حركات الوجه اللاارادية: التشنّجات العصبيّة اللااراديّة أو النفضة لدى الطفل هي حركات لاإرادية يفعلها الطفل أو أصوات تصدر عنه بشكل مفاجئ. هذه الحركات سريعة ومتكررة ولا تتبع وتيرة محددة. يمكن لبعض الأولاد أن يعانوا من حالات عدة في الوقت نفسه فيما يعاني البعض الآخر من حالة واحدة.
كيف أتعامل مع الأمر؟
يمكن لردّ فعلكم على التشنجات اللااراديّة التي تصيب ولدكم أن تؤثّر في وتيرة تكررها وفي تطورها. يمكن لإصراركم على أن يوقف الطفل التشنجات أن يزيد من توتره الداخلي وقد يؤدي إلى المزيد منها. كما أنّ الملاحظات الساخرة تزيد من خوفه وقلقه ومن حاجته لإخراج هذا التوتر.
إن كان ولدكم يعاني من تشنجات، فهو يحتاج لأن تهدئوه وتفهموه وتدعموه في ما يعاني منه.
- تحلّوا بالصبر ولا تطلبوا من ولدكم أن يوقف التشنجات لأنها لاإرادية ولا يستطيع التحكّم بها.
- لا تبالغوا في ردّ فعلكم حيال وجود التشنّجات. يجب ألا تعتبروا الموضوع محرّماً أو محظوراً لاسيما بالنسبة إلى الوالدين والعائلة الأكبر. إن استطاع الطفل أن يتحدّث معكم عن هذه التشنجات فسيساعده هذا على أن يتقبّلها. وسيساعد هذا على زيادة تقديره واحترامه لذاته ويسهّل علاقاته مع الآخرين.
- عندما يصاب ولدكم بتشنّج، حاولوا أن تكتشفوا ما الذي يسبب هذا التوتر ولا تعمدوا إلى لومه أو توبيخه. راقبوا متى تظهر هذه التشنّجات.
- شجّعوه على أن يعبّر عن مشاعره من دون أن تحكموا عليه، وذلك عبر منحه فرصاً كي يبوح بما في داخله مثلاً.
- تحدّثوا معه عن الأسباب المحتملة للضيق الذي يشعر به: “أعتقد أنك قلق من…”
- اقترحوا عليه نشاطات لتفريغ توتره. يمكنه على سبيل المثال أن يلعب في الخارج، أن يرسم، أن يلوّن، أن يغني، أن يرقص على موسيقاه المفضّلة أو يمكن أن تقوموا بتدليكه.
- مارسوا تمارين تنفّس واسترخاء (يوغا على سبيل المثال). هذه التمارين تترك بشكل عام أثراً مهدئاً على التشنّجات.
- شجّعوا الطفل على أن يمارس رياضات فرديّة، كالسباحة أو الجيدو أو الركض أو التزلّج أو ركوب الدراجة. يزيد النشاط الجسدي الثقة بالنفس، ويفرّغ فائض الطاقة ويصرّف العدائية بشكل ايجابي.
- اسألوا مدرّسه أو مدرّسته إن كان باستطاعة الطفل أن يستخدم في الصف كرة الضغط النفسي stress أو أغراضاً أخرى صغيرة يمكن استعمالها للتخلّص من الضغط النفسي.
يشكّل الاسترخاء والمتعة والرياضة والإصغاء الحساس لمشاكل الطفل وهواجسه أفضل علاج ودواء للتشنّجات التي تختفي تدريجياً في أغلب الحالات.
متى نستشير الطبيب؟
تختفي التشنّجات عموماً بشكل طبيعي بعد بضعة أسابيع أو أشهر من دون تدخّل خاص.
أما التشنّجات اللاارادية التي تدوم لأكثر من عام فيمكن أن تصبح مزمنة. ويُنصح باستشارة طبيب صحة أو طبيب نفسيّ إذا استمرّت التشنجات لوقت طويل أو إذا تغيّر موضعها أو إذا ازدادت حدّتها أو إذا تسببت بآلام للطفل (مثل هزّ الرأس أو عضّ الشفتين)، أو إذا ترافقت مع اضطراب آخر (الصعوبة في التعامل مع المشاعر والانفعالات، الاندفاعية، النشاط المفرط، الوسواس القهري، اضطراب المعارض، نوبات الغضب) أو إذا أثّرت التشنجات سلباً على تقديره واحترامه لذاته.
يمكن لطبيب الصحة أو الطبيب النفسي أن يتناقش مع الولد وأن يعطيكم نصائح ليساعدكم على دعمه.
ما هي متلازمة توريت؟
تُعتبر متلازمة توريت التي تطال الفتيان أكثر من الفتيات، اضطراباً عصبياً على شكل تشنّجات حركيّة لاإرادية تترافق مع متلازمة صوتيّة أو أكثر. تظهر هذه التشنّجات اللاارادية بشكل عام قرابة سن السادسة وتبلغ ذروتها خلال فترة المراهقة لتخفّ تدريجياً في مرحلة لاحقة لدى غالبية الشبّان.
اضطرابات “الألفاظ البذيئة” (الاستخدام المتكرر واللاارادي للشتائم، القيام بحركات ذات دلالات بذيئة) هي الاستثناء وتظهر لدى أقل من 10% من الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت.
يستند تشخيص الإصابة بمتلازمة توريت إلى وجود التشنّجات العصبيّة اللاارادية فقط. لكن يُسجّل لدى غالبية الأولاد الذين يعانون من هذه المتلازمة، ظهور اضطراب مرافق أو أكثر . ومن بين الاضطرابات الأكثر شيوعاً نذكر اضطراب نقص الانتباه مع أو من دون فرط النشاط (60 إلى 80%)، الوسواس القهري (30 إلى 60%)، مشاكل في التعلّم (30%) ومشاكل في السلوك (30 إلى 50%). غالباً ما تؤثر الاضطرابات التي تترافق مع هذه المتلازمة سلباً في نمو الطفل وتطوّره أكثر مما تفعل التشنجات اللاإرادية نفسها.
تذكّروا التالي:
- تظهر التشنجات اللاارادية بشكل عام بين سن 5 إلى 7 أعوام، لكن قد تظهر قبل ذلك في بعض الأحيان.
- يمكن للتشنجات أن تظهر أو أن تزداد حدّتها إذا عانى الطفل من وضع يسبب له ضغطاً نفسياً أو إذا شعر بالإحباط أو التعب أو بضغط كبير من محيطه.
- في غالبية الأحيان، تختفي التشنجات من تلقاء نفسها بعد بضعة أسابيع أو أشهر.