سنة ابنك الأولى: النمو الجسدي والتربية في أشهر الحياة الأولى
سنة ابنك الأولى:
انتهى التفكير والتخطيط وأصبحت الغرفة جاهزة بزينتها وأثاثها كما حضّرت ملابس الطفل وحاجياته. وأخيراً، جاء اليوم المنتظر: ستبدأين أنت وطفلك حياتكما معاً. لعلك أصبحت تعلمين الآن أن سنة ابنك الأولى مهمة وجوهرية في نموه وتطوره وهي التي ستحدد وتيرة علاقتكما في السنوات القادمة. ماذا عليك أن تعرفي فيما تبدآن في هذه السنة الأولى المهمة معاً؟
النمو الجسدي والتربية في سنة ابنك الأولى
إن الطفل من بين الكائنات الحيّة الأضعف في الكون. فعند ولادته، لا يمكن للطفل أن يرفع رأسه كما لا يستطيع أن يستدير أو أن يتحرك وحده. في الواقع، يحتاج الطفل إلى وقت طويل جداً كي يتعلّم أن ما يتحرك أمام وجهه هما يداه اللتان يمكنه استخدامهما لالتقاط الأشياء والإمساك بها. في البداية، سينام طفلك معظم نهاره (والليل حكاية أخرى لسوء الحظ!)
الحياة مع الطفل سنة ابنك الأولى
هل تتذكرين المرة الأولى التي رأيت فيها ابنك؟ لا شك في أنك وقعت في غرامه من النظرة الأولى مهما بدا لونه أحمر وجلده متجعداً. لعلك حلمت بهذه الأيام والأسابيع الأولى، إلا أن الأحلام تتلاشى أحياناً في حضور الواقع. قد يبكي ابنك من دون توقف، وينام حين تكونين مستيقظة ليستيقظ حين تتوقين للنوم، وقد يوسّخ حفاظه أو يتقيأ فطوره في اللحظات غير المناسبة أبداً. لعلك ستجدين نفسك متحيّرة أمام كومات هدايا الطفل تتساءلين ما فائدة هذا الغطاء وأيّ طرف من هذا اللباس عليك أن تبدئي به أولاً.
لا بد من أن تختاري طبيب أطفال ماهر ليواكبك في هذه الأشهر الأولى. احرصي على أن تكوني مرتاحة في طرح الأسئلة عليه إذ سيكون لديك الكثير من الأسئلة، وقد يساعدك وجود أصدقاء وأفراد من العائلة قاموا بتربية أطفال من قبل كي تتمكني من استشارتهم.
وقائع
في ما يتعلق بالنمو الجسدي للطفل، اعلمي أن الأطفال ينمون من الداخل نحو الخارج ومن الأعلى نحو الأسفل. أول ما ينمو لدى ابنك هو قلبه ورئتيه وآخر ما يتعلمه هو كيفية التحكّم بحركته. سيصبح قادراً على أن يرفع رأسه ويحركه قبل أن يتمكن من تنسيق حركة ذراعيه وساقيه.
لا أحد منا يولد وهو يعرف كيف يربي فتعلمي كل ما يمكنك تعلّمه ولا تترددي في طلب المساعدة. كقاعدة عامة، لا تعتبر أشهر حياة ابنك الأولى وقتاً مناسباً لتقلقي بشأن نظافة منزلك أو تحضير الطعام لأصدقائك أو تشذيب حديقتك. حاولي أن تبقي حياتك بسيطة قدر الإمكان فسيحتاج طفلك إلى الكثير من وقتك ومن اهتمامك ويجب أن تجعلي النوم والاهتمام بنفسك من أولوياتك أيضاً.
التربية في أشهر الحياة الأولى
الأطفال ليسوا راشدين صغاراً؛ وهم مرنون بشكل مدهش وقد ولدوا مجهزين كي يكبروا ويتعلموا، لكنهم غير قادرين على أن يفكروا بشكل منطقي أو أن يتذكروا أو أن يتحكموا بأنفسهم كما تفعلون. لا تتركي طفلك وحده أبداً إلا إذا كان في مهده أو في مقعده الخاص أو في أيّ مكان آمن آخر… ولا تتركيه إلا لبضع دقائق فقط. عاش العديد من الأهل تجربة ترك الطفل على الأريكة أو السرير «للحظة فقط» وعادوا ليكتشفوا أن الطفل اختار هذه اللحظة بالذات كي ينقلب للمرة الأولى… ويسقط على الأرض.
تحذير!
تعيش العديد من الأمهات الجديدات مرحلة تقلّب المزاج الشائعة بعد الولادة. لكن حوالى واحدة من أصل عشرة نساء تصاب باكتئاب ما بعد الولادة الذي يمكن أن يؤثر في قدرتها على اقامة علاقة وثيقة وارتباط بابنها. إذا تملكك شعور بالغضب أو التعب أو الخزي ولم ترغبي في أن تكوني مع الأصدقاء أو العائلة أو شعرت بأنك قد تؤذين طفلك فلا تترددي في طلب المساعدة على الفور.
يمكن حتى لأسعد الأطفال أن يبكي أحياناً، وهذا ليس بالأمر المفاجئ لأن البكاء هو وسيلة الطفل الوحيدة للتواصل. سيبكي حين يشعر بالتعب أو بالوحدة أو بالجوع أو بالعطش أو بالحر أو بالبرد. وسيبكي أحياناً لمجرد أن يهدئ نفسه إذا ما غمرته الإثارة (تذكري أن الصبيان يبكون أكثر من الفتيات كما أن تهدئتهم أصعب). ستتعلمين مع الوقت والممارسة أن تحلّي شيفرة بكاء ابنك وستتمكنين من إعطائه ما يحتاج
في هذه الأشهر القليلة الأولى، قد يبدو لك أن حياتك كلها تدور حول طفلك ولعل هذا صحيح في الواقع. لكن عندما يبلغ الطفل ثلاثة أشهر من العمر تقريباً، سيستقر حاله عادة ويصبح له روتين يومي يمكن التنبؤ به. ثمة العديد من الموارد المتوفرة التي تساعدك بشأن المأكل وعادات النوم والعناية الجسدية. ومهما تعاظم شعورك بالإرباك من حين إلى آخر لا تنسي أن تستمتعي بصحبة ابنك، فستنقضي هذه الأشهر الأولى قبل أن تدركي ذلك.