ابنتي العزيزة:
ستسلكين طريقك الخاص، وسترتكبين الأخطاء. وصدقيني، سترتكبين الكثير منها. سيكون بعضها أكبر من البعض الآخر ولكن لا تقلقي، هذا طبيعي. ما زلت أنا أرتكب الكثير من الأخطاء أيضاً!
إن لم تقومي بارتكاب أي خطأ، فهذا يعني أنك لن تخاطري مطلقاً أو لن تنتهزي أي فرصة تُتاح لكِ.
لا تعيشي هكذا.
أتمنى أن تأخذي زمام المبادرة، وأن تستمري في المحاولة، وأن تخاطري… فدون ذلك، لن تعرفي أبداً ما كان من الممكن أن يحدث.
اذهبي وأشعلي محيطكِ. إن لم تنجحي في ذلك، أطفئي النيران وابدأي من جديد. تعلمي من أخطائك واستمري في التعلم من الأخطاء التي سترتكبينها بعد ذلك أيضاً..
اعلمي أنه لا يمكنك إرضاء الجميع أبداً.
- من المستحيل أن تتمكني من إرضاء الجميع وعلى أي حال لا يجب أن تهتمي بذلك.
- اعتمدي على أصدقائك وعلى الأشخاص الذين يساندونكِ ويستمرون في دعمك.
- سيكون لديك صديقات يدعمنكِ مدى الحياة، سيقفن بجانبك ويشجعنكِ.
- سيكون لديك أصدقاء سيرافقونك حتى عندما تكونين مخطئة: حافظي على علاقتكِ بهؤلاء الأشخاص بأي ثمن، فهم سيصبحون أفضل أصدقائك.
- وأيضاً، ستلتقين بأشخاص لن يحبوكِ أو ببساطة لن يفهموكِ.
لكن لا بأس بذلك، لا تفكري كثيراً بالأمر، اتفقنا؟
عندما يُكسَر قلبك
سأكون هنا لأجلك.سواء كان سبب ذلك شخص ما أو أمرُ ما سيحدث أو لن يحدث.
أعلم أنكِ ستتعرضين للأذى. اكثر من مرة. عندما يحدث هذا، سأقترح عليكِ أن تأخذي وقتكِ، وتعتني بنفسك، و “تعيدي إصلاح” نفسك.
ستشعرين وكأنها نهاية العالم وأن الأمور لن تعود إلى ما كانت عليه مرة أخرى ولكن هذه الأزمة ستمر. أعدك.
هذا لا يعني أن شعوركِ بالألم سيزول تماماً أو أنك ستنسين… لكن الأمور ستصبح أسهل مع الوقت وستتمكنين من أن تعودي سعيدة مرة أخرى بعد هذه التجربة.
كما أطلب منكِ أن تهتمي بقلوب ومشاعر الآخرين قدر الإمكان.
كل يومٍ، أرتجل
لا يعرف أحد فعلياً الطريقة الأمثل كي يكون والداً. كل موسوعات العالم لن تكفي.
في انتظار ذلك، أنا أقوم بكل ما يوسعي لأكون أفضل شخص وأفضل أم، لكنني أستمر أحياناً بإفساد الأمور.
في اللحظة التي أشعر فيها أنني أدركتُ أخيراً كيف يجب أن اتصرف، ترمي لي الحياة عائقاً آخر. كل ما أستطيع فعله،هو محاولة حل مشكلة واحدة في كل مرة.
أنا اعطيكِ نصائح نتيجة لما تعلمته وعشته، لأن أمكِ كانت شابة صغيرة ذات يوم أيضاً. لذلك أنا أفهمكِ أكثر مما تعتقدين.
في تلك المرحلة من عمري كنتُ خائفة، لم أكن أشعر بالأمان، كنتُ أجهل ما ساكون عليه في المستقبل. لذلك آمل أن تعرفي أنه بإمكانكِ أن تتحدثي معي دائماً عن أي شيء.
سأستمع إليكِ دائماُ، دون أن أصدر الأحكام وسأحاول حقاً أن أقول وأفعل ما هو صحيح لأجلك. تماما كما أفعل الآن.
لكني أتعلم كل يوم وأتمنى أن تغفري لي كل أخطائي المستقبلية. لا يوجد أحد مثالي، ولا حتى أمك الخارقة!