الهورمونات، الانفعالات والغضب عند أولادكم الصبيان
الهورمونات، الانفعالات والغضب
تخيّلوا ماركوس وهو صبي في الخامسة عشرة من عمره، اصطحبه والداه لرؤية معالج نفسي بغية حل مشاكل غضبه. يعبس ماركوس لأنه يعتبر العلاج ضعفاً، لكنه في الوقت نفسه يعترف للمعالج بأنه لا يفهم دوماً ما يحصل له.
«أحياناً، أقضي نهاراً جيداً في المدرسة. تسير الأمور في الصف على ما يرام وأتمكن من التسكّع مع رفاقي. وربما تتحدّث إليّ الفتاة التي تعجبني. بعدئذ، أعود إلى المنزل وتسألني أمي لِمَ لم أُخرج القمامة فاشعر فجأة بالغضب. أصرخ في وجهها وأصفق بابي. الأسبوع الفائت، أحدثت ثقباً في جداري. لا أعلم لما أفعل هذا فأمي رائعة فعلاً».
وهزّ ماركوس رأسه قبل أن يضيف: «الأمر محيّر أحياناً».
تتمتع الانفعالات بالقوة. ويكافح كافة الصبيان بين الحين والآخر كي يعبّروا عن مشاعرهم وانفعالاتهم بشكل واضح وصحيح. في سنوات المراهقة، يواجه معظم الصبيان صعوبة في إظهار مشاعرهم أو في طلب المساعدة أو حتى في إدراك حالتهم العاطفية. وكأن هذا لا يكفي وحده، تأتي الهورمونات التي تواكب التغييرات الجسدية في سن المراهقة لتعقّد الأمور أكثر. تتحرك الانفعالات التي تحث غالباً على السلوك المتهور، بشكل حرّ، فيما الجزء المسؤول عن التحكّم بها وإدارتها في الدماغ لم ينضج بعد. لا عجب إذن أن يشعر المراهقون وأهاليهم بالغضب من بعضهم البعض!
وقائع
يبدو أن الهورمونات (لاسيما التستوسترون) تؤثر في قدرة المراهق على قراءة الإشارات غير الكلامية بشكل صحيح. يستخدم الراشدون قشرة الفص الجبهي لقراءة المؤشرات الانفعالية فيما يعتمد المراهقون على الجهاز الحوفي، وهو الجهاز المسؤول عن الإحساس بالغريزة أو بالفطرة. غالباً ما يقرأ الصبيان المراهقون الإشارات الانفعالية بشكل خاطئ. فعلى سبيل المثال، عندما تُعرض عليهم صور لوجوه أشخاص راشدين يعبّرون عن انفعالات مختلفة، يفسّر المراهقون معظم هذه الانفعالات على أنها غضب.
إنه لمن المهم أكثر من أيّ وقت مضى أن تحافظي على الرابط الذي يصلك بابنك وعلى تواصلك معه خلال سنوات المراهقة وأن تستخدمي مهارات الإصغاء كي تجعليه ينفتح وأن تستمري في إعطائه كلمات لوصف مشاعره الجامحة غالباً. حافظي على هدوئك قدر الإمكان… حتى عندما يفقد ابنك أعصابه (إنّ تخصيص بعض الوقت كي تهدأ الأمور وسيلة قيّمة ومفيدة لكل من المراهق ووالديه). استخدمي مهارات الإصغاء الفاعل لتساعدي ابنك على أن يحدد مشاعره الخاصة ويفهمها؛ لعله من المفيد أن تشاركيه مشاعرك فضلاً عن التجارب التي عشتها أثناء مراهقتك. تذكّري أنّ معظم سلوك (وغضب) ابنك غير موجّه ضدك، حتى لو بدت لك المسألة شخصية جداً.