Site icon التربية الذكية

الأم السيئة: من هي الأم التي لا ننفك ننتقدها؟

الأم السيئة

premium freepik license

من هي السيدة التي تستحق أن تحجز لقب “الأم السيئة” بامتياز؟
اعترفي بالأمر، أنت تحبين أن تشاهدي الأمهات الأخريات في الحديقة أو المتجر لتنتقدي، في رأسك على الأقل، طريقة تربيتهن لأطفالهن.
إذا كان من الطبيعي أن يمتلك المرء ردة فعل عندما يرى أماً أو أباً في مكان ما يتعاملان بطريقة سامة أو سيئة مع ولدهم، فمن الطبيعي أيضاً أن ينتقد كل المواقف السخيفة التي يواجهها في الحياة اليومية.

يا إلهي أرأيت ماذا أعطته ليأكل؟ سيصاب ولدها بالسكري خلال عام كحد أقصى!

أو:
انظري كيف تقضي كامل وقتها على الهاتف دون أن تكترث لأولادها!
بدلاً من أن نحاول التعرف إلى الشخص الذي ننتقده أو من أن نركز على طريقتنا الخاصة في التربية، نحن ننتقد الآخرين كلما سنحت لنا الفرصة.
من الأسهل بكثير أن نشير إلى عيوب وأخطاء غيرنا!

ولكن أتساءلت قط إذا كان لدى هذه الأم التي أعطت الحلوى لأطفالها، وقت كاف لتقوم بطهي طعام ما؟ربما قد عادت لتوها من العمل أو قد استحق ابنها الحلوى لأنه تناول كل الفواكه والخضار المخصصة يومياً له.

ربما تنظر تلك الأم إلى هاتفها بينما تنتظر ولدها في الحديقة. أو ربما قد أمضت اليوم بكامله معه. ربما هي تحتاج إلى 5 دقائق فقط لترتاح قليلاً. ربما هي تقرأ رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل لأنها لم تحظ بالوقت للقيام بذلك.

في جميع الحالات، من المهم جداً أن تأخذي وقتك للتفكير بجميع الاحتمالات. علاوة على ذلك، بدلاً من انتقادها، يمكنك أن تمدي يد العون إليها.

يمكنك ببساطة أن تقدمي كلمة حلوة لأم تبدو مرهقة.

ولكن هل نحن ننتقد هؤلاء الأمهات وننعتهن بالـ”سيئات” لأننا نرغب في أعماقنا أن نكون مثلهن؟

نحن لا ننتقد إلا ما نراه بشكل سطحي لأننا لا نفقه شيئاً عن حياة هؤلاء النساء ولا ما يمررن به من مشاكل وصعوبات في عملية تربية أولادهن.

ومع ذلك، نحن نحب أن ننتقدهن!

نحن ننتقد هؤلاء السيدات اللواتي نعتبرهن “أمهات سيئات” لأنهن يرفضن الاستماع إلى نصائح جارتهن وحماتهن أو أي فرد آخر من أفراد العائلة الذين يعرفون أكثر من الطبيب بحد ذاته.

كيف لو كانوا قد اخترعوا الذرة! ولكن بكل صراحة، ألا تحبين أن تتحلي بنفس قدر شجاعتهن؟

يظن الجميع أن الأم السيئة هي تلك التي تعتني بذاتها. إذا خرجت مع أصدقائها أو حظيت بأيام من الراحة، هذا يعني أنها تفتقر إلى المسؤولية! أي طفلها؟!

فعلاً… أي الطفل؟ على حد علمي، يمتلك هذا الطفل أباً أيضاً، أليس كذلك؟

نحن نظن أن المرأة تصبح أماً سيئة إذا لم يكن منزلها نظيفاً ومرتباً على أتم وجه. في الواقع، يبدو أننا جميعنا نعيش في منازل مثالية إذن.

هل منزلك حقاً مثالي ولا تشوبه شائبة؟

ماذا عن نمو الطفل؟

تعتبر المرأة تلقائياً أماً سيئة إذا لم تجبر أولادها على الجلوس في سن الأربعة أشهر والمشي في سن الستة أشهر، كي تتباهى بذلك على وسائل التواصل الإجتماعي وأمام أفراد العائلة.

لا أعتقد أنني بحاجة لأتوسع في هذه النقطة لأنها سخيفة حتماً! أوتعرفين؟ لم تدرس هذه الأم السيئة الطب لعشر سنوات! إذن كيف لها أن تعرف ما الأفضل لطفلها؟

من الذي يعطيها الحق باتخاذ قرارات مهمة تختلف عن تلك التي تتخذها الأمهات الأخريات؟ ولكن أتعرفين ما الذي تفعله هذه الأم؟ عندما يكون لديها أسئلة ما، هي تطرحها على طبيب ولدها. أجل! هي لا تطرحها على الأمهات الأخريات ليقدمن لها النصائح.

هي لا تطرح أسئلتها على فايسبوك ولا تشترك في المجموعات التي تقدم نصائح للوالدين.

تستخدم هذه الأم السيئة المنطق. هي لا تسمح لولدها بشرب ماء الجافيل ولا تفقد صوابها فور أن تصبح درجة حرارة ولدها 37 درجة مئوية وهي قادرة على تضميد جراحه.

الأم السيئة تلقح أطفالها لأنها لا ترغب بعودة الأمراض الفتاكة الخطيرة.

مرة أخرى، هي تستخدم المنطق!

الأم السيئة لا تطعم ولدها البسكويت والوجبات الخفيفة المخصصة للأطفال بالرغم من أن الجميع يعتبرها صحية وضرورية لنمو الطفل الجسدي والنفسي.

في المساء، لا تعطي الأم السيئة الحليب لطفلها. كلا، هي تحضر له وجبة عشاء خفيفة. هي تتبع إرشادات الطبيب وحدسها لأنه لا علاقة لنساء الحي بعملية تربية ولدها.

هي لا تعطي طفلها ما ترغب من أدوية ولا تستخف بصحته فقط لأنه لا يمكن لشيء أن يحدث له.
وتعرفين ماذا؟ الأم السيئة لا تسمح لولدها بارتداء الحفاضات حتى سن الرابعة لأنه من الأسهل عليها القيام بذلك.
هي تقوم بكل شيء بضمير صاحٍ ولأجل طفلها.

إذن، من هي الأم السيئة؟

Exit mobile version