عندما يفقدكم سلوك طفلكم أعصابكم : خطة عمل جذرية لعلاج السلوكيات السيئة
علاج السلوكيات السيئة:
نواصل في هذا المقال التعمق في نظرية جين نيلسن، مؤلفة كتاب التأديب الإيجابي.
بحسب رأي المؤلفة، السلوك السيء ليس سوى حجة يستخدمها الطفل للتعبير عن حاجته ومحاولة الاستجابة للهدف الذي حدده في لاوعيه. كأهل، لدينا غالباً الميل للتركيز على السلوك السيء نفسه لا على عمق المشكلة وهذا طبيعي جداً لأننا قد نصل إلى مرحلة نفقد فيها أعصابنا!
هذا ما يحصل بالضبط حين نكون مرضى: إذا عالجنا العوارض، سنحصل على نتائج على المدى القصير لكن بهذه الطريقة لا تتم معالجة المرض وستعود المشكلة للظهور مجدداً مراراً وتكراراً… من هنا تأتي أهمية النجاح في تحديد الهدف الوهمي والاعتقاد المخفي اللذان يترافقان مع السلوك السيء بغية التمكن من التصرف بطريقة فعالة.
التعرف على كيفية تحديد الأهداف الوهمية
اتفقنا إذاً في المقالات السابقة على أنه ليس من السهل دائماً تحديد الهدف الوهمي من سلوك الطفل السيء، خاصة أن الوضع يزعجنا بشدة (نعم، فحين يحاول طفلي ضربي عند المربية أشعر بغضب شديد!). وما يجعل تحديد الهدف الوهمي صعباً أيضاً هو أن 4 أطفال قد يقومون بالسلوك السيء نفسه لأهداف وهمية مختلفة. تأخذ جين نلسن مثالاً عن رفض الطفل لإنجاز واجباته المدرسية. قد يكون هدفه الوهمي جذب الانتباه – إبقي معي، أنظر إلي؛ وقد يكون هدفه الحصول على السلطة- لا يمكنك إجباري على تنفيذ واجباتي المدرسية؛ وقد يكون هدفه الانتقام – لأنك رفضت أن أخرج مع أصدقائي سأزعجك عبر رفض تنفيذ أوامرك؛ كما قد يكون الهدف أيضاً الشعور بالعجز – أنا شخص فاشل، لن أتمكن من قعل ذلك أبداً.
كل موقف يختلف عن الآخر وكل سلوك يرتكز على نظرة الطفل للموقف، ولبس على ما نراه في الواقع. طريقة التعامل مع المشكلة والأدوات التي سنستخدمها ستكون بالتالي مختلفة وفقاً للاعتقادات المخفية.
من المؤشرات الجيدة التي تساهم في التمكن من تحديد الهدف الوهمي، أن نكون منتبهين لمشاعرنا الخاصة. أدعوكم إلى إلقاء نظرة تفصيلية على الجدول في المقالة السابقة، العامود الأول هو العامود الذي يهمنا.
هناك مؤشر آخر يقتصر على مراقبة ردة فعل طفلكم حين يقوم الشخص الراشد بالرد على سلوكه السيء، لا على عمق المشكلة.
ردة فعل الطفل على ردة فعل الشخص الراشد
من المؤكد أن هذين المؤشرين يتطلبان تركيزاً خاصاً على طفلك وبعض الوقت لوضع نفسك مكانه كي تتمكن من فهم اعتقاداته وأهدافه الوهمية. لكن بفضل هذا العمل، ستتمكن من استخدام الأدوات المناسبة لتشجيعه وبالتالي معالجة عمق المشكلة (وكذلك إيقاف السلوكيات السيئة).
كيف نشجع أطفالنا / وفق كل هدف وهمي؟
عندما أقول “تشجيع”، فهذا لا يعني تشجيعه على تصرفاته السيئة، أو تركه يفعل ذلك، أو الاستجابة لأدنى رغباته. بل نستخدم هنا عبارة “تشجيع” بمعنى “تشجيع الطفل على تغيير سلوكه”.
- ابدأ بالتركيز على السلوك السيء الذي يكرره الطفل والذي يثير غضبك.
- راجع الجدول في المقالة السابقة بعناية للتمكن من تحديد الهدف الوهمي وبالتالي المعتقد الخفي.
- اختبر أفكار التشجيع المختلفة المتواجدة في العامود الأخير، وفق هدف طفلك الوهمي.
إنه أمر معقد، فلماذا أزعج نفسي بذلك؟
أعلم أن الأمر قد يبدو معقداُ وغير طبيعي، حيث أنه عليك البحث في جدول لتحليل كل التفاصيل. هذا ما فكرتُ به أيضاً. أنا لا أخبرك أنه يجب عليك استخدام هذه الطريقة في التحليل بمجرد أن يرتكب طفلك سلوكاً سيئاً واحداً، وإلا لأمكننا التشكيك في مدى قوة العلاقة بينكما. لكن من ناحية أخرى، إذا لاحظت أن طفلك يقوم بسلوك سيئ بشكل متكرر يجعلك تشعر بغضب شديد وأن كل الطرق لم تنفع (بحيث أنك جربت المعاملة الجيدة، والمناقشة، والعقوبات…)، فأعتقد أن الأمر يستحق البحث لأنه في حال باءت كل محاولاتك بالفشل. هذا يدل على أن لدى طفلك اعتقاد خفي.
الآن هل أنت على استعداد لمحاولة وضع حد للموقف الذي يفقدك أعصابك؟ ما هو سلوك طفلك الذي يجعلك أكثر غضباً؟ بالنسبة لي التحضير للخروج في الصباح! أنا في انتظار ردك في التعليقات.