدثون مع ولدكم، ستفهمونه. بهذه الطريقة، ستشعرون بتحسن وستتحررون من قيود الحزن التي كانت تكبّلكم كلما رأيتموه جالساً لوحده.
لا تترددوا بمشاركة تجاربكم معنا في التعليقات الموجودة أدناه سواء كنتم أهل مراهق انطوائي أو في حال كنتم أنتم مراهقين انطوائيين