دعم مجهود الأطفال:
قضى أحمد النهار وقسماً من الليل يدرس مادة الرياضيات وكانت أمه تحوم حوله تحاول أن تساعده مع أنها لا تفقه شيئاً من مادة الرياضيات… كان يشعر بالتعب والإرهاق لقد حاول جهده وهو يدرس ثم جاء وقت الامتحان فإذا به صعب جداً.. وقضى ساعة ونصف في صراع مع الامتحان..
عاد إلى البيت مطأطئ الرأس منكسر الخاطر..جاءت أمه وسألته بلهفة :” أخبرني كيف فعلت؟”.. نظر إليها حزيناً:” مش منيح”.. ومشى نحو غرفته يجرّ جسمه جرّاً..
- نادته أمه:” ألن تأكل؟
- لست جائعاً با أمي
شعرت أمه بانكسار ابنها فلحقت به وضمته إلى صدرها وقالت له:” لقد درست جاهداً وأنا فخورة بك لأنك لم تهمل أو تتقاعس عن درسك.. بذل الجهد هو الأهم “
ضمّ أمه إلى قلبه بقوة وكأنه يشكرها على كلماتها التي جعلته يهدئ من روعه ومن شعوره بالفشل؟
ما فعلته هذه الأم هنا هو الثناء على عمل طفلها وقد أحسنت عملاً لأسباب عدة..
لماذا على الأهل الثناء على الجهد لا على النجاح؟
يشكل امتلاك الشجاعة مؤشراً على النجاح أفضل من معدل الذكاء، وفق الباحثة هافارد داكوورث، التي ألفت كتاب Grit- الأكثر مبيعاً. إحدى أفضل الطرق لمساعدة الأطفال على تطوير شجاعتهم هي تشجيعهم والثناء على مجهودهم لا على إنجازاتهم.
إذا قمتم بالثناء على مجهودهم، سيتمكنون عند الفشل من تمييز الجوانب الإيجابية للموقف وعدم الشعور بأنهم أشخاص فاشلين أو بأنهم خسروا كل شيء.
يحتاج الأطفال إلى الثناء. فهم يطورون ثقتهم بأنفسهم حين ينجحون، حتى في الأمور البسيطة في الحياة، كتعلم ربط حذائهم أو الركوب على الدراجة.
يمكنهم التعافي من الفشل أثناء تعلم هذه الأنشطة، إذا شجعهم شخص ما أثناء محاولاتهم بشكل دائم وأشاد بجهودهم.
إذا قام أحد الأبوين بإحباطهم وبنعتهم بالفاشلين في كل مرة يقعون فيها عن الدراجة، سيشعرون بالهزيمة وبأنهم فعلاً خاسرون كما يُقال لهم.
تحمل الكلمات التي توجهونها لأطفالكم تأثيراً كبيراً عليهم. إذا كررتم باستمرار كلمة غبي أثناء التوجه إلى طفلكم سينتهي به الأمر إلى تصديقكم وأخذ الأمر على محمل الجد. كما أن بعض الأطفال يصدقون هذه الكلمات بمجرد سماعها من المرة الأولى.
للكلمات تأثير يضاهي العنف الجسدي وربما يتخطاه.
انتبهوا إلى الكلمات التي توجهونها لأطفالكم. يحتاج الأطفال إلى أن نصحح أخطائهم ونوجههم، لكن لا يجب أن يؤثر ذلك على شخصيتهم.
لا يجب أن نقول لهم أبداً إنهم أغبياء أو دون جدوى أو غير مفيدين أو كسالى. سيأخذون هذه الكلمات على محمل الجد. التوجيه والتأديب لا يجب أن يتضمن أبداً أي نوع من أنواع الإهانة.
يحتاج الأطفال إلى كلمات إيجابية للتمكن من الثقة بأنفسهم بشكلٍ يكفي لجعلهم يخوضون التجربة ويحاولون. فالأطفال الذين تم تشجيعهم بالطريقة الصحيحة، عبر الثناء على جهودهم، هم أكثر عرضة لتطوير الشجاعة لديهم.
الشجاعة مؤشر ممتاز للنجاح. يمكنكم مساعدة طفلكم على تطوير شجاعته عبر تهنئته على جهوده وتجنب الرسائل السلبية كتلك التي تحمل إهانات وتقليلاً من شأن الآخرين.